جميع المواضيع

Friday, August 10, 2012

 بلساني
بسم الله ، والحمد لله . وبعد:
فإن الله قد علمنا أن نعرفه ولنا في الرسل قدوة حسنة في هذا . ما كان مني خير فهو بتوفيق الله، وما افتعلت او اقترفت من خطأ فهو من نفسي الأمارة بالسوء ومن الشيطان وشركه. ونسأل الله التقوى !
قد عرفنا من علم الله نقلا عمن اجتهدوا به من كبار الأئمة والمجتهدين، ولهم من الله ما لهم. ووجدت حاجة في نفسي أن أسرد بعض الأصول في العقيدة الأسلامية، والحقيقة العقلية للمعرفة.
أما العلم فهو إدراك الشيئ، وهو العلم بعدم إدراك الإدراك، كالغيب مثلا. وما هو غيب هو ما لا يدرك، وعليه فإن ما وراء ظهرك الآن هو علم غيب. فكيف بما هو مستقبل بعيد. ليس هذا تقويضا للتفكير، فهنا التفكير شامل وواسع وله بعض الحدود كما سأوضل الآن، بإذن الله. التوقع وارد وبه من العلم ما به، لكن لا يجوز نسبته الى علم الغيب، وهذا ذكر واضح. انتهى.

مقياس الحكم في العقيدة
أقسام الحكم العقلي وهي ثلاث، الواجب والمستحيل والجائز:
أما الواجب العقلي ( الواجب الوجود) فهو ما لا يُتصور في العقل عدمه، وهو الله تعالى وصفاته.
وأما المستحيل العقلي ( المستحيل الوجود) فهو ما لا يُتصور في العقل وجوده، كوجود شريك للهو العجز و الجهل بالنسبة إلى الله، فكل ما لا يجوز على الله فهو مستحيل عقلي، و من المستحيل العقلي كوْن المخلوق خالقا.
والجائز العقلي( الممكن العقلي) فهو ما يُتصور في العقل وجوده تارة وعدمه تارة أخرى كالعالم.
                   نقدة
                       قدرة الله لا تتعلق بالواجب الوجود ولا بالمستحيل الوجود ( فقد فرغ من هذا )، انما تتعلق بالممكن العقلي.
                       مثل ذلك اذا سألك أحد الملاحدة:"هل الله قادر على أن يخلق إلاها غيره؟" لا نجيب بنعم لان فيه تجويز المستحيل العقلي، وهذا كفر. ولا نجيب بلا لأن فيه نسبة العجز لله تعالى، وهذا كفر. إنما نجيب بأن قدرة الله لا تتعلق بالمستحيل العقلي ولا بالواجب العقلي انما بالممكن العقلي. ولا نستوي الى ما هو غفير معقول.
____________________________________
قاعدة منطقية:                                                                            قاعدة عقلية:
• لكل معلول علة                                                                         • قبح العقاب بلا بيان
• لا يتخلف المعلول عن العلة                                                          • أهداف لا يمكن تحقيقها يجب التخلي عنها
• يستحيل تقدم المعلول عن العلة                                                      • أي حل أحسن من لا حل
• يستحيل تقدم الشيء على نفسه                                                      • أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا
• الضدان لا يجتمعان                                                                   • النجاح والإخفاق ليس هما مقياس الصواب والخطأ ولا الحق والباطل                                                                   • إن نجاح فكرة لا يعني دائما صوابها
• الظرف أوسع من المظروف                                                        • إن عدم العلم بالشيء لا يكون علما بعدمه ولا يكون دليلا على نفي وجوده                                                                • من علم حجة على من لا يعلم
• معلول العلة يمتنع تخلفه عنها                                                       • الإذن في الشيء إذن في لوازمه
• الكل أعظم من جزءه                                                                 • المثبت مقدم على المنفي
• النقيضان لا يجتمعان                                                                • مالا دليل عليه يجب نفيه
• الوجود موجود                                                                        ما جاء موافقا للأصل لا يسأل عنه وما جاء على خلاف الأصل يحفظ ولا يقاس عليه                                                • التابع تابع
• إذا وجدت العلة وجد معلولها                                                        • ما كان مقدمته فاسدة فالنتيجة كذلك
• إن كل ممكن لا بد له من علة في وجوده                                         • خطأ مصاديق القانون لا يفسد القانون نفسه
• استحالة وجود الممكن بلا علة                                                     • المناقشة في الأمثال ليس من دأب المحصلين
• كل معلول يجب وجوده عند وجود علته                       • النتائج ليست هي العبرة أو المعيار دائما إذا كانت التكاليف تفوق الأرباح
• استحالة تخلف المعلول عن علته
• عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود
• جمال النتيجة لا يعني صحة المقدمات
• إذا انتفى اللازم انتفى الملزوم
• انتفاء الملزوم لا يلزم منه انتفاء اللازم بجواز كونه اعم
• إن فعلية الحكم تتوقف على فعلية موضوعه


-----------------------------------------------------------------------------------
 حقائق عن الخلق:
ما معنى قوله تعالى : { ليس كمثله شيء } [سورة الشورى/11] ؟

ج : معناه أن الله لا يشبه شيئاً من اللطائف و الكثائف(*) و العلويات و السفليات(**)، قال تعالى : {و لم يكن له كُفُواً أحد} [سورة الإخلاص/4]، أي لا نظير لله بوجه من الوجوه ، قال الإمام ذو النون المصري و الإمام أحمد رحمهما الله : " مهما تصوّرت ببالك فالله بخلاف ذلك"، و قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته : "و من وصف الله بمعنىً من معاني البشر فقد كفر". انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

(*) اللطائف هي ما لا تُضبط باليد كالنور و الهواء و الملائكة و الجن، أما الكثائف فهي ما يضبط باليد كالإنسان و الشجر و الحجر.

(**) مثال العلويات ما كان في السماوات و مثال السفليات ما كان في الأرض.


اللهُ تعالى لا تُدركه الأوهام و التصوّرات فمهما فكّر الإنسان ليدرك ذات الله لا يصل إلى ذلك لأنّ ذاتَ الله لا يُشبه ذواتنا و اللهُ سبحانه لا يُشبه المخلوقات و لا يوصف الله بصفة من صفات المخلوقات لا يوصف بالهيئة و لا الصورة و لا الشكل و لا الطول و لا العرض و لا اللون لأنّ هذه صفات تتصف بها المخلوقات و الله لا يشبه المخلوقات.

كم من أُناس يظنون أنّهم مسلمون، و هم غير مسلمين، لماذا ؟ لأنّهم يعتقدون أنّ الله يسكن السماء. الله لا يمكننا أن نتصوره، عقولنا لا تستطيع، نبيُّنا صلى الله عليه و سلم قال : "لافكرة في الربّ"، إنّما نؤمن بأنّ اللهَ موجود أزلا و أبدا بلا مكان، لا يُشبه شيئا، و لا يلحقُهُ وَهمٌ، و لا يكتَنِفُهُ عقلٌ، و لا يتخصَّصَ بالذهنِ، و لا يتمثَّلُ في النفسِ، و لا يتصورُ في الوهمِ،و لا يتكيَّفُ في العقلِ، لا تلحقُهُ الأوهامُ و الأفكارُ.

لذلك قال سيدنا أبي بكر رضي الله عنه : " العجز عن دَرَكَ الإدْرَاكِ إدْرَاكُ و البَحْثُ عن ذاتِهِ كُفْرٌ و إشْرَاكُ "، المعنى أنَّ الإنسان إذا عرف الله تعالى بأنه موجود لا كالموجودات، موجودٌ بلا مكانٍ و لا كيفيةٍ، و اقتصر على هذا و لم يبحث عن ذات الله تعالى للوصول إلى حقيقة الله فهذا إيمان، هذا رشدٌ و إيمان و صواب.

الذي يكتفي بأنَّ الله تعالى موجودٌ لا يُشبه الموجودات لا يُتصور في حقِّه مكاناً و لا هيئة و لا صورة بل اكتفى بأن يعتقد أنَّ اللهَ موجودٌ لا يُشبهُ الموجودات، موجود بلا كيفية و لا مكانٍ، اقتصر على هذا، و قَنِعَ و رضِيَ بذلك هذا يقال : عرف الله.

أما الذي لا يكتفي بذلك و يريد أن يعرف حقيقته فيتصوره كإنسان أو ككُتلة نورانية أو نحو ذلك أو يتصوَّره جسماً قاعداً فوق العرش فهذا كفر بالله تبارك و تعالى. هذا معناه : و البحث عن ذاته كفر و إشراك.

وعليه من اعتقد أنّ الله تعالى يسكن السماء أو يجلس على العرش أو يتحيز في مكان أو يُشبِهُ المخلوقات أو تُشبِهُهُ المخلوقات لا يكون من المسلمين بل يجب عليه أن يعتقد أنّ الله تعالى موجود بلا مكان موصوفٌ بكل كمال يليق به مُنزَّه عن كل نقص في حقِّه و يتشهد فورا للدخول في دين الإسلام بقوله : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسولا الله. 


