جميع المواضيع

Sunday, December 9, 2012

 
 من المعلوم أن أي نظام يتكون من عدة عناصر، بعضها الأساس والآخر الفرع
في نظام الجامعة نرى أن العناصر الأساس في الهيكل هي الطالب والهيئات التدريسية والإدارية. وكلها يكمل بعضه البعض، ولا يخفى علينا العلاقة التكاملية بينهم. أما في الوظائف الإدارية فتقوم على عدة مبادئ أهمها الشفافية التي تحدد العلاقة بين الطالب والإدارة، على الأقل. هذا بالافتراض. وهذا ما يتوقعه كل من الأطراف المعنية في النظام.
اليوم وبعد فترة عصيبة من الدمار الذي شل غزة، وبعد النفوس المهتزة اثر العدوان الصهيوني الأخير، لا يسعنا سوى أن نلجأ الى الاجتماع الأخوي من أجل التفريح عن النفس. وهذا ما حصل في الأيام الأخيرة في الجامعة. حيث اجتمع الطلاب يتناقشون ما حصل في العدوان الغاشم.
بالعودة الى النظام، فإن هناك ما يسمى بعلم النفس التربوي وهو الأداة الفاعلة في تنمية العلاقة بين الطالب والجامعة مثلا. واقتبس، " يهدف علم النفس التربوي إلي توفير كم من الحقائق المنظمة و التعميمات التي يمكن أن تساعد المعلم في تحقيق أهدافه المهنية و تقدير أهمية العلاقات الإنسانية داخل حجرات الدراسة في بناء شخصيات التلاميذ إلي جانب فهم الأساليب الدقيقة في الحكم و تقدير نتائج التلاميذ و التواصل إلى القوانين التي تحكم السـلوك مما يساعدنا مستقبـلاً على التحكم في مواقف مختلفة مثل (أساليب العلاج – التأهيل النفسي اختيار الأفراد للأعمال المختلفة – برامج التعليم ) . "
وهو الأساس في انجاح العملية الدراسية والتربوية، على الفرض القائم أن المؤسسات التعليمية هي مؤسسات تربوية، والا ما سميت الوزارة بوزارة التربية والتعليم. وهنا تجتمع العناصر متكاملة لتحقيق الهدف الأسمى وهو انتاج جيل واعد وصاحب قرار. ولما كانت الشفافية هي المبدأ الأساس، جعل الطالب نفسه العنصر المتلقي وليس المستقبل، وحين يريد أن يرسل يفترض أن يستقبل منه الطرف الآخر.
اليوم الأول من ديسمبر أجمع طلاب قسم اللغة الانجليزية من رحم كلية الآداب العريقة في جامعة الأزهر على أن يقوموا بوقفة جماعية من أجل التفاهم مع الإدارة بشأن الامتحانات النصفية. بعد أن تقدموا سابقا بالإجراءات التسلسلية للحوار الطلابي الإداري، بحيث توجه ممثلين عن طلاب القسم بكتاب الى رئيس القسم الذي بدوره أوصله الى عميد الكلية الذي ، آسفا أقول، لم يوصل الرسالة الى إدارة الجامعة.
وبعد هذا الجهد الحضاري لم يتوقع الطالب أن لا يتم تقبله أو أن يرفض المسؤول عن الطالب السماع منه. لذا وبالطريقة المعهودة في جامعة الأزهر، توجه الطلاب باعتصام صامت الى عميد شؤون الطلاب على اعتبار انه الممثل للطالب وصار هناك الحوار. وتناقش الطلاب مع العميد والموظفين هناك بشأن الامتحانات، فتحدثت احدى الطالبات عن الأثر النفسي الذي ضرب الشباب في فترة العدوان، فكانت وجوه المستقبلين لا مبالية.
بل وتعدى الأمر أن يقول أحد عناصر الأمن" الي مش عاجبه الجامعة يطلع منها". بشكل حضاري خرج الطلاب منتظرين كلمه عميد شؤون الطلاب لرئاسة الجامعة بشأن الطلاب الذين لم يتقدموا الى امتحاناتهم صباح اليوم، وبشأن مطالب الطلاب الشفافة. فرجع بخفي حنين!
يصر الطلاب على أن يستمع لهم المسؤول دون حواجز، وأن ينظر الى الحال النفسية التي تعم الشارع، ويأخذ بعين الاعتبار النظرية النفسية التربوية. كما ويأملون أن يتم الاستجابة لمطلبهم البسيط وهو اعطائهم مهلة اضافية ليستعدوا لامتحاناتهم . مؤكدين وبالإجماع على أنهم لن يتقدموا الى أي اختبار الى ان تنظر الجامعة بأمرهم بجدية. مؤكدين على أنهم ليسوا مجموعة من المتكاسلين أو أنهم سوقيين، وهذا ما دل عليه سلوكهم الحضاري اليوم.
