جميع المواضيع

Wednesday, September 26, 2012

 في خريف شتائي

في خريف شتائي سقطت بلورات الثلج من قلمي كما الأوراق الصفراء من شجر البلوط، وراحت تغازلني الخزامى، وترجو: أرجوك لا تأتي بالشتاء. لعلها ظنت ما الخريف الا أوراقي التي كُتبت بقطرات الشتاء.

نظرة على الحياة في تأملات الماء

نبحر في الدنيا كقارب صغير، يحمل بين ضلوعه براءة الحياة. ونعجب لتلك القوارب الكبيرة الجوفاء، على الرغم أن كل منّا يحمله الماء. والكل يخشى العواصف الهوجاء وبرد الشتاء وثورة الماء. وما أن تأتي تلك الليالي الظلماء حتى تنزع البراءة ويقلب القارب، وتتناثر أوراقنا المختبئة في الهواء. ونصحو على شقشقة عائدين لحطام القارب لنبني من جديد. هذه هي الحياة!

تخللتني الألحان وأنا أكتب هذا، فكان مني:

امشي على اللحن واقترب , ولست عنها بمغترب. هي الايام ذات طبع متقلب , هي دول ذات حال مضطرب. واعلم ان في اللحن انهار لو فاضت حل الدمار ولو هانت طلع النهار وترعرع الصبار . على درب غدير وهدير وحفيف وخرير وشقشقه وزقزقه ورفرفه وهرطقه، أجل وجدت المطرقة !

ان صح التعبير!

لكل أمر مراد، والمراد يجاز بفكر المريد، ويظهر بفعله، ويزداد بتركيب الفكر على الفعل. أما الإرادة فمن أرادها فعل ولم يسند للتفكير. هي ( الإرادة) ذات ارث قديم، من أخذ بها أخذ بحظ وافر، ومن تركها جاءت اليه الأفكار وهربت منه الأفعال. كإثنان أحدهما رأى نفسه متخما بالأفكار، أو انه سمين البنية، وشاء أن يجعل نفسه أكثر اتزانا، صحة، أو حتى يخلص من نظرات الاخرين، لكنما أراد. فهم بالحل وفعل. والاخر جعل يفكر بالحل ويأخذ الحسبان، ويأكل، ففكر بكل الطرق ولم يفعل أي منها. مقتضبا: وما نيل المطالب بالتمني   ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

زرقة السماء في الباحة

السماء هناك، والشمس رقيقة في بطنها، والغيوم تجيئ وتهرب ولا يهمني أمرها طالما أنها هناك وتروقني.
كنت مستلقيا في باحة خضراء، أرقب السماء بنظرة عيني التي أدخلت لقلبي صورة، ومنها بتيار كهربائي عصبي الى عقلي، فتدبرت اللحظة. لكن أذني مشغوله بضوضاء من حولي، فتركت السماء، ولقطت الأرض، فرأيت هذا يمازح وتلك تأكل، هذا يلعب، وتلك لا تنفك تتكلم بصحبتها. وغمرة من الأفكار دفعت رأسي لليمين، جعلتني أيقن مدى روعة النظر للسماء، وكم هي الأرض خفيفة. لكنما سرعان ما أردكت أن المشترك بيننا هو وقوعنا على تلك البقعة، الباحة الخضراء. أما ما يفرقنا أنني نظرت الى فوق في حين أن أنظارهم لم تفارق مدى أفق بصرهم. 