أما في الكيفية ان نسبت لله فنقول كما ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء : "أنّ قوْما سألوا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كيْف الله ؟ ـ و هذا سؤالٌ كُفْريٌّ ـ.و قال سيدنا علي بن أبي طالب : هو الذي كيف الكيف فلا يقال كيف".
---------------
وثبتت صحة ذلك فالله واجب موجود وكذلك صفاته فليس كمثله شيئ !
بعض الناسِ من شدة الجهل يعتقدون: أنّ قول: الله ساكن العرش أو قاعد على العرش هذا تعظيم لله. هذا ليس تعظيما لله. الفوق والتحت الله خلقهما , الفوق والتحت بالنسبة إلى الله تعالى على حد سواء. الله ما خلق شيئا لينتفع به .العرش ما خلقه الله لينتفع به كما يقول هؤلاء إنه قاعد عليه . جعلوا الله منتفعا بخلقه .الله تعالى هو الذي أمسك العرش بقدرتِه عن الهُويّ. والسموات السبع هو أمسكها بقدرته عن الهُويّ إلى تحت. وهذه الأرض هو أمسكها من الهُويّ إلى تحت .والله الذي هو حافظ العالم كله بقدرته كيف يوصف بأنه قاعد على العرش والعرش ما هو إلا سرير كبير واسع !! .القعود لا يكون إلا بجسم له نصف أعلى ونصف أسفل ينثني. هؤلاء الذين قالوا الله قاعد على العرش جعلوه جسما مؤلفا من نصفين نصف أعلى ونصف أسفل لأنّ الذي يجلس لا بد أن يكون له نصفان نصف أعلى ونصف أسفل. هؤلاء جعلوا الله كالإنسان والجن والملائكة والبهائم. هؤلاء ما مدحوا الله بل شتموا الله .إنما مدح الله أهل السنة الذين يقولون "الله موجود بلا مكان" كان قبل المكان بلا مكان والآن بعد أن خلق المكان موجود بلا مكان ,لا يجوز عليه أن يكون اتصال بينه وبين العرش وقعود عليه لا يَمسّ ولا يُمسّ .
وفيه الرد على المجسمة وعلى بعض قولهم في الله وصفاته !
_____________________________________________

هو القديم و ما سواه حادث و هو الخالق و ما سواه مخلوق.

ج : يجب الإعتقاد أنّ الله وحده القديم الذي لا ابتداء لوجوده و أنّ كل ما سواه حادث، فكل حادث دخل في الوجود من الأعيان و الأعمال من الذرّة إلى العرش و من كل حركة للعباد و سكون و النوايا و الخواطر هو بخلق الله لم يخلقه أحد سِوى الله، لا طبيعةٌ و لا علةٌ، بل دخوله في الوجود بمشيئة الله و قدرته بتقديره و علمه الأزلي لقوله تعالى : {و خلق كل شيء} [سورة الفرقان]. قال الإمام النسفي: "فإذا ضرب إنسانٌ زُجاجاً بحجَرِ فكسره فالضرب و الكسر و الإنكسار بخلْق الله تعالى". انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

اللهُ تعالى (هُوَ الْخَالِقُ) لِجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ (وَ مَا سِوَاهُ) أَيْ كُلُّ الْعَالَمِينَ (مَخْلُوقٌ) لَهُ بِدَايَةٌ فَالْعَالَمُ حَادِثٌ بِجِنْسِهِ وَ أَفْرَادِهِ، وَ خَالَفَ فِي الْقِسْمِ الأَوَّلِ ابْنُ تَيْمِيَةَ فَقَالَ كَالْفَلاسِفَةِ إِنَّ نَوْعَ الْعَالَمِ أَزَلِيٌّ لا بِدَايَةَ لِوُجُودِهِ فَكَفَّرَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ (فَكُلُّ حَادِثٍ دَخَلَ فِي الْوُجُودِ) سَوَاءٌ كَانَ (مِنَ الأَعْيَانِ) جَمْعُ عَيْنٍ وَ هُوَ كُلُّ مَا لَهُ حَجْمٌ أَمْ كَانَ مِنَ (الأَعْمَالِ) الاِخْتِيَارِيَّةِ أَوْ غَيْرِ الاِخْتِيَارِيَّةِ فَهُوَ بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، فَالأَعْيَانُ كُلُّهَا (مِنَ الذَّرَّةِ) وَ هِيَ الْهَبَاءُ الَّذِي يَظْهَرُ عِنْدَ دُخُولِ نُورِ الشَّمْسِ مِنَ الْكَوَّةِ أَوْ مَا كَانَ أَصْغَرَ مِنْهَا (إِلَى الْعَرْشِ) الَّذِي هُوَ أَكْبَرُ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ الْحَجْمُ هِيَ بِخَلْقِ اللَّهِ وَ كَذَلِكَ الأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ (مِنْ كُلِّ حَرَكَةٍ لِلْعِبَادِ وَ سُكُونٍ) وَ الأَعْمَالُ الْبَاطِنَةُ مِنَ (النَّوَايَا) جَمْعُ نِيَّةٍ (وَ الْخَوَاطِرِ) جَمْعُ خَاطِرٍ وَهُوَ مَا يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ بِلا إِرَادَةٍ (فَهُوَ) أَيِ الْحَادِثُ ـ أي المَخْلُوقُ ـ الدَّاخِلُ فِي الْوُجُودِ (بِخَلْقِ اللَّهِ لَمْ يَخْلُقهُ أَحَدٌ سِوَى اللَّهِ) (لا) خَلَقَتْهُ (طَبِيعَةٌ) وَ هِيَ الصِّفَةُ الَّتِى جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهَا الأَجْرَامَ كَالنَّارِ طَبِيعَتُهَا الإِحْرَاقُ وَ (لا) خَلَقَتْهُ (عِلَّةٌ) و هِيَ مَا يُوجَدُ الْمَعْلُولُ بِوُجُودِه وَ يُعْدَمُ بِعَدَمِه مِثْلُ حَرَكَةِ الإِصْبَعِ الَّذِي فِيهِ خَاتَمٌ عِلَّةٌ لِحَرَكَةِ الْخَاتَمِ، بَلْ دُخُولُهُ فِي الْوُجُودِ ـ أي المَخْلُوق ـ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَ قُدْرَتِهِ بِتَقْدِيرِهِ وَ عِلْمِهِ الأَزَلِيِّ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ (﴿وَ خَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ﴾)، أَيْ أَحْدَثَهُ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ فَلاَ خَلْقَ بِهَذَا الْمَعْنَى أَيِ الإِبْرَازِ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ فَاطِرٍ (﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾) أَيْ لا خَالِقَ إِلاَّ اللَّهُ وَ خَالَفَ فِي ذَلِكَ الْمُعْتَزِلَةُ فَقَالُوا الْعَبْدُ يَخْلُقُ فِعْلَهُ الاِخْتِيَارِيَّ فَكَفَّرَهُمُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ.

وَ قَدْ (قَالَ) الإِمَامُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ (النَّسَفِيُّ) رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَقِيدَةِ النَّسَفِيَّةِ مَا مَعْنَاهُ (فَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ زُجَاجًا بِحَجَرٍ فَكَسَرَهُ فَالضَّرْبُ) وَ هُوَ فِعْلُ الْعَبْدِ بِالْحَجَرِ وَ قَدْ يَحْصُلُ مِنْهُ انْكِسَارٌ وَ قَدْ لا يَحْصُلُ (وَ الْكَسْرُ) و هُوَ فِعْلُ الْعَبْدِ الَّذِي فَعَلَهُ فِي الزُّجَاجِ بِوَاسِطَةِ الرَّمْيِّ بِالْحَجَرِ (وَ الاِنْكِسَارُ) وَ هُوَ الأَثَرُ الْحَاصِلُ فِي الزُّجَاجِ مِنْ تَشَقُّقٍ وَ تَنَاثُرٍ وَ نَحْوِ ذَلِكَ (بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى) لا بِخَلْقِ الْعَبْدِ (فَلَيْسَ لِلْعَبْدِ) مِنْ فِعْلِهِ هَذَا (إِلاَّ الْكَسْبُ) وَ هُوَ تَوْجِيهُ الْعَبْدِ قَصْدَهُ وَ إِرَادَتَهُ نَحْوَ الْعَمَلِ فَيَخْلُقُهُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى) فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ (﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ﴾) أَيْ لِلنَّفْسِ جَزَاءُ مَا كَسَبَتْهُ مِنَ الْخَيْرِ أَيْ تَنْتَفِعُ بِذَلِكَ (﴿وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾) أَيْ و عَلَيْهَا أَيْضًا وَبَالُ مَا اكْتَسَبَتْهُ مِنْ عَمَلِ الشَّرِّ أَيْ يَضُرُّهَا ذَلِكَ فَالْعَبْدُ إِنَّمَا يَتَّصِفُ بِالْكَسْبِ لا بِالْخَلْقِ وَ هُوَ يُحَاسَبُ عَلَى كَسْبِهِ.
  