 
المقال على الصحافة/

جامعة الازهر من أجل غزة-من أجل الطالب

 
 من المعلوم أن أي نظام يتكون من عدة عناصر، بعضها الأساس والآخر الفرع
في نظام الجامعة نرى أن العناصر الأساس في الهيكل هي الطالب والهيئات التدريسية والإدارية. وكلها يكمل بعضه البعض، ولا يخفى علينا العلاقة التكاملية بينهم. أما في الوظائف الإدارية فتقوم على عدة مبادئ أهمها الشفافية التي تحدد العلاقة بين الطالب والإدارة، على الأقل. هذا بالافتراض. وهذا ما يتوقعه كل من الأطراف المعنية في النظام.
اليوم وبعد فترة عصيبة من الدمار الذي شل غزة، وبعد النفوس المهتزة اثر العدوان الصهيوني الأخير، لا يسعنا سوى أن نلجأ الى الاجتماع الأخوي من أجل التفريح عن النفس. وهذا ما حصل في الأيام الأخيرة في الجامعة. حيث اجتمع الطلاب يتناقشون ما حصل في العدوان الغاشم.
بالعودة الى النظام، فإن هناك ما يسمى بعلم النفس التربوي وهو الأداة الفاعلة في تنمية العلاقة بين الطالب والجامعة مثلا. واقتبس، " يهدف علم النفس التربوي إلي توفير كم من الحقائق المنظمة و التعميمات التي يمكن أن تساعد المعلم في تحقيق أهدافه المهنية و تقدير أهمية العلاقات الإنسانية داخل حجرات الدراسة في بناء شخصيات التلاميذ إلي جانب فهم الأساليب الدقيقة في الحكم و تقدير نتائج التلاميذ و التواصل إلى القوانين التي تحكم السـلوك مما يساعدنا مستقبـلاً على التحكم في مواقف مختلفة مثل (أساليب العلاج – التأهيل النفسي اختيار الأفراد للأعمال المختلفة – برامج التعليم ) . "
وهو الأساس في انجاح العملية الدراسية والتربوية، على الفرض القائم أن المؤسسات التعليمية هي مؤسسات تربوية، والا ما سميت الوزارة بوزارة التربية والتعليم. وهنا تجتمع العناصر متكاملة لتحقيق الهدف الأسمى وهو انتاج جيل واعد وصاحب قرار. ولما كانت الشفافية هي المبدأ الأساس، جعل الطالب نفسه العنصر المتلقي وليس المستقبل، وحين يريد أن يرسل يفترض أن يستقبل منه الطرف الآخر.
اليوم الأول من ديسمبر أجمع طلاب قسم اللغة الانجليزية من رحم كلية الآداب العريقة في جامعة الأزهر على أن يقوموا بوقفة جماعية من أجل التفاهم مع الإدارة بشأن الامتحانات النصفية. بعد أن تقدموا سابقا بالإجراءات التسلسلية للحوار الطلابي الإداري، بحيث توجه ممثلين عن طلاب القسم بكتاب الى رئيس القسم الذي بدوره أوصله الى عميد الكلية الذي ، آسفا أقول، لم يوصل الرسالة الى إدارة الجامعة.
وبعد هذا الجهد الحضاري لم يتوقع الطالب أن لا يتم تقبله أو أن يرفض المسؤول عن الطالب السماع منه. لذا وبالطريقة المعهودة في جامعة الأزهر، توجه الطلاب باعتصام صامت الى عميد شؤون الطلاب على اعتبار انه الممثل للطالب وصار هناك الحوار. وتناقش الطلاب مع العميد والموظفين هناك بشأن الامتحانات، فتحدثت احدى الطالبات عن الأثر النفسي الذي ضرب الشباب في فترة العدوان، فكانت وجوه المستقبلين لا مبالية.
بل وتعدى الأمر أن يقول أحد عناصر الأمن" الي مش عاجبه الجامعة يطلع منها". بشكل حضاري خرج الطلاب منتظرين كلمه عميد شؤون الطلاب لرئاسة الجامعة بشأن الطلاب الذين لم يتقدموا الى امتحاناتهم صباح اليوم، وبشأن مطالب الطلاب الشفافة. فرجع بخفي حنين!
يصر الطلاب على أن يستمع لهم المسؤول دون حواجز، وأن ينظر الى الحال النفسية التي تعم الشارع، ويأخذ بعين الاعتبار النظرية النفسية التربوية. كما ويأملون أن يتم الاستجابة لمطلبهم البسيط وهو اعطائهم مهلة اضافية ليستعدوا لامتحاناتهم . مؤكدين وبالإجماع على أنهم لن يتقدموا الى أي اختبار الى ان تنظر الجامعة بأمرهم بجدية. مؤكدين على أنهم ليسوا مجموعة من المتكاسلين أو أنهم سوقيين، وهذا ما دل عليه سلوكهم الحضاري اليوم.
 
المقال على الصحافة/

نشر في : 4:07 PM |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

Tuesday, November 20, 2012


سرعة الضوء في القرآن الكريم

من أروع ما قرأت، بل من أعجب ما جمعت. هذا تحديدا ما كنت اتوق لمعرفته، وما كنت اسعى لفهمه. لطالما اعتقدت ان الطبيعة الفيزيائية دليل خلص على وحدانية الله، وعام على عبودية البشر.
الحمد لله الذي علمنا هذا. نسأله التوفيق والهدى، سبحانه هو رب الشعرى.