جمع

الجمع هو جلب شيئ لآخر بغرض انتاج شيئ ثالث تساوي قيمته كتله الاثنين، قد يكون كمّا وكيفا، وقد يكون كمّا دون كيفا، وذلك حسب رغبة الجامع أولا، وحسب طبيعة المجموع ثانيا. وان كان المنطق أداة الفلسفة، فإنه من الواجب جعل الجمع موجبا! لأن فيه زيادة في الشكليات. أما ان كان المجموع ذا سلب أصلا، فالناتج بقوة السلب ينتج. أي لو جمعت كمّا سالبا يكون أكبر من كم المجموع الموجب فناتجك سالب. وهذا يجري على التفكير، لك المنطق، ولك الحكم، ولك اللسان، ولك الجسد، فان جمعت ايجابا أفلحت، وان جمعت سلبا على ايجاب تلفت. عِِ أن كم التفكير أيضا نسبي بالجمع، وذلك حين " تريد" أمرا، وليكن صيدا، فتعد العدة، معتبرا كل الظروف والاحتمالات، وهنا تبدأ الجمع، وتبدأ بمعرفة هيئة اكم المجموع. ثم تنطلق " للقارب". عِ أيضا أنك مالم تتعلم الصيد فلن تفعل ما ستفعل. تصعد القارب وتبدأ بالصيد كما تعلمت، وتستلقي ناظرا الى " السماء" منتظرا فلاح حيلتك. لكن ماذا ان " ثار الماء"؟ عدتك هي النجاة، ان أعددت حقا لما هو آت نجوت وان لم تصطد شيئا، أما ان فشلت في العدة فستعزف" لحن" الندامة في لحظة الصفر. وهكذا الجمع كما أسلفت، تعد الكميات وتتوقع الناتج حسب تفكيرك ووفق المادة. ليس الخلاف على المجموع، انما الخلاف أن تعلم ما تجمع.


ما أن يأتي الشتاء، تبدأ المجاميع بالاختلاف والقوارب تتجدد والأحان تصبو والعصافير تغرد وتنهض الافكارمنتظرة الشمس كي تلمعها. وشتاء بعد شتاء، حتى نتعلم الصيد، ونتعلم الجمع، ونتعلم العزف على جميع الحان الحياة.

في خريف شتائي

 في خريف شتائي

في خريف شتائي سقطت بلورات الثلج من قلمي كما الأوراق الصفراء من شجر البلوط، وراحت تغازلني الخزامى، وترجو: أرجوك لا تأتي بالشتاء. لعلها ظنت ما الخريف الا أوراقي التي كُتبت بقطرات الشتاء.

نظرة على الحياة في تأملات الماء

نبحر في الدنيا كقارب صغير، يحمل بين ضلوعه براءة الحياة. ونعجب لتلك القوارب الكبيرة الجوفاء، على الرغم أن كل منّا يحمله الماء. والكل يخشى العواصف الهوجاء وبرد الشتاء وثورة الماء. وما أن تأتي تلك الليالي الظلماء حتى تنزع البراءة ويقلب القارب، وتتناثر أوراقنا المختبئة في الهواء. ونصحو على شقشقة عائدين لحطام القارب لنبني من جديد. هذه هي الحياة!

تخللتني الألحان وأنا أكتب هذا، فكان مني:

امشي على اللحن واقترب , ولست عنها بمغترب. هي الايام ذات طبع متقلب , هي دول ذات حال مضطرب. واعلم ان في اللحن انهار لو فاضت حل الدمار ولو هانت طلع النهار وترعرع الصبار . على درب غدير وهدير وحفيف وخرير وشقشقه وزقزقه ورفرفه وهرطقه، أجل وجدت المطرقة !

ان صح التعبير!

لكل أمر مراد، والمراد يجاز بفكر المريد، ويظهر بفعله، ويزداد بتركيب الفكر على الفعل. أما الإرادة فمن أرادها فعل ولم يسند للتفكير. هي ( الإرادة) ذات ارث قديم، من أخذ بها أخذ بحظ وافر، ومن تركها جاءت اليه الأفكار وهربت منه الأفعال. كإثنان أحدهما رأى نفسه متخما بالأفكار، أو انه سمين البنية، وشاء أن يجعل نفسه أكثر اتزانا، صحة، أو حتى يخلص من نظرات الاخرين، لكنما أراد. فهم بالحل وفعل. والاخر جعل يفكر بالحل ويأخذ الحسبان، ويأكل، ففكر بكل الطرق ولم يفعل أي منها. مقتضبا: وما نيل المطالب بالتمني   ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