_______________________________________________________

عن صفة الكلام لله تعالى.



ج : قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في كتابه الفقه الأبسط : "و يَتكلّم لا كَكلامنا، نحن نتكلّم بالآلات من المخارج و الحروف و اللهُ مُتَكلِّمٌ بلا آلة و لا حرف".

فاللهُ تعالى مُتَكلِّمٌ بكلامٍ لا يُشبه كلامنا، ليس لِكلامه ابتداءٌ و ليس له انتهاءٌ لا يَطْرَأُ عليه سُكوتٌ أو تَقَطُّعٌ لأنّه ليس حرْفاً و لا صوتاً، و إنّما هو صِفةٌ له تعالى لا يُشبه كلامَ المخلوقين. قال الله تعالى : {و كَلّمَ اللهُ موسى تَكليماً} [سورة النساء/164]. انتهى


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

و لْيُعْلَمْ أنّ كَلامَهُ سُبحانهُ و تعَالى صِفةٌ مِن صِفاتهِ الثَّابِتَةِ لِذاتهِ الأزلِيِّ الأَبدِيِّ و هو أَيِ الكلامُ قَديمٌ أزلِيٌّ لا ابْتِداءَ لهُ كسائِرِ صِفاتهِ تعالى مِنَ الحياةِ و العِلْمِ و القُدْرةِ و السَّمْعِ و البصَرِ فإنّها أزليّةٌ أبديّةٌ لا تًتبدّلُ و لا تَتطوّرُ و ذلك لأنّ اللهَ تبارك و تعالى لا يُوصَفُ بِصفةٍ حَادِثَةٍ ـ أي مَخْلُوقَةٍ ـ فَيُعْلَمُ مِنْ ذلك أنّ كَلامَ اللهِ ليس حَرْفًا و لا صَوْتًا و لا لُغَةً و لا يُبْتَدَأُ و لا يُخْتَتمُ و لا يُتَقَطَّع و لا يَزيدُ و لا يًنْقُصُ و لا يَتغيَّر.
فــوائـــد :
ـ 1 :

القرآن و التوراة و الإنجيل و سائر كُتُبِ اللهِ تُطْلقُ و يُراد بِها الكلام الذاتي ـ أي الصِّفة الذاتية لله تعالى ـ و تُطلق و يُراد بها هذا اللَّفظُ المُنَزَّلُ، فإن قُصِدَ بها اللفظَ المُنزَّلَ الذي بعضُه بلغة العرب و بعضه بالعبرانيّة و بعضه بالسُريانية فهو حادِثٌ مَخلوقٌ لله و إن قُصِدَ بها الكلام الذاتي فهي أزليّةٌ ليست بحرف و لا صوت و لا لغة.

فَتبيَّنَ أنَّ القرآن له إطلاقان أي له معنيان :

ـ الأوّلُ إطلاقُه على الكلام الذاتيّ لله تعالى الذي ليس هو بحرف و لا صوت و لا لغة عربية و لا غيرها.

ـ و الثاني إطلاقُه على اللفظِ المُنزَّلِ المخلوق الذي يقرؤه المؤمنون.

ـ 2 :

كذلك كلمةُ كلامُ الله لها إطلاقان إذا أُطلِقت على الصفة الذاتية فهو أزليٌّ أبديٌّ ليس بحرف و لا صوت و لا لغة و إذا أُطلِقت على الحروف المُنزَّلَةِ و المكتوبة في المصاحف و المقروءة من القُرّاء فهذه لا شكَّ أنّها مخلوقة و هذه المخلوقة هي عِباراتٌ عن الكلام الذاتيّ الذي ليس حرفا و لا صوتا و لا لغة.

ما معنى عِبارات ؟ : يعني لغةٌ و حرفٌ و صوتٌ تُعَبِّرُ عن الكلامِ الذي ليس حرفًا و لا صوتًا و لا لغةً.

و تقريب ذلك أنّ لفظ الجلالَة الله عِبارةٌ عن ذاتٍ أزليٍّ نعبدُه، فإذا قُلنا نَعبدُ الله فذلك الذاتُ هو المقصودُ، فإذا كُتِبَ هذا اللّفظُ فَقِيلَ ما هذا ؟ فيُقال : الله، فليس معناه أنّ هذه الحروف هي الذاتُ الذي نعبدُهُ بل المقصود أنها تَدُلُّ على الذات الأبديّ الأزليّ.

ـ 3 :

الأصلُ أنّ القرآن مَكتُوبٌ على اللوح المحفوظ، اللهُ تعالى خَلَقَ صوتًا من غيرِ مُتَكَلِّمٍ بِنُظم ِالقُرآنِ فَسَمِعَهُ سيدنا جبريل عليه السلام، ثم سيدنا جبريل و هو رسولُ اللهِ إلى الرُّسُلِ سَمِعَ كلامََ اللهِ الذي ليس حرفًا و لا صوتًا و لا لُغةً فَفَهِمَ مِنهُ الأمْرَ بأن يَنْزِلَ بذلك القرآن المكتوب على اللوح المحفوظ على سيّدنا محمّد صلى اللهُ عليه و سلَّم. و بهذا ارتفع الإلتباس.

نفسُ الشئ في حُكْمِ التوْراةِ و الإنْجيل و غير ذلك، و لكن سيدنا موسى عليه السلام خَصَّهُ اللهُ تبارك و تعالى أن يكون كليم الله أي من يسمع كلامَ اللهِ في الدنيا كما جبريل يسمع كلام الله فيفهم منه الأمْرَ و يفهم منه النَهْيَ و يفهم منه ما شاءَ اللهُ له أن يفهم. هذا و الله أعلم و أحكم.
 

 ============================================
معنى : لا حول و لا قوّة إلاّ بالله ؟

ج : معنى لا حول و لا قوّة إلاّ بالله : لا حول عن معصية الله إلاّ بعصمة الله و لا قوّة على طاعة الله إلاّ بعون الله، جاء تفسيرها في حديث رواه أبو يعلى بإسناد حسن عن ابن مسعود عن رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم، و قد ثبت أنّه صلَّى الله عليه و سلَّم رغَّب فيه.
 

===========================================

الله تعالى موصوف بكلّ كمال يليق به، لماذا قُيِّدت كلمة "كمال" بعبارة يليق به ؟

ج : إنّما قُيِّدت هذه العبارة بلفظ يليق به لأنّ الكمال إمّا أن يكون كمالاً في حقّ الله و في حقّ غيره كالعلم، و إمّا أن يكون كمالاً في حقّ غيره و ليس كمالاً في حقّه كالوصف برجاحة العقل، و قد يكون الوصف مدحاً لله تعالى و ذماً في حقّ الإنسان و ذلك كالوصف بالجبّار هو مدح في حقّ الله و ذمٌّ في حقّ الإنسان، و معنى الجبّار إذا أُطلق على الله الذي لا تناله الأيدي و لا يقع في ملكه غير ما أراد .انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

قاعدة : "ما يليق بالخالق لا يليق بالمخلوق، و ما يليق بالمخلوق لا يليق بالخالق"، و أمّا قولنا انّ الكمال منه ما هو كمال في حقّ الله و في حقّ غيره كالعلم فليس بتشبيهٍ، لأنّ هذا "اتِّفاقٌ في اللفظ و اختلافٌ في المعنى" لأنّ علمَ اللهِ ذاتيٌّ ـ أي استحَقَّه بذاته لا يوجد من أوْجب عليه هذا العلم ـ، و علمه تعالى أزليٌّ أبديٌّ أي لا بداية له و لا نهاية له، لا يزداد و لا ينقص، و لا يَتغيَّر و لا يتجدّد و لا يتطوَّر، أمّا علم غيره فهو محدودٌ و مُتغيِّّرٌ و مُكتسَب.

إذًا يجب علينا أن نعتقدَ أنَ الله موصوفٌ بِكُلِّ كَمَالٍ يَلِيقُ بِهِ، مُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ فِى حَقّـِهِ. و معنى ذلك أنه يجب علينا أن نعتقد أنّ اللهَ تبارك و تعالى مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ اللاَّئِقَةِ بِهِ سُبْحَانَهُ. وَ إِنَّمَا قُلْنَا "اللاَّئِقَةِ بِهِ" لأَنَّ مِنْ صِفَاتِ الْكَمَالِ مَا يَلِيقُ بِالْمَخْلُوقِ وَ لاَ يَلِيقُ بِالْخَالِقِ، وَ ذَلِكَ كَشِدَّةِ الذَّكَاءِ، وَ قُوَّةِ العَقْلِ، وَ قُوَّةِ البَدَنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. فَهَذِهِ صِفَاتٌ هِىَ فِى حَقِّ الْمَخْلُوقِ صِفَاتُ كَمَالٍ وَ لاَ يَلِيقُ أَنْ يُوصَفَ الْخَالِقُ بِها، بَلْ يَكْفُر مَن وََصَفَ اللهََ بها، و قد ذكر الإمامُ السَّلَفِي أبو جعفر الطحاوي في عقيدته التى بَيَّنَ أنّها بيانٌ لعقيدةِ أهلِ السنَّةِ و الجماعةِ أنّ "مَن وصفَ الله بمعنىً من مَعاني البشرِ فقَد كفرَ".