(1) وحدة القوى والمواد في الأصل والطبيعة والحركة العاجلة:
سرعة الضوء في الفراغ هي نفس سرعة كل أشكال الطيف كالأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء وموجات الراديو والتلفزيون ومن الجائز أيضا موجات الجاذبية, ويعبر فيزيائيا عن سرعة القوى الفيزيائية بسرعة الضوء باعتباره الجزء المرئي في الطيف الكهرومغناطيسي ويستوي في ذلك ضوء شمعة أو ومضات نجم, وسرعة الضوء في جو الأرض دون الحد الأعلى قليلا أما سرعته في الفراغ فلا تتجاوزها قوة ولا تبلغها مادة, والفرضيات النظرية باختلاف سرعة الضوء عند نشأة الكون أو عند نهايته لا تنقض القياسات العملية حاليا ولا تنقضها فرضية الجسيمات الأسرع من الضوء “التاكيونات” Tachyons أو الأجسام سالبة الكتلة لو ثبت وجودها.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
ولم يقدم الدليل الأول على تحرك الضوء بسرعة غير لحظية إلا عام 1676 عندما نجح الفلكي أولاس رومر Olas Roemerللمرة الأولى في التاريخ من قياسها عن طريق ملاحظة وجود فارق زمني في تأخر ظهور أقمار كوكب المشتري عندما تكون الأرض في الجهة الأبعد منه خلال دورتها حول الشمس, وبمعرفة طول القطر الأكبر لمدار الأرض ومدة التأخر وفق الأجهزة المتاحة في القرن السابع عشر كانت النتيجة واسعة التقريب حوالي 227 ألف كم ثانية, ولكن أمكن تقديم الدليل الأول على أن سرعة الضوء محدودة وإن كانت هائلة, وبعد حوالي نصف قرن حصل برادلي عام 1728 على نتيجة مقاربة عن طريق قياس فلكي آخر, ولم تبدأ القياسات الدقيقة إلا في منتصف القرن التاسع عشر داخل المعمل, وفي القرن العشرين استخدمت في القياس تقنيات أكثر دقة ومع استخدام الليزر بلغت الدقة إلى حد أن الخطأ لا يتجاوز أجزاء قليلة من البليون, وأخيرا بعد جهود استمرت حوالي ثلاثة قرون أمكن عام 1983 في مؤتمر القياسات في باريس تعريف المتر دوليا بالزمن اللازم ليقطعه الضوء 0.000000003335640952 ثانية بناء على قيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي: 299792.458 حوالي 300 ألف كمثانية[1].
وقوله تعالى يُدَبّرُ الأمْرَ يونس 3 و31 والرعد 2 والسجدة 5؛ يرجع الكون الفيزيائي كله إلى أمر واحد هو كلمة كن التي تصور مخاطبة الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة تعبيرا عن الوحدانية والاقتدار ونفاذ الإرادة, يقول العلي القدير: (بَدِيعُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذَا قَضَىَ أَمْراً فَإِنّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) البقرة 117، والتدبير Managementيلزمه فاعل ويعوزه بالضرورة مفعولا به يتجلي فيه فعل التدبير, وورود الأمر مفعولا به يجعله مأمورا به يتجلى فيه تدبير الخالق سبحانه فيستقيم حمله على المادة الأساسية للعالم, قال الألوسي: “الأمر راجع إلى المراد لا إلى الإرادة.. أي الأشياء المرادة المكونة”[2], وقال ابن تيمية: “وفي لغة العرب التي نزل بها القرآن أن يسمى.. المخلوق خلقا لقوله تعالى هذا خلق الله.. ولهذا يسمى المأمور به أمرا”[3],”ولفظ الأمر يراد به.. المفعول.. كما قال تعالى: أتى أمر الله .. فهنا المراد به المأمور به وليس المراد به أمره الذي هو كلامه”[4], “فإذا قيل في المسيح أنه كلمة الله فالمراد به أنه خُلِقَ بكلمة.. كن.. وكذلك إذا قيل عن المخلوق أنه أمر الله فالمراد أن الله كونه بأمره”[5], “وهذا قول سلف الأمة وأئمتها وجمهورها”[6],”وبهذا التفصيل يزول الاشتباه في مسألة الأمر”[7].
وإرجاع كل شيء في الوجود إلى أمر واحد في الأساس وتكون كل شيء منه بتقدير واحد منذ بدء الخلق على مراحل متتابعة كالأيام يفيد رجوع كافة القوى الفيزيائية والمواد إلى “وَاحِدَةٌ” هي لبنة مادة البناء الأساسية Essential building Matter, وهذا الأمر عاجل الحركة أشبه ما يكون في السرعة بومضة الضوء, يقول العلي القدير: إِنّا كُلّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ. وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ القمر 49و50, واللمح وميض نجم أو برق, قال ابن فارس: “اللمح أصل يدل على لمع شيء”, وقال ابن منظور: “لَمَعَ بمعنى أَضَاءَ”[8], وفي تشبيهه بومضة الضوء قال الألوسي: “الغرض من التشبيه بيان سرعته”[9], وقال الرازي: “فاللمح بالبصر معناه ضوء البرق يخطف بالبصر أي يمر به سريعا وذلك في غاية السرعة”, وقال أبو حيان: “لما كان أسرع الأحوال والحوادث في عقولنا هو لمح البصر ذكره.. فهو تشبيه بأعجل ما يحسه الناس”[10],ووافقهم جل المفسرين.