زرقة السماء في الباحة

السماء هناك، والشمس رقيقة في بطنها، والغيوم تجيئ وتهرب ولا يهمني أمرها طالما أنها هناك وتروقني.
كنت مستلقيا في باحة خضراء، أرقب السماء بنظرة عيني التي أدخلت لقلبي صورة، ومنها بتيار كهربائي عصبي الى عقلي، فتدبرت اللحظة. لكن أذني مشغوله بضوضاء من حولي، فتركت السماء، ولقطت الأرض، فرأيت هذا يمازح وتلك تأكل، هذا يلعب، وتلك لا تنفك تتكلم بصحبتها. وغمرة من الأفكار دفعت رأسي لليمين، جعلتني أيقن مدى روعة النظر للسماء، وكم هي الأرض خفيفة. لكنما سرعان ما أردكت أن المشترك بيننا هو وقوعنا على تلك البقعة، الباحة الخضراء. أما ما يفرقنا أنني نظرت الى فوق في حين أن أنظارهم لم تفارق مدى أفق بصرهم. 

جمع

الجمع هو جلب شيئ لآخر بغرض انتاج شيئ ثالث تساوي قيمته كتله الاثنين، قد يكون كمّا وكيفا، وقد يكون كمّا دون كيفا، وذلك حسب رغبة الجامع أولا، وحسب طبيعة المجموع ثانيا. وان كان المنطق أداة الفلسفة، فإنه من الواجب جعل الجمع موجبا! لأن فيه زيادة في الشكليات. أما ان كان المجموع ذا سلب أصلا، فالناتج بقوة السلب ينتج. أي لو جمعت كمّا سالبا يكون أكبر من كم المجموع الموجب فناتجك سالب. وهذا يجري على التفكير، لك المنطق، ولك الحكم، ولك اللسان، ولك الجسد، فان جمعت ايجابا أفلحت، وان جمعت سلبا على ايجاب تلفت. عِِ أن كم التفكير أيضا نسبي بالجمع، وذلك حين " تريد" أمرا، وليكن صيدا، فتعد العدة، معتبرا كل الظروف والاحتمالات، وهنا تبدأ الجمع، وتبدأ بمعرفة هيئة اكم المجموع. ثم تنطلق " للقارب". عِ أيضا أنك مالم تتعلم الصيد فلن تفعل ما ستفعل. تصعد القارب وتبدأ بالصيد كما تعلمت، وتستلقي ناظرا الى " السماء" منتظرا فلاح حيلتك. لكن ماذا ان " ثار الماء"؟ عدتك هي النجاة، ان أعددت حقا لما هو آت نجوت وان لم تصطد شيئا، أما ان فشلت في العدة فستعزف" لحن" الندامة في لحظة الصفر. وهكذا الجمع كما أسلفت، تعد الكميات وتتوقع الناتج حسب تفكيرك ووفق المادة. ليس الخلاف على المجموع، انما الخلاف أن تعلم ما تجمع.


ما أن يأتي الشتاء، تبدأ المجاميع بالاختلاف والقوارب تتجدد والأحان تصبو والعصافير تغرد وتنهض الافكارمنتظرة الشمس كي تلمعها. وشتاء بعد شتاء، حتى نتعلم الصيد، ونتعلم الجمع، ونتعلم العزف على جميع الحان الحياة.

نشر في : 8:36 AM |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

بسم لله والحمد لله.

أحيانا حين أسكن لا أجد في نفسي الحاجة للكتابة، بل أجد الحاجة لسماع بعض الموسيقى التي تشعل في خلجتي أوراق الأشجار التي كتبت عليها حروفي. فصارت زركشات حرف طائر!




زركشات حرف طائر

بسم لله والحمد لله.

أحيانا حين أسكن لا أجد في نفسي الحاجة للكتابة، بل أجد الحاجة لسماع بعض الموسيقى التي تشعل في خلجتي أوراق الأشجار التي كتبت عليها حروفي. فصارت زركشات حرف طائر!




نشر في : 7:29 AM |  من طرف Unknown

2 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

back to top