لذا نجد علماء أهل السنة لا يقولون الله موصوف بكل كمال، إنما يقيدون العبارة فيقولون الله موصوف بكل كمال يليق به. هذا و الله أعلم و أحكم.
 

--------------------------------------------------------------

هذا ونسأل الله التوفيق.
لقد أكرمني الله ونقلت كما وصلني ولم أجعل رؤيتي مخالفة لان ما نقل ثقة وما هو عن العقل بغائب.
ولا نغفل عن بعض الحقائق المتعلقة ببعض عقائد المعتزلة والخوارج وغيرهم، ودعونا لا نأخذ بما وصلنا دون تحقيق. فجمي السابقين بشر ونحن بشر ((( والبخاي ومسلم بشر ))) فنحكم بالعقل والله تعالى أعلم!
ولنتق الله في أنفسنا لانه تعالى " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور"
والحمد لله!
انتهى. 


في الأصول

 بلساني
بسم الله ، والحمد لله . وبعد:
فإن الله قد علمنا أن نعرفه ولنا في الرسل قدوة حسنة في هذا . ما كان مني خير فهو بتوفيق الله، وما افتعلت او اقترفت من خطأ فهو من نفسي الأمارة بالسوء ومن الشيطان وشركه. ونسأل الله التقوى !
قد عرفنا من علم الله نقلا عمن اجتهدوا به من كبار الأئمة والمجتهدين، ولهم من الله ما لهم. ووجدت حاجة في نفسي أن أسرد بعض الأصول في العقيدة الأسلامية، والحقيقة العقلية للمعرفة.
أما العلم فهو إدراك الشيئ، وهو العلم بعدم إدراك الإدراك، كالغيب مثلا. وما هو غيب هو ما لا يدرك، وعليه فإن ما وراء ظهرك الآن هو علم غيب. فكيف بما هو مستقبل بعيد. ليس هذا تقويضا للتفكير، فهنا التفكير شامل وواسع وله بعض الحدود كما سأوضل الآن، بإذن الله. التوقع وارد وبه من العلم ما به، لكن لا يجوز نسبته الى علم الغيب، وهذا ذكر واضح. انتهى.

مقياس الحكم في العقيدة
أقسام الحكم العقلي وهي ثلاث، الواجب والمستحيل والجائز:
أما الواجب العقلي ( الواجب الوجود) فهو ما لا يُتصور في العقل عدمه، وهو الله تعالى وصفاته.
وأما المستحيل العقلي ( المستحيل الوجود) فهو ما لا يُتصور في العقل وجوده، كوجود شريك للهو العجز و الجهل بالنسبة إلى الله، فكل ما لا يجوز على الله فهو مستحيل عقلي، و من المستحيل العقلي كوْن المخلوق خالقا.
والجائز العقلي( الممكن العقلي) فهو ما يُتصور في العقل وجوده تارة وعدمه تارة أخرى كالعالم.
                   نقدة
                       قدرة الله لا تتعلق بالواجب الوجود ولا بالمستحيل الوجود ( فقد فرغ من هذا )، انما تتعلق بالممكن العقلي.
                       مثل ذلك اذا سألك أحد الملاحدة:"هل الله قادر على أن يخلق إلاها غيره؟" لا نجيب بنعم لان فيه تجويز المستحيل العقلي، وهذا كفر. ولا نجيب بلا لأن فيه نسبة العجز لله تعالى، وهذا كفر. إنما نجيب بأن قدرة الله لا تتعلق بالمستحيل العقلي ولا بالواجب العقلي انما بالممكن العقلي. ولا نستوي الى ما هو غفير معقول.
____________________________________
قاعدة منطقية:                                                                            قاعدة عقلية:
• لكل معلول علة                                                                         • قبح العقاب بلا بيان
• لا يتخلف المعلول عن العلة                                                          • أهداف لا يمكن تحقيقها يجب التخلي عنها
• يستحيل تقدم المعلول عن العلة                                                      • أي حل أحسن من لا حل
• يستحيل تقدم الشيء على نفسه                                                      • أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا
• الضدان لا يجتمعان                                                                   • النجاح والإخفاق ليس هما مقياس الصواب والخطأ ولا الحق والباطل                                                                   • إن نجاح فكرة لا يعني دائما صوابها
• الظرف أوسع من المظروف                                                        • إن عدم العلم بالشيء لا يكون علما بعدمه ولا يكون دليلا على نفي وجوده                                                                • من علم حجة على من لا يعلم
• معلول العلة يمتنع تخلفه عنها                                                       • الإذن في الشيء إذن في لوازمه
• الكل أعظم من جزءه                                                                 • المثبت مقدم على المنفي
• النقيضان لا يجتمعان                                                                • مالا دليل عليه يجب نفيه
• الوجود موجود                                                                        ما جاء موافقا للأصل لا يسأل عنه وما جاء على خلاف الأصل يحفظ ولا يقاس عليه                                                • التابع تابع
• إذا وجدت العلة وجد معلولها                                                        • ما كان مقدمته فاسدة فالنتيجة كذلك
• إن كل ممكن لا بد له من علة في وجوده                                         • خطأ مصاديق القانون لا يفسد القانون نفسه
• استحالة وجود الممكن بلا علة                                                     • المناقشة في الأمثال ليس من دأب المحصلين
• كل معلول يجب وجوده عند وجود علته                       • النتائج ليست هي العبرة أو المعيار دائما إذا كانت التكاليف تفوق الأرباح
• استحالة تخلف المعلول عن علته
• عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود
• جمال النتيجة لا يعني صحة المقدمات
• إذا انتفى اللازم انتفى الملزوم
• انتفاء الملزوم لا يلزم منه انتفاء اللازم بجواز كونه اعم
• إن فعلية الحكم تتوقف على فعلية موضوعه


-----------------------------------------------------------------------------------
 حقائق عن الخلق:
ما معنى قوله تعالى : { ليس كمثله شيء } [سورة الشورى/11] ؟

ج : معناه أن الله لا يشبه شيئاً من اللطائف و الكثائف(*) و العلويات و السفليات(**)، قال تعالى : {و لم يكن له كُفُواً أحد} [سورة الإخلاص/4]، أي لا نظير لله بوجه من الوجوه ، قال الإمام ذو النون المصري و الإمام أحمد رحمهما الله : " مهما تصوّرت ببالك فالله بخلاف ذلك"، و قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته : "و من وصف الله بمعنىً من معاني البشر فقد كفر". انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

(*) اللطائف هي ما لا تُضبط باليد كالنور و الهواء و الملائكة و الجن، أما الكثائف فهي ما يضبط باليد كالإنسان و الشجر و الحجر.

(**) مثال العلويات ما كان في السماوات و مثال السفليات ما كان في الأرض.


اللهُ تعالى لا تُدركه الأوهام و التصوّرات فمهما فكّر الإنسان ليدرك ذات الله لا يصل إلى ذلك لأنّ ذاتَ الله لا يُشبه ذواتنا و اللهُ سبحانه لا يُشبه المخلوقات و لا يوصف الله بصفة من صفات المخلوقات لا يوصف بالهيئة و لا الصورة و لا الشكل و لا الطول و لا العرض و لا اللون لأنّ هذه صفات تتصف بها المخلوقات و الله لا يشبه المخلوقات.

كم من أُناس يظنون أنّهم مسلمون، و هم غير مسلمين، لماذا ؟ لأنّهم يعتقدون أنّ الله يسكن السماء. الله لا يمكننا أن نتصوره، عقولنا لا تستطيع، نبيُّنا صلى الله عليه و سلم قال : "لافكرة في الربّ"، إنّما نؤمن بأنّ اللهَ موجود أزلا و أبدا بلا مكان، لا يُشبه شيئا، و لا يلحقُهُ وَهمٌ، و لا يكتَنِفُهُ عقلٌ، و لا يتخصَّصَ بالذهنِ، و لا يتمثَّلُ في النفسِ، و لا يتصورُ في الوهمِ،و لا يتكيَّفُ في العقلِ، لا تلحقُهُ الأوهامُ و الأفكارُ.

لذلك قال سيدنا أبي بكر رضي الله عنه : " العجز عن دَرَكَ الإدْرَاكِ إدْرَاكُ و البَحْثُ عن ذاتِهِ كُفْرٌ و إشْرَاكُ "، المعنى أنَّ الإنسان إذا عرف الله تعالى بأنه موجود لا كالموجودات، موجودٌ بلا مكانٍ و لا كيفيةٍ، و اقتصر على هذا و لم يبحث عن ذات الله تعالى للوصول إلى حقيقة الله فهذا إيمان، هذا رشدٌ و إيمان و صواب.