وفي قوله تعالى: (يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْه)ِ؛ قال جوهري: “وتنزيل الأمر من السماء يقتضي النظر في منشأ هذا العالم فإن هذه العناصر لم تظهر في بادئ الأمر.. لتضمنه تنزيل الله للعوالم من حالها الأول حال البساطة والنور إلى حال الكثافة والتركيب.. ومقتضى رجوع الأمر إلى الله.. أن هذا العالم سائر من الكثافة إلى اللطافة كما أنه تنزل من اللطيف إلى الكثيف”[11], “يعني لا وجود في الأصل إلا لمادة واحدة بسيطة والقوى الطبيعية كلها صادرة بالتسلسل عن قوة أصلية واحدة وتتباين القوى إنما جوهرها في الأصل واحد وكل ما يقع أو لا يقع تحت نظرك من الوجود فهو صادر عن مادة أصلية واحدة”[12], “فهذا العالم كله أصله مادة واحدة هي الأصل لهذه الموجودات ومنها تكونت المادة والكهرباء والمغناطيسية والحرارة والضوء, فهذه كلها صفات وتنوعات في المادة الأساس.. ولا تزال المادة واحدة واختلاف المظاهر وقتي.., وقد خلق الله العالم من مادة واحدة ليستدلوا على وحدانيته وقدرته”[13], “لأنه إذا كانت هذه العوالم ناجمة عن مادة واحدة كان فاعلها واحدا.. وهذا هو برهان التوحيد لأن الآية مسوقة للوحدانية .. هذا هو بَدء الخلق وتكوين العناصر والمركبات”[14], وأضاف: “إذن الأمر إن هو إلا تجليات ومظاهر لقدرة المحيط علماً.. طُبعت في هذا الخلاء الفسيح طبعاً ظهرت لنا.. بهيئة حركات.. وتجلى لعيوننا بهيئة نبات وحيوان وشمس”[15], “فما هذا العالم كله إلا حركات”[16],”وهكذا الزرع.. والحيوان وأجسام الناس”[17], وأتساءل مأخوذا؛ أليس بهذا نفهم قول الله عز وجل “خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ” الأنبياء 37.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
(2) الكون في ارتداد:
وفي قوله تعالى: (يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ. ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرّحِيمُ) السجدة 5و6؛ التعبير إليه في حق الذات العلية لا يعني التحيز وإنما عودة الأمر كله في نهاية المطاف إلى الله تعالى وحده كما قال تعالى: وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأمْرُ كُلّهُ هود 123؛ فهو إعلان عن نهاية للكون وتأكيد لوحدانية الله تعالى وبيان على أنه لا نهاية لعلمه وقدرته ونفاذ إرادته, قال البيضاوي: “يعني يدبر الأمر إلى قيام الساعة”[18], وفي قوله تعالى: “أَتَىَ أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ” النحل 1؛ إعلان عن قدوم القوى عائدة وإن لم تصل بعد وبنفس السرعة القصوى في الخلاء المماثلة لسرعة الضوء, يقول تعالى: (وَلِلّهِ غَيْبُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَآ أَمْرُ السّاعَةِ إِلاّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) النحل 77.
(3) قيمة ثابتة للانتقال في الكون:
اعتاد العرب منذ القدم التعبير عن المسافة بزمن قطعها مع إضمار سرعة فيقال المسافة بين مكة والمدينة “نصف شهر” أي بالجمل ومع التقدم في الوسائل وتنامي سرعة الانتقال أصبحت نفس المسافة “نصف ساعة” بسرعة الطائرة ولذا تكون “الساعة كشهر”, وسرعة القوى الفيزيائية Physical forcesفي الفراغ واحدة ويعبر عنها بقيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي أعلى سرعة في الكون الفيزيائي وتعرف بالثابت الكوني للحركة Universal Constant of Motion, وفي مقابل تلك القيمة الثابتة نجد قيمة ثابتة في مقام بيان سرعة قصوى يتضمنها التعبير “فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ”, والمقام قياس لما يقطع في يوم بتلك السرعة البالغة بمقياس سير ألف سنة لأن السياق يتعلق بقطع مسافة والتعبير كَانَ مِقْدَارُهُ يعني في اللغة كان مقياسه وحده فلا يزيد المقياس عن هذا الحد في المسافة, واليوم الأرضي المعلوم للعرب المخاطبين لا يصلح أن يساوي ألف سنة من سنيهم إلا في المسافة, والمسافة التي تقطع في يوم محدودة وإن قطعت بأعلى سرعة فهي لا تزيد عن ألف سنة من سنيهم المبنية على حركة القمر حول الأرض بالنظر المجرد, والتعبير مّمّا تَعُدّونَ وصف عائد على الألف سنة المتضمنة لحركة جسم نسبية يتعدد وصفها ويعوزها التحديد فعاد سياقا على الحركة, والسياق يتعلق بقياس حركة أمر ما يملأ الكون بين الأجرام مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ وبيان أن حركته بانحناء كحركة الأعرج في مشيته وهو وصف يتفق مع المعلوم اليوم بحركة القوى الفيزيائية في الفضاء بين الأجرام بانحناء نتيجة لتأثير الأجرام.