الذي يكتفي بأنَّ الله تعالى موجودٌ لا يُشبه الموجودات لا يُتصور في حقِّه مكاناً و لا هيئة و لا صورة بل اكتفى بأن يعتقد أنَّ اللهَ موجودٌ لا يُشبهُ الموجودات، موجود بلا كيفية و لا مكانٍ، اقتصر على هذا، و قَنِعَ و رضِيَ بذلك هذا يقال : عرف الله.

أما الذي لا يكتفي بذلك و يريد أن يعرف حقيقته فيتصوره كإنسان أو ككُتلة نورانية أو نحو ذلك أو يتصوَّره جسماً قاعداً فوق العرش فهذا كفر بالله تبارك و تعالى. هذا معناه : و البحث عن ذاته كفر و إشراك.

وعليه من اعتقد أنّ الله تعالى يسكن السماء أو يجلس على العرش أو يتحيز في مكان أو يُشبِهُ المخلوقات أو تُشبِهُهُ المخلوقات لا يكون من المسلمين بل يجب عليه أن يعتقد أنّ الله تعالى موجود بلا مكان موصوفٌ بكل كمال يليق به مُنزَّه عن كل نقص في حقِّه و يتشهد فورا للدخول في دين الإسلام بقوله : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسولا الله. 


أما في الكيفية ان نسبت لله فنقول كما ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء : "أنّ قوْما سألوا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كيْف الله ؟ ـ و هذا سؤالٌ كُفْريٌّ ـ.و قال سيدنا علي بن أبي طالب : هو الذي كيف الكيف فلا يقال كيف".
---------------
وثبتت صحة ذلك فالله واجب موجود وكذلك صفاته فليس كمثله شيئ !
بعض الناسِ من شدة الجهل يعتقدون: أنّ قول: الله ساكن العرش أو قاعد على العرش هذا تعظيم لله. هذا ليس تعظيما لله. الفوق والتحت الله خلقهما , الفوق والتحت بالنسبة إلى الله تعالى على حد سواء. الله ما خلق شيئا لينتفع به .العرش ما خلقه الله لينتفع به كما يقول هؤلاء إنه قاعد عليه . جعلوا الله منتفعا بخلقه .الله تعالى هو الذي أمسك العرش بقدرتِه عن الهُويّ. والسموات السبع هو أمسكها بقدرته عن الهُويّ إلى تحت. وهذه الأرض هو أمسكها من الهُويّ إلى تحت .والله الذي هو حافظ العالم كله بقدرته كيف يوصف بأنه قاعد على العرش والعرش ما هو إلا سرير كبير واسع !! .القعود لا يكون إلا بجسم له نصف أعلى ونصف أسفل ينثني. هؤلاء الذين قالوا الله قاعد على العرش جعلوه جسما مؤلفا من نصفين نصف أعلى ونصف أسفل لأنّ الذي يجلس لا بد أن يكون له نصفان نصف أعلى ونصف أسفل. هؤلاء جعلوا الله كالإنسان والجن والملائكة والبهائم. هؤلاء ما مدحوا الله بل شتموا الله .إنما مدح الله أهل السنة الذين يقولون "الله موجود بلا مكان" كان قبل المكان بلا مكان والآن بعد أن خلق المكان موجود بلا مكان ,لا يجوز عليه أن يكون اتصال بينه وبين العرش وقعود عليه لا يَمسّ ولا يُمسّ .
وفيه الرد على المجسمة وعلى بعض قولهم في الله وصفاته !
_____________________________________________

هو القديم و ما سواه حادث و هو الخالق و ما سواه مخلوق.

ج : يجب الإعتقاد أنّ الله وحده القديم الذي لا ابتداء لوجوده و أنّ كل ما سواه حادث، فكل حادث دخل في الوجود من الأعيان و الأعمال من الذرّة إلى العرش و من كل حركة للعباد و سكون و النوايا و الخواطر هو بخلق الله لم يخلقه أحد سِوى الله، لا طبيعةٌ و لا علةٌ، بل دخوله في الوجود بمشيئة الله و قدرته بتقديره و علمه الأزلي لقوله تعالى : {و خلق كل شيء} [سورة الفرقان]. قال الإمام النسفي: "فإذا ضرب إنسانٌ زُجاجاً بحجَرِ فكسره فالضرب و الكسر و الإنكسار بخلْق الله تعالى". انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

اللهُ تعالى (هُوَ الْخَالِقُ) لِجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ (وَ مَا سِوَاهُ) أَيْ كُلُّ الْعَالَمِينَ (مَخْلُوقٌ) لَهُ بِدَايَةٌ فَالْعَالَمُ حَادِثٌ بِجِنْسِهِ وَ أَفْرَادِهِ، وَ خَالَفَ فِي الْقِسْمِ الأَوَّلِ ابْنُ تَيْمِيَةَ فَقَالَ كَالْفَلاسِفَةِ إِنَّ نَوْعَ الْعَالَمِ أَزَلِيٌّ لا بِدَايَةَ لِوُجُودِهِ فَكَفَّرَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ (فَكُلُّ حَادِثٍ دَخَلَ فِي الْوُجُودِ) سَوَاءٌ كَانَ (مِنَ الأَعْيَانِ) جَمْعُ عَيْنٍ وَ هُوَ كُلُّ مَا لَهُ حَجْمٌ أَمْ كَانَ مِنَ (الأَعْمَالِ) الاِخْتِيَارِيَّةِ أَوْ غَيْرِ الاِخْتِيَارِيَّةِ فَهُوَ بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، فَالأَعْيَانُ كُلُّهَا (مِنَ الذَّرَّةِ) وَ هِيَ الْهَبَاءُ الَّذِي يَظْهَرُ عِنْدَ دُخُولِ نُورِ الشَّمْسِ مِنَ الْكَوَّةِ أَوْ مَا كَانَ أَصْغَرَ مِنْهَا (إِلَى الْعَرْشِ) الَّذِي هُوَ أَكْبَرُ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ الْحَجْمُ هِيَ بِخَلْقِ اللَّهِ وَ كَذَلِكَ الأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ (مِنْ كُلِّ حَرَكَةٍ لِلْعِبَادِ وَ سُكُونٍ) وَ الأَعْمَالُ الْبَاطِنَةُ مِنَ (النَّوَايَا) جَمْعُ نِيَّةٍ (وَ الْخَوَاطِرِ) جَمْعُ خَاطِرٍ وَهُوَ مَا يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ بِلا إِرَادَةٍ (فَهُوَ) أَيِ الْحَادِثُ ـ أي المَخْلُوقُ ـ الدَّاخِلُ فِي الْوُجُودِ (بِخَلْقِ اللَّهِ لَمْ يَخْلُقهُ أَحَدٌ سِوَى اللَّهِ) (لا) خَلَقَتْهُ (طَبِيعَةٌ) وَ هِيَ الصِّفَةُ الَّتِى جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهَا الأَجْرَامَ كَالنَّارِ طَبِيعَتُهَا الإِحْرَاقُ وَ (لا) خَلَقَتْهُ (عِلَّةٌ) و هِيَ مَا يُوجَدُ الْمَعْلُولُ بِوُجُودِه وَ يُعْدَمُ بِعَدَمِه مِثْلُ حَرَكَةِ الإِصْبَعِ الَّذِي فِيهِ خَاتَمٌ عِلَّةٌ لِحَرَكَةِ الْخَاتَمِ، بَلْ دُخُولُهُ فِي الْوُجُودِ ـ أي المَخْلُوق ـ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَ قُدْرَتِهِ بِتَقْدِيرِهِ وَ عِلْمِهِ الأَزَلِيِّ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ (﴿وَ خَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ﴾)، أَيْ أَحْدَثَهُ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ فَلاَ خَلْقَ بِهَذَا الْمَعْنَى أَيِ الإِبْرَازِ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ فَاطِرٍ (﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾) أَيْ لا خَالِقَ إِلاَّ اللَّهُ وَ خَالَفَ فِي ذَلِكَ الْمُعْتَزِلَةُ فَقَالُوا الْعَبْدُ يَخْلُقُ فِعْلَهُ الاِخْتِيَارِيَّ فَكَفَّرَهُمُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ.

وَ قَدْ (قَالَ) الإِمَامُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ (النَّسَفِيُّ) رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَقِيدَةِ النَّسَفِيَّةِ مَا مَعْنَاهُ (فَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ زُجَاجًا بِحَجَرٍ فَكَسَرَهُ فَالضَّرْبُ) وَ هُوَ فِعْلُ الْعَبْدِ بِالْحَجَرِ وَ قَدْ يَحْصُلُ مِنْهُ انْكِسَارٌ وَ قَدْ لا يَحْصُلُ (وَ الْكَسْرُ) و هُوَ فِعْلُ الْعَبْدِ الَّذِي فَعَلَهُ فِي الزُّجَاجِ بِوَاسِطَةِ الرَّمْيِّ بِالْحَجَرِ (وَ الاِنْكِسَارُ) وَ هُوَ الأَثَرُ الْحَاصِلُ فِي الزُّجَاجِ مِنْ تَشَقُّقٍ وَ تَنَاثُرٍ وَ نَحْوِ ذَلِكَ (بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى) لا بِخَلْقِ الْعَبْدِ (فَلَيْسَ لِلْعَبْدِ) مِنْ فِعْلِهِ هَذَا (إِلاَّ الْكَسْبُ) وَ هُوَ تَوْجِيهُ الْعَبْدِ قَصْدَهُ وَ إِرَادَتَهُ نَحْوَ الْعَمَلِ فَيَخْلُقُهُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى) فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ (﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ﴾) أَيْ لِلنَّفْسِ جَزَاءُ مَا كَسَبَتْهُ مِنَ الْخَيْرِ أَيْ تَنْتَفِعُ بِذَلِكَ (﴿وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾) أَيْ و عَلَيْهَا أَيْضًا وَبَالُ مَا اكْتَسَبَتْهُ مِنْ عَمَلِ الشَّرِّ أَيْ يَضُرُّهَا ذَلِكَ فَالْعَبْدُ إِنَّمَا يَتَّصِفُ بِالْكَسْبِ لا بِالْخَلْقِ وَ هُوَ يُحَاسَبُ عَلَى كَسْبِهِ.
  

_______________________________________________________

عن صفة الكلام لله تعالى.



ج : قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في كتابه الفقه الأبسط : "و يَتكلّم لا كَكلامنا، نحن نتكلّم بالآلات من المخارج و الحروف و اللهُ مُتَكلِّمٌ بلا آلة و لا حرف".

فاللهُ تعالى مُتَكلِّمٌ بكلامٍ لا يُشبه كلامنا، ليس لِكلامه ابتداءٌ و ليس له انتهاءٌ لا يَطْرَأُ عليه سُكوتٌ أو تَقَطُّعٌ لأنّه ليس حرْفاً و لا صوتاً، و إنّما هو صِفةٌ له تعالى لا يُشبه كلامَ المخلوقين. قال الله تعالى : {و كَلّمَ اللهُ موسى تَكليماً} [سورة النساء/164]. انتهى


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

و لْيُعْلَمْ أنّ كَلامَهُ سُبحانهُ و تعَالى صِفةٌ مِن صِفاتهِ الثَّابِتَةِ لِذاتهِ الأزلِيِّ الأَبدِيِّ و هو أَيِ الكلامُ قَديمٌ أزلِيٌّ لا ابْتِداءَ لهُ كسائِرِ صِفاتهِ تعالى مِنَ الحياةِ و العِلْمِ و القُدْرةِ و السَّمْعِ و البصَرِ فإنّها أزليّةٌ أبديّةٌ لا تًتبدّلُ و لا تَتطوّرُ و ذلك لأنّ اللهَ تبارك و تعالى لا يُوصَفُ بِصفةٍ حَادِثَةٍ ـ أي مَخْلُوقَةٍ ـ فَيُعْلَمُ مِنْ ذلك أنّ كَلامَ اللهِ ليس حَرْفًا و لا صَوْتًا و لا لُغَةً و لا يُبْتَدَأُ و لا يُخْتَتمُ و لا يُتَقَطَّع و لا يَزيدُ و لا يًنْقُصُ و لا يَتغيَّر.
فــوائـــد :
ـ 1 :

القرآن و التوراة و الإنجيل و سائر كُتُبِ اللهِ تُطْلقُ و يُراد بِها الكلام الذاتي ـ أي الصِّفة الذاتية لله تعالى ـ و تُطلق و يُراد بها هذا اللَّفظُ المُنَزَّلُ، فإن قُصِدَ بها اللفظَ المُنزَّلَ الذي بعضُه بلغة العرب و بعضه بالعبرانيّة و بعضه بالسُريانية فهو حادِثٌ مَخلوقٌ لله و إن قُصِدَ بها الكلام الذاتي فهي أزليّةٌ ليست بحرف و لا صوت و لا لغة.

فَتبيَّنَ أنَّ القرآن له إطلاقان أي له معنيان :

ـ الأوّلُ إطلاقُه على الكلام الذاتيّ لله تعالى الذي ليس هو بحرف و لا صوت و لا لغة عربية و لا غيرها.

ـ و الثاني إطلاقُه على اللفظِ المُنزَّلِ المخلوق الذي يقرؤه المؤمنون.

ـ 2 :

كذلك كلمةُ كلامُ الله لها إطلاقان إذا أُطلِقت على الصفة الذاتية فهو أزليٌّ أبديٌّ ليس بحرف و لا صوت و لا لغة و إذا أُطلِقت على الحروف المُنزَّلَةِ و المكتوبة في المصاحف و المقروءة من القُرّاء فهذه لا شكَّ أنّها مخلوقة و هذه المخلوقة هي عِباراتٌ عن الكلام الذاتيّ الذي ليس حرفا و لا صوتا و لا لغة.

ما معنى عِبارات ؟ : يعني لغةٌ و حرفٌ و صوتٌ تُعَبِّرُ عن الكلامِ الذي ليس حرفًا و لا صوتًا و لا لغةً.

و تقريب ذلك أنّ لفظ الجلالَة الله عِبارةٌ عن ذاتٍ أزليٍّ نعبدُه، فإذا قُلنا نَعبدُ الله فذلك الذاتُ هو المقصودُ، فإذا كُتِبَ هذا اللّفظُ فَقِيلَ ما هذا ؟ فيُقال : الله، فليس معناه أنّ هذه الحروف هي الذاتُ الذي نعبدُهُ بل المقصود أنها تَدُلُّ على الذات الأبديّ الأزليّ.

ـ 3 :

الأصلُ أنّ القرآن مَكتُوبٌ على اللوح المحفوظ، اللهُ تعالى خَلَقَ صوتًا من غيرِ مُتَكَلِّمٍ بِنُظم ِالقُرآنِ فَسَمِعَهُ سيدنا جبريل عليه السلام، ثم سيدنا جبريل و هو رسولُ اللهِ إلى الرُّسُلِ سَمِعَ كلامََ اللهِ الذي ليس حرفًا و لا صوتًا و لا لُغةً فَفَهِمَ مِنهُ الأمْرَ بأن يَنْزِلَ بذلك القرآن المكتوب على اللوح المحفوظ على سيّدنا محمّد صلى اللهُ عليه و سلَّم. و بهذا ارتفع الإلتباس.

نفسُ الشئ في حُكْمِ التوْراةِ و الإنْجيل و غير ذلك، و لكن سيدنا موسى عليه السلام خَصَّهُ اللهُ تبارك و تعالى أن يكون كليم الله أي من يسمع كلامَ اللهِ في الدنيا كما جبريل يسمع كلام الله فيفهم منه الأمْرَ و يفهم منه النَهْيَ و يفهم منه ما شاءَ اللهُ له أن يفهم. هذا و الله أعلم و أحكم.
 

 ============================================
معنى : لا حول و لا قوّة إلاّ بالله ؟

ج : معنى لا حول و لا قوّة إلاّ بالله : لا حول عن معصية الله إلاّ بعصمة الله و لا قوّة على طاعة الله إلاّ بعون الله، جاء تفسيرها في حديث رواه أبو يعلى بإسناد حسن عن ابن مسعود عن رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم، و قد ثبت أنّه صلَّى الله عليه و سلَّم رغَّب فيه.
 

===========================================

الله تعالى موصوف بكلّ كمال يليق به، لماذا قُيِّدت كلمة "كمال" بعبارة يليق به ؟

ج : إنّما قُيِّدت هذه العبارة بلفظ يليق به لأنّ الكمال إمّا أن يكون كمالاً في حقّ الله و في حقّ غيره كالعلم، و إمّا أن يكون كمالاً في حقّ غيره و ليس كمالاً في حقّه كالوصف برجاحة العقل، و قد يكون الوصف مدحاً لله تعالى و ذماً في حقّ الإنسان و ذلك كالوصف بالجبّار هو مدح في حقّ الله و ذمٌّ في حقّ الإنسان، و معنى الجبّار إذا أُطلق على الله الذي لا تناله الأيدي و لا يقع في ملكه غير ما أراد .انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

قاعدة : "ما يليق بالخالق لا يليق بالمخلوق، و ما يليق بالمخلوق لا يليق بالخالق"، و أمّا قولنا انّ الكمال منه ما هو كمال في حقّ الله و في حقّ غيره كالعلم فليس بتشبيهٍ، لأنّ هذا "اتِّفاقٌ في اللفظ و اختلافٌ في المعنى" لأنّ علمَ اللهِ ذاتيٌّ ـ أي استحَقَّه بذاته لا يوجد من أوْجب عليه هذا العلم ـ، و علمه تعالى أزليٌّ أبديٌّ أي لا بداية له و لا نهاية له، لا يزداد و لا ينقص، و لا يَتغيَّر و لا يتجدّد و لا يتطوَّر، أمّا علم غيره فهو محدودٌ و مُتغيِّّرٌ و مُكتسَب.