والقياس عند ابن عباس رضي الله عنهما هو: “مقدار سير الأمر”[19], قال قتاده: “يقول مقدار مسيره في ذلك اليوم ألف سنة”[20], وقال القرطبي: “في يوم كان مقداره في المسافة ألف سنة”[21], وقال الألوسي: “في يوم مقدار مسافة السير فيه ألف سنة”, وقال الطبري: “لأن المسافة مسيرة ألف سنة”, وقال الرازي: “واليوم هنا زمان”, وقال الزمخشري: “وهو يقطع مسيرة ألف سنة في يوم واحد”, وأصاب ابن عباس بمعوله عين النبع بقوله: “لسرعة سيره يقطع مسيرة ألف سنة في يوم”, قال الألوسي مفسرا تلك العلاقة: “وإن لم تبعد هذه السرعة.. عند من وقف على سرعة حركة الأضواء وعلم أن الله جلال جلاله على كل شيء قدير”[22].. وقال: “وأي مانع أن يخلق الله تعالى.. من السرعة نحو ما خلق تعالى في ضوء الشمس.. فإن ضوءها ليصل إلى الأرض في مدة ثمان دقائق”[23],وقال حفيده: “أن من النجوم ما لا يصل نوره إلى الأرض في مائة سنة بل أكثر مع شدة سرعة الضوء”[24].
(4) نسبية حركة الأجسام:
وقوله تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللّهُ وَعْدَهُ وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ) الحج 47؛ تأكيد لمماثلة مسافة يوم لمسافة ألف سنة في مقام تصوير أمر يستعجل قوم النبي صلى الله عليه وسلم قدومه إنكارًا مما يؤكد أنه يمضي بأقصى سرعة Uppermost speed, والتعبير عِندَ رَبّكَ لا يعني في حق الذات العلية التحيز وإنما يعني وفق تدبير الله تعالى في الكون كله, ويستقيم فيزيائيا أن يحمل ذلك الأمر القادم بأقصى سرعة نحو الأرض فلا يحتاج معها مزيد استعجال على القوى المعبر عن سرعتها بسرعة الضوء, والسنة في عرف العرب منذ القدم مبنية على حركة القمر في 12 دورة حول الأرض, وإن قلت علي كالأسد فالتشبيه يعني أن علي جسور ولكنه لا يتجاوز الأسد المشبه به في وجه الشبه, وفي التعبير وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ لا تتجاوز كذلك مسافة اليوم بأقصى سرعة مقدرة مسافة ألف سنة بحركة ما تبنى على حركته السنة, ويصلح الوصف مّمّا تَعُدّونَ لتمييز حركة القمر المتضمنة سياقا والتي تبنى عليها السنة ولا يصلح أن يكون تمييزا للسنة القمرية لأنه يحدد مُختار من متعدد وهم لم يستخدموا غيرها في التقويم, وهو يعني من الذي تحسبون وتظنون وليست السنة محل ظن, وبذلك يشترط السياق لتعريف أقصى سرعة أن تكون حركة القمر وفق ما يحسبون ويظنون وإن كانت الحقيقة بخلافه, والمراقب الأرضي لا يدرك بالعين المجردة نسبة التغير Variation Ratioفي البعد أو السرعة فيظن أن مدار القمر يخلو منها كما لو كانت حركته منسوبة للنجوم في دائرة كاملة الاستدارة Perfectly circular orbitوكأنها في نظام معزول Isolated Systemخالي من تأثير الشمس لأن حركة القمر مع الأرض حول الشمس لا يعاينها إلا مراقب خارج النظام الشمسي, ولذا بنسبة الحركة للنجوم واستبعاد نسبة التغير من القيمة الوسطية يتحقق المقياس المطلوب لبيان حد السرعة في معادلة ثابتة كلا طرفيها معزول عن التأثير الخارجي.
(5) قيمة مطابقة لسرعة الضوء:
لتعيين النسبة الثابتة Basic Ratioمن السرعة الوسطية المطلوبة للقياس على المدار القمري والتي لا تخضع لتغير؛ يمكن عند أي نقطة على مدار ناقص الاستدارة Ellipseتحليل السرعة المدارية Orbital Velocityإلى مركبتين متعامدتين إحداهما عمودية على القطر وتسمى السرعة الزاوية Angular Speedوقيمتها ثابتة في كل النقاط على المدار والثانية تسمى السرعة القطرية Radial speedوتختلف قيمتها من نقطة لأخرى وهي المسئولة عن نسبة التغير Zeilik and Smith, Introductory Astronomy and Astrophysics, 1987, p17.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
والسرعة الثابتة القيمة تسمى أيضا السرعة المماسية Tangential Velocityلأنها المسئولة عن الحركة الأمامية, وفي حالة القمر تكافئ نسبتها تماما نسبة مركبة السرعة الوسطية في الاتجاه الأصلي بعد دورة: 0.8915725423 حوالي 0.89, ولذا نسبة التغير في سرعة القمر حوالي 0.11 Encyclopedia Britannica.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
ويسمى اليوم الأرضي بالنسبة للنجوم باليوم النجمي Sidereal dayوطوله 86164.09966 ثانية, ويسمى الشهر بالنسبة للنجوم بالشهر النجمي وطوله 27.32166088 يوما, وقيمة السرعة الوسطية للقمر حوالي 1.023 كمثانية Laros Astronomy, p.142, والقيمة 1.022794272 حوالي 1.023 كمثانية تجعل قيمة المسافة التي يقطعها القمر حول الأرض في دورة في النظام المعزول: 2.152612269 مليون كم, وتجعل المسافة المقطوعة في 12000 دورة: 25.831347230 بليون كم, وبالتالي تكون قيمة السرعة القصوى مسافة 12000 مداريوم: 299792.458 كمثانية, وهي نفس القيمة في الفيزياء موسوعة أكسفورد ص316.
السرعة الكونية الحدية القصوى = مسافة ألف سنة قمريةيوم في النظام الأرض قمري المعزول =25.831347230 بليون كم86164.09966 ثانية = 299792.458 كمثانية.
(6) قيم مطابقة لعناصر حركة القمر:
لم تبلغ سرعة الضوء في الفراغ تلك القيمة المتناهية الدقة إلا بعد جهود مضنية, وأما القيمة التقريبية المستخدمة عمليا في القياسات الفلكية فهي 300 ألف كمثانية, وبالمثل يكفي التقريب فلكيا لتعيين قيم مدار القمر, ورغم تفاوت درجة التقريب قليلا من مرجع إلى آخر تتحقق المماثلة في العلاقة المفترضة في القرآن الكريم, وتدفع تلك المماثلة إلى المزيد من التدقيق في تعيين مدار القمر وفق العلاقات المعلومة للشكل الناقص الاستدارة.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
Eccentricity deviation from circle e = ae/a; Variation ratio of velocity V or distanceR:
2e; Moon’s near distance perigee P = a 1 – e; Moon’s far distance apogee A = a 1+e;
Semi-major axis of the lunar orbit a = A + P/2 = 2R/ {1 + 1 – e²0.5}; Semi-minor axis b=
{a² – ae ²}0.5; Mean distance R = a + b/2; orbit length L = 2π R = V × Revolution period T’;
Mean velocity V = 2π R/T’; angle Ø = 360 T’/Y’, where Y’ is the revolution period of the earth.
وباستخدام أدق معلومات علمية متاحة كانت النتائج على الوجه التالي: قيمة الانحراف عن الدائرة e = 0.054213728855043015حوالي 0.055, ونصف المحور الأكبر = 384546.3752 كم, ومتوسط بعد القمر عن الأرض المسافة بين المركزين = 384263.6095 كم, وأقرب مسافة = 363698.6823 كم, وأبعد مسافة = 405394.0681 كم, وهذه النتائج المستمدة من تلك العلاقة في القرآن تماثل القيم التي اعتمدها مايكل زيليك وإليسك سميث في كتابهما حول الفلك والفيزياء الفلكية باعتماد القيمة التقريبية للانحراف عن الدائرة حوالي 0.055 والقيمة 384405 كم لنصف المحور الأكبر, وهي على النحو التالي: أقرب مسافة للقمر = 363263 كم, وأبعد مسافة = 405547 كم[25], وهذا التماثل يضيف مزيدا من الاحترام لتلك العلاقة العجيبة.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
(7) سرعة الضوء هي الأنسب للقياسات الفلكية:
توصل أورت Oortعام 1950 إلى أن عالمنا الكوكبي محاط بسحابة سميكة من المذنبات تسمى بسحابة أورت Oort Cloud, والجزء الداخلي مسطح بمستوى مدارات الكواكب والخارجي كروي تتحرك فيه المذنبات من كل جانب ويمكن أن ترجم أي عابر إذا تواني, وحزام المذنبات ذات المدارات قصيرة الأمد دون 200 سنة يسمى بحزام كويبر Kuiper Belt, وفي عام 2003 اكتشف كوكب عاشر على بعد 97 وحدة فلكية الوحدة الفلكية هي متوسط المسافة من الأرض للشمس وهي حوالي 150 مليون كم, ويتسع الجزء الداخلي لكوكب آخر حادي عشر يعقبه على بعد لا يزيد عن يوم ضوئي 172.7 وحدة فلكية, وبذلك يتفق اختيار مسافة يوم ضوئي مع حدود عالم المخاطبين من الكواكب في الحدود الدنيا للأجرام السماوية أو السماء الدنيا في تعبير المفسرين مصداقا لقوله تعالى: (إِنّا زَيّنّا السّمَآءَ الدّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ. وَحِفْظاً مّن كُلّ شَيْطَانٍ مّارِدٍ. لاّ يَسّمّعُونَ إِلَىَ الْمَلإِ الأعْلَىَ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلّ جَانِبٍ. دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ. إِلاّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) الصافات 6-10، قال الشوكاني: “أراد بقوله فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ المسافة التى بين الأرض وبين سماء الدنيا”[26], وقال الألوسي: “ألف سنة.. مسافة ما بين الأرض ومحدب السماء الدنيا”[27].
(8) عمر الكون وامتداده:
في سياق الإنذار بدمار الأرض وهلاك أهلها كذلك مع تقارب أطراف الكون وإن بدا حده بعيدا وردت نفس القيم في قياس أكبر يُمكن حمله على أقصى بعد؛ يقول تعالى: (سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ. لّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. مّنَ اللّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً. إِنّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَنَرَاهُ قَرِيباً. يَوْمَ تَكُونُ السّمَآءُ كَالْمُهْلِ. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ. وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيما) المعارج 1-10، والْمَعَارِجِ جمع لاسم المكان مَعْرَج كأدق وصف للآفاق الممتدة حيث تسري القوى بانحناء كمشية الأعرج, والاكتشاف بأن مسارات القوى منحنية دفع الفيزيائيين لإطلاق تعبير الكون المنحني Curved Universe, وفي اللغة: “تعارج حاكى مشية الأعرج وعرَّجه ميَّله وتعرَّج مال والتعاريج المنحنيات والعرجون العذق المعوج”[28], والملائكة والروح رسل هداية لا تنقطع عن الإبلاغ إلى أن يعود كل شيء إلى الله لا سواه بيانا لوحدانيته تعالى وتفرده, وهم حضور في قياس مسافة لا يقطعها جسم مادي محدود السرعة في كون متغير الأبعاد مما يعني أنه عامر بالساجدين, قال جوهري: “أخذ يستأنف مبينا ارتفاع تلك الدرجات.. فليس المراد المدة بل بعد المدى.. وقدم الملائكة لأنهم في عالم الأرواح.. العالم المبرأ عن المادة لأنه.. لا يُرتقى إلى تلك المعارج إلا بالكشف العلمي أو الخروج عن عالم المادة”[29], وقال البيضاوي: “استئناف لبيان ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها”[30],وقال البغوي: “المسافة من الأرض إلى منتهى السماء”[31].. يعني “إلى منتهى أمر الله تعالى”[32], وقال الألوسي: “الكلام بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها.. والمراد أنها في غاية البعد والارتفاع”[33].. و”العروج في الدنيا.. روِي هذا عن ابن إسحاق ومنذر بن سعيد ومجاهد وجماعة, وهو رواية عن ابن عباس أيضا”[34].
وتُقاس الأبعاد فلكيا بوحدة الزمن المناسبة وأقصى سرعة, فنقول يبعد القمر حوالي ثانية ضوئية وتبعد الشمس ثمان دقائق ويبعد أقرب نجم 4.3 سنة, فإذا كانت القيمة ألف سنة في يوم تعبيرًا عن أقصى سرعة تكون القيمة خَمْسِينَ في السياق تعدادا لأقصى وحدة زمن, وأكبر وحدة زمن فلكيا هي سنة الشمس وهي مدة دورتها حول مركز المجرة وقيمتها حوالي 250 مليون سنة, ولكي يقطع شعاع من الضوء المسافة إلى طرف الكون الممكن الرصد يحتاج إلى عمر الكون, والعجيب أن القيمة خَمْسِينَ في مقام بيان أكبر وحدة زمن في عالمنا لقياس أكبر مسافة ممكنة الرصد بأقصى سرعة في الكون وهي ألف سنة في يوم تحقق تماما نفس القيمة المعلومة حاليا لعمر الكون حتى الآن 50× 250 مليون وهي حوالي: 12.5 10-15 بليون سنة[35].
(9) حركة الأرض وكافة النجوم والتوابع:
التعبير مما تعدون يجعل قيم حركة المقياس أساسية فيقيم علاقة ثابتة في نظام معزول عن التأثير الخارجي مثل كافة قوانين حركة الأجسام, وهو يفيد معنى الظن غير المطابق للحقيقة فيدل بمعناه على حركة الأرض حول الشمس وحركة النجوم الثوابت بخلاف ما يعدون, قال جوهري: “أرضنا إذن دائرة غير دائرة نحن نراها ساكنة ولكنها دائرة لا تهدأ”[36], “ومن جملة سيارات شمسنا هذه الأرض التي نحن عليها والقمر ملتزم بها ويدور عليها ومعها على الشمس”[37], إذن: “دوران الأرض حول الشمس ليس غير مخالف للقرآن فحسب بل له منه دلائل”[38], وقال الألوسي: “فيه دليل على أن الشمس متحركة.. على مركز آخر كما تتحرك الأرض عليها”[39], وأن: “للثوابت حركة”[40], وفي قوله تعالى: “لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” يس 40؛ قال القاسمي: “التنوين في لفظ كُلٌّ عوض عن الإضافة للأجرام والمعنى كل واحد من أجرام السماء كالشمس والقمر في فلك خاص به يسبح بذاته”[41], وقال ابن عاشور: “المراد تعميم هذا الحكم للشمس والقمر وجميع الأجرام وهي حقيقة علمية سبق بها القرآن”[42], وكل البشر يعاينون آيات السماوات كالشمس والقمر تمر عليهم, ولكن القرآن يجعل سكون الأرض نسبي دالا على حركتيها اليومية والسنوية بتقريره أنهم هم الذين يَمُرّونَ على آيات السماوات وهم على ظهرها كما يمرون على آيات الأرض وهم على ظهر المركوبات السيارة ولا يعتبرون, يقول تعالى: “وَكَأَيّن مّن آيَةٍ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ” يوسف 105.
(10) علاقة تؤيد وحدة الأجرام في الأصل والنظام:
من المعلوم رياضيا أن السرعة في النظام المعزول لجسمين Isolated two-bodies systemثابتة القيمة, وإذا كان التعبير “مما تعدون” يجعل سرعة القمر حول الأرض في نظام معزول لقياس الثابت الكوني للحركة فمعنى ذلك أنه يقيم علاقة ثابتة بين سرعته أو بعده وبين فترة دوران الأرض حول نفسها في النظام المعزول, فهل يمكن أن نستنطق تلك العلاقة المفترضة عن مولد النظام لتعيننا على حل إشكاليات الفرضيات المتضاربة؟.
والعلاقة الأساسية هي: c = 12000 V’ T’/t’, حيث cسرعة الضوء, V’ سرعة القمر, T’ الشهر النجمي, t’ اليوم النجمي, ويمكن صياغتها كالتالي: V’T'/t’ = 24.98270483, وعندما يكون بعد القمر في النظام المعزول R’ = صفر فهذا يعني أنه على طرف الأرض الأولية وتكون T’ = t’, ولذا تكون سرعة دوران الأرض حول نفسها = 24.98270483 كمثانية, وحينئذ لا يتبقى من بعد القمر حاليا Rإلا قيمة تمثل نصف قطر الأرض الأولية r = 41664.7263كم, وبالتالي يكون زمن دورة الأرض الأولية حول نفسها = 10478.73711 ثانية, أي ما يقارب 2.5 ساعة وهي نفس القيمة المفترضة فلكيا إذا كانت النشأة بنفس الآلية.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
والنسبة r/R) )هي نفس نسبة تغير السرعة 2e))ولذا يمكن بمعرفة البعد Rتعيين نسبة التغير في أي وقت على طول التاريخ لأن القيمة rثابتة, وعند التماس: r/R = 2 e = 1 – cos. Ø = 1ولذا تنعدم مركبة سرعة القمر في الاتجاه الأصلي بعد دورة cos. Ø= صفر, ولا يتبقى حينئذ من سرعة القمر سوى مركبة السرعة الناجمة عن الحركة حول الشمس مما يعني نشأة النظام على طرفها ولذا يكون اتجاه سرعة القمر حينئذ عموديا على الأرض مماسيا للشمس Ø = 90درجة, وعلى هذا قد نشأ القمر مع الأرض مع نشأتها نفسها على طرف الشمس, ولعل هذا يفسر خصوصياته الفريدة التي جعلته يسمى بالكوكب التوأم Twin Planet.
وعند التماس مع الشمس يمكن معرفة زمن دورة الأرض Y’ حول الشمس Y’ = T’ 360/Ø = 4t’, ومن العلاقة: سنةيوم اقتراني = سنةيوم نجمي – 1؛ يمكن حينئذ تعيين طول اليوم الاقتراني للأرض الأولية, وقيمته حوالي 4 ساعات 13971,64948 ثانية وهي نفس القيمة المفترضة جيولوجيا بإتباع أساليب أخرى.
والعلاقة الأساسية 2π R’/t’ ×c = 12000يمكن صياغتها كالتالي: t’ R’ = 3.976120966, أي أن بعد القمر مرتبط بطول اليوم في علاقة ثابتة, فإذا كان بعد القمر وطول اليوم عند النشأة أقل فلا بد أن القمر في ابتعاد واليوم في ازدياد, وهذا معلوم فلكيا حاليا ولكن العلاقة في النظام المعزول تضيف قيمة رقمية محددة.
وبمعرفة نصف قطر الأرض عند النشأة واعتماد كتلتها Mحاليا 5.9736×1024 kg. يمكن معرفة كثافة الجسم الأم للأجرام الثلاثة 3M/4π r3: 19.7170496كجم3, وهي أقل بحوالي 50 مرة من كثافة الماء 1000 kg. /meter3وأكبر بحوالي 15 مرة من كثافة الهواء عند سطح البحر 1.3 kg. /meter3وتلك سمات سديم Nebula, ولذا يمكن الافتراض بتشكل النظام الحركي Dynamicsللأرض والقمر عند تشكل سدم المجرة ذاتها منذ حوالي ضعف عمر قشرة الأرض, والقيمة 300934.1569 km. هي الزيادة في بعد القمر منذ النشأة ولذا القيمة 8.4 بليون سنة لتشكل سدم المجرة تجعل معدل تباعده: 3.6 سمسنة, وهي تماما نفس القيمة المعلومة فلكيا بالقياس بالليزر منذ رحلة أبوللو 11 عام 1969 ووضع عواكس على سطحه[43].
والكون إذن ليس أبدي وإنما تشكل في فترات مقدرة بلا توقف أو تردد كما لو كانت ستة أيام متلاحقة, وكالرضيع قدرت أيام حمله كذلك