إذًا يجب علينا أن نعتقدَ أنَ الله موصوفٌ بِكُلِّ كَمَالٍ يَلِيقُ بِهِ، مُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ فِى حَقّـِهِ. و معنى ذلك أنه يجب علينا أن نعتقد أنّ اللهَ تبارك و تعالى مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ اللاَّئِقَةِ بِهِ سُبْحَانَهُ. وَ إِنَّمَا قُلْنَا "اللاَّئِقَةِ بِهِ" لأَنَّ مِنْ صِفَاتِ الْكَمَالِ مَا يَلِيقُ بِالْمَخْلُوقِ وَ لاَ يَلِيقُ بِالْخَالِقِ، وَ ذَلِكَ كَشِدَّةِ الذَّكَاءِ، وَ قُوَّةِ العَقْلِ، وَ قُوَّةِ البَدَنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. فَهَذِهِ صِفَاتٌ هِىَ فِى حَقِّ الْمَخْلُوقِ صِفَاتُ كَمَالٍ وَ لاَ يَلِيقُ أَنْ يُوصَفَ الْخَالِقُ بِها، بَلْ يَكْفُر مَن وََصَفَ اللهََ بها، و قد ذكر الإمامُ السَّلَفِي أبو جعفر الطحاوي في عقيدته التى بَيَّنَ أنّها بيانٌ لعقيدةِ أهلِ السنَّةِ و الجماعةِ أنّ "مَن وصفَ الله بمعنىً من مَعاني البشرِ فقَد كفرَ".

لذا نجد علماء أهل السنة لا يقولون الله موصوف بكل كمال، إنما يقيدون العبارة فيقولون الله موصوف بكل كمال يليق به. هذا و الله أعلم و أحكم.
 

--------------------------------------------------------------

هذا ونسأل الله التوفيق.
لقد أكرمني الله ونقلت كما وصلني ولم أجعل رؤيتي مخالفة لان ما نقل ثقة وما هو عن العقل بغائب.
ولا نغفل عن بعض الحقائق المتعلقة ببعض عقائد المعتزلة والخوارج وغيرهم، ودعونا لا نأخذ بما وصلنا دون تحقيق. فجمي السابقين بشر ونحن بشر ((( والبخاي ومسلم بشر ))) فنحكم بالعقل والله تعالى أعلم!
ولنتق الله في أنفسنا لانه تعالى " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور"
والحمد لله!
انتهى. 


نشر في : 2:58 PM |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

Tuesday, August 7, 2012

لم أعد أعجب لاي حال يضرب هذه الأمة ، فوالذي نفسي بيده هي سوء ادارة مع تبعية مضافا اليها القليل من استغلال الدين في السلطه التسلقية.
لم أعد أعجب حين هزني خبر موت " مسلمين " مصريين في رفح !
أخذني التفكير في جدية الأمر الى محاور لا أكاد أنفك أفكر فيها !
أولها لعل الادارة المصرية الجديدة تشاء احكام السيطرة على سيناء بعد ضاعت بين أيادي المهربين ! بعد أن منعت اتفاقية كامب ديفيد المصريين من ادخال وحدات عسركية الى المنطقة .
وما شاهدناه أمس من تحليق للطيران المصري على أرض سيناء يدل على كسر كامب ديفيد من أجل الامن المصري العام.


ورفضت هذا لحين . علما بأني ميقن بأنه يمكن أن تكون خدعه " العدو " , أي أن تطرح خطتك الرذيلة بصورة ايجابية , كفتح المعبر بين مصر وغزة مثلا , ثم يغلقه العدو , فأنت بهذا ضمنت تعاطف العوام ونفذت الاستراتيجية التي تريد! يجوز!

أم لعل عناصر فلسطينيين أراد بذاك جهادا ! واتخذوا مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة" فاستحلوا دم المسلم من أجل دم الكافر ! محتمل أيضا .
لكن أيعقل أن لا تكون الحكومة على دراية بمثل هذا التخطيط؟ سواء كانت حكومة فلسطينية أم مصرية أم احتلالية!
مع العلم أن الاحتلال لم يتضرر شيئا اثر العملية غريبة التوقيت !

أم هي محاولة لمصرنة غزة والتخلص من فلسطينييتها ! علها كذلك.

أم لعل الوضع السناوي المتفاقم من تهميش حكومي، وسوء ادارة, واستثارة ثورات بعيدة عن المنطق البدوي السيناوي، ما جعل أهل المنطقة ينتفضون على الوضع المزدرئ ويلحقون الاذى الحاصل باخرين . أو أنهم شعروا بالظلم لنقص الحاجات الاساسية في منقطتهم، في حين أن غزة" المحاصرة"  تغرق بها. ممكن!


الأمر العجيب هو التوقيت ! هل هي محاولة لغلق الانفاق " مصدر الغنى الغزي" ، أم محاولة لمنع استراتيجية سياسية مصرية لحل مثل هذه الأزمة الدولية. رغم أن غزة تستطيع اغلاقها وكذلك المصريين ! بدون مثل هذه الشناعة.

لمن المصلحة في هذا الدم؟ ولمن المصلحة في مثل هذا الموقف؟ وما الهدف منه ؟ الله أعلم 
والزمن القريب أولى بكشف ذلك ، ولن نترك الحقيقة بدون تحليل ومرجعية صادقة !

المصريين غير راضين عن هذا ولا الفلسطينيين ! هذا ينفي وهذا يثبت ، هذا يجرح وهذا يدين ، هناك يثور ، وهناك يعقل !
بلبلة وهرطقة , والكل يفتي . لم أعجب اذا !

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"


لم أعد أعجب

لم أعد أعجب لاي حال يضرب هذه الأمة ، فوالذي نفسي بيده هي سوء ادارة مع تبعية مضافا اليها القليل من استغلال الدين في السلطه التسلقية.
لم أعد أعجب حين هزني خبر موت " مسلمين " مصريين في رفح !
أخذني التفكير في جدية الأمر الى محاور لا أكاد أنفك أفكر فيها !
أولها لعل الادارة المصرية الجديدة تشاء احكام السيطرة على سيناء بعد ضاعت بين أيادي المهربين ! بعد أن منعت اتفاقية كامب ديفيد المصريين من ادخال وحدات عسركية الى المنطقة .
وما شاهدناه أمس من تحليق للطيران المصري على أرض سيناء يدل على كسر كامب ديفيد من أجل الامن المصري العام.


ورفضت هذا لحين . علما بأني ميقن بأنه يمكن أن تكون خدعه " العدو " , أي أن تطرح خطتك الرذيلة بصورة ايجابية , كفتح المعبر بين مصر وغزة مثلا , ثم يغلقه العدو , فأنت بهذا ضمنت تعاطف العوام ونفذت الاستراتيجية التي تريد! يجوز!

أم لعل عناصر فلسطينيين أراد بذاك جهادا ! واتخذوا مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة" فاستحلوا دم المسلم من أجل دم الكافر ! محتمل أيضا .
لكن أيعقل أن لا تكون الحكومة على دراية بمثل هذا التخطيط؟ سواء كانت حكومة فلسطينية أم مصرية أم احتلالية!
مع العلم أن الاحتلال لم يتضرر شيئا اثر العملية غريبة التوقيت !

أم هي محاولة لمصرنة غزة والتخلص من فلسطينييتها ! علها كذلك.

أم لعل الوضع السناوي المتفاقم من تهميش حكومي، وسوء ادارة, واستثارة ثورات بعيدة عن المنطق البدوي السيناوي، ما جعل أهل المنطقة ينتفضون على الوضع المزدرئ ويلحقون الاذى الحاصل باخرين . أو أنهم شعروا بالظلم لنقص الحاجات الاساسية في منقطتهم، في حين أن غزة" المحاصرة"  تغرق بها. ممكن!


الأمر العجيب هو التوقيت ! هل هي محاولة لغلق الانفاق " مصدر الغنى الغزي" ، أم محاولة لمنع استراتيجية سياسية مصرية لحل مثل هذه الأزمة الدولية. رغم أن غزة تستطيع اغلاقها وكذلك المصريين ! بدون مثل هذه الشناعة.

لمن المصلحة في هذا الدم؟ ولمن المصلحة في مثل هذا الموقف؟ وما الهدف منه ؟ الله أعلم 
والزمن القريب أولى بكشف ذلك ، ولن نترك الحقيقة بدون تحليل ومرجعية صادقة !

المصريين غير راضين عن هذا ولا الفلسطينيين ! هذا ينفي وهذا يثبت ، هذا يجرح وهذا يدين ، هناك يثور ، وهناك يعقل !
بلبلة وهرطقة , والكل يفتي . لم أعجب اذا !

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"


نشر في : 3:06 AM |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

Sunday, August 5, 2012

 
أسفي على حال أمة أصابها ما أصابها !
أسفي على استغلال شهر رمضان بالمهنة " الرفيعة "" التسول".

 ما وجهي امام جدي " عمر بن الخطاب " ؟
أسفي على حال نخبة واهية لا ترى الا خزائن الارض الفانية, ويالهم من عيون يرون بها ما حل من ظلام. أم لهم عيون فصلت بالعصب عن العقل ! أيعقل أنهم لا يرون اين نحن ؟!
وأسفي على شهر رمضان الذي صار موسما, شأنه شأن يوم شم النسيم! أين تراه رمضان ؟
بين يدي ذئب ينهش جاره , أم على عتبة رجل فقير وهنت عظامه , أم تراه على حلل رجال الدولة على " الطاولة المستديرة" ؟
يا تراه بين يدي أمي تعد طعاما " لرمضان" ؟
بهذا تقاس يا رمضان ! ويلي ! ظلموك بل جهلوك يا رمضان .
ماذا أقول لرسولنا الكريم ؟ ماذا أخبره عن أمة القران ؟
نطير فرحا بالطعام , وجارنا ينام جائع ؟
أم نمشي شوارع المدن لنرى الظالم والفائع؟

وهل لك يا رسول الله بنظرة على الشباب !
يا خجلي ويا لهول أمري حين تمتلئ المساجد في رمضان, وفي غيره تمتلئ كراسي العجزة! وحلقات " الذكر" أم هي حلقات الدنيا!
ماذا أقول لصلاح الدين ؟

أأقول له ان القدس لا تبالي بنا ؟ لانها تنتظرك أيها الميت !
أرجوك انتظر ولا تقم من الممات ففينا من هو ندك ههههه والله حق لي ان اضحك هنا!
اصرخي يا قدس اصرخي اكثر !
فالامة تترنم على انغام موسيقى وتلهو على " مسلسلات رمضان "
والله ليس العجب على المسلسلات , انما هي أعمال لجلب المال ! أما العجب فعلى من يديرها ! ويرى رمضان كما أسلفت مجرد موسم للترويج والاعلان ورفع الاموال!

يا حسرة على العباد !
يا قدس كم كتب فيكي الشعراء, ولقي حتفه على ابوابك من النبلاء ! 

هم الان نبلاء بالفظاظه, والتبعية الفضفاضة!
يا ويحي ما أخبر جدي المتوفي منذ عام !
أأقول له أن الارض سترجع بايدي الشباب ؟ أم أروي بعض المواويل ؟
يا جدي أرجوك لا أجد مكاني هنا !

أنا لست بثائر ولست عز الدين . أرجوك يا جدي خذ بيدي عندك , والله لا أطيق ان ارى أسفي .
 أأنشر أسفي على حبال غسيل جارتنا ,تريد ان تستغل الكهرباء ؟ أم على جارنا يريد ان يشحن بطارية اللاب توب لحين انقطاع التيار والماء.
أم أنشره على أقدام أبي في اواخر الليل يترقب مجيئ الماء ليملأ الخزان ؟
أم أراه يتقد جمرا حين يأتي الماء وتنقطع الكهرباء !؟

يا رمضان ارحل عن بلادي ! فهي ليست بلادك 
يا رمضان ان شئت ان تجيئ هنا فاشترط وجود الرجال
وان شئت ان تذهب فلا تأخذ معك الا العظام الشداد
يا رمضان لا تأسف ودع لنا الاسف
يا رمضان اعلم اني أجيد اللغة واجيد القران
ولكن ان صنعتهما في قولي , استخفت بي الاقوام !
يا رمضان ان استشهدت اليوم باية من القران صرت متطرفا منحرفا ارهابيا , وان تكلمت العربية لغة القران صرت معقدا رجعيا.

يا رمضان حين تقول لاحدهم أين انتم يا عرب؟ يقول " انا لست سلفيا"
يا رمضان لو ان البشر اختاروك لطردوك وعلقوك منسيا
يا رمضان كثرهم يظنون بك السوء ويرون فيك حارمهم طعامهم وشرابهم الذي خلق الله لهم!
يا رمضان ليس هذا ذنبهم، فعلى الحاكم المعول !

يا رمضان اضرب بعصاك الحجر لعلها تنفجر نفوس الصائمين القائمين !
كثر قولي وحفي لساني وكاد الدمع يسيل مني في ذكرك يا غالي
وذكر الحبيب صلوات ربي عليه !
والله لا أدري بأي حال اشكي!

ولا أعلم أأبكي أم أحكي!
امش معي يا رمضان ! في كل حدب ترى نقصا , وفي أي مكان ترى عجزا!
امش معي ولا تأسف فلعل هلالك القادم به شيئ من التغيير !

مدونتي لست أطيق التعبير ! ارحميني وثوري أنت بدلا مني !

أسفي

 
أسفي على حال أمة أصابها ما أصابها !
أسفي على استغلال شهر رمضان بالمهنة " الرفيعة "" التسول".

 ما وجهي امام جدي " عمر بن الخطاب " ؟
أسفي على حال نخبة واهية لا ترى الا خزائن الارض الفانية, ويالهم من عيون يرون بها ما حل من ظلام. أم لهم عيون فصلت بالعصب عن العقل ! أيعقل أنهم لا يرون اين نحن ؟!
وأسفي على شهر رمضان الذي صار موسما, شأنه شأن يوم شم النسيم! أين تراه رمضان ؟
بين يدي ذئب ينهش جاره , أم على عتبة رجل فقير وهنت عظامه , أم تراه على حلل رجال الدولة على " الطاولة المستديرة" ؟
يا تراه بين يدي أمي تعد طعاما " لرمضان" ؟
بهذا تقاس يا رمضان ! ويلي ! ظلموك بل جهلوك يا رمضان .
ماذا أقول لرسولنا الكريم ؟ ماذا أخبره عن أمة القران ؟
نطير فرحا بالطعام , وجارنا ينام جائع ؟
أم نمشي شوارع المدن لنرى الظالم والفائع؟

وهل لك يا رسول الله بنظرة على الشباب !
يا خجلي ويا لهول أمري حين تمتلئ المساجد في رمضان, وفي غيره تمتلئ كراسي العجزة! وحلقات " الذكر" أم هي حلقات الدنيا!
ماذا أقول لصلاح الدين ؟

أأقول له ان القدس لا تبالي بنا ؟ لانها تنتظرك أيها الميت !
أرجوك انتظر ولا تقم من الممات ففينا من هو ندك ههههه والله حق لي ان اضحك هنا!
اصرخي يا قدس اصرخي اكثر !
فالامة تترنم على انغام موسيقى وتلهو على " مسلسلات رمضان "
والله ليس العجب على المسلسلات , انما هي أعمال لجلب المال ! أما العجب فعلى من يديرها ! ويرى رمضان كما أسلفت مجرد موسم للترويج والاعلان ورفع الاموال!

يا حسرة على العباد !
يا قدس كم كتب فيكي الشعراء, ولقي حتفه على ابوابك من النبلاء ! 

هم الان نبلاء بالفظاظه, والتبعية الفضفاضة!
يا ويحي ما أخبر جدي المتوفي منذ عام !
أأقول له أن الارض سترجع بايدي الشباب ؟ أم أروي بعض المواويل ؟
يا جدي أرجوك لا أجد مكاني هنا !

أنا لست بثائر ولست عز الدين . أرجوك يا جدي خذ بيدي عندك , والله لا أطيق ان ارى أسفي .
 أأنشر أسفي على حبال غسيل جارتنا ,تريد ان تستغل الكهرباء ؟ أم على جارنا يريد ان يشحن بطارية اللاب توب لحين انقطاع التيار والماء.
أم أنشره على أقدام أبي في اواخر الليل يترقب مجيئ الماء ليملأ الخزان ؟
أم أراه يتقد جمرا حين يأتي الماء وتنقطع الكهرباء !؟

يا رمضان ارحل عن بلادي ! فهي ليست بلادك 
يا رمضان ان شئت ان تجيئ هنا فاشترط وجود الرجال
وان شئت ان تذهب فلا تأخذ معك الا العظام الشداد
يا رمضان لا تأسف ودع لنا الاسف
يا رمضان اعلم اني أجيد اللغة واجيد القران
ولكن ان صنعتهما في قولي , استخفت بي الاقوام !
يا رمضان ان استشهدت اليوم باية من القران صرت متطرفا منحرفا ارهابيا , وان تكلمت العربية لغة القران صرت معقدا رجعيا.

يا رمضان حين تقول لاحدهم أين انتم يا عرب؟ يقول " انا لست سلفيا"
يا رمضان لو ان البشر اختاروك لطردوك وعلقوك منسيا
يا رمضان كثرهم يظنون بك السوء ويرون فيك حارمهم طعامهم وشرابهم الذي خلق الله لهم!
يا رمضان ليس هذا ذنبهم، فعلى الحاكم المعول !

يا رمضان اضرب بعصاك الحجر لعلها تنفجر نفوس الصائمين القائمين !
كثر قولي وحفي لساني وكاد الدمع يسيل مني في ذكرك يا غالي
وذكر الحبيب صلوات ربي عليه !
والله لا أدري بأي حال اشكي!

ولا أعلم أأبكي أم أحكي!
امش معي يا رمضان ! في كل حدب ترى نقصا , وفي أي مكان ترى عجزا!
امش معي ولا تأسف فلعل هلالك القادم به شيئ من التغيير !

مدونتي لست أطيق التعبير ! ارحميني وثوري أنت بدلا مني !

نشر في : 11:36 PM |  من طرف Unknown

1 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

back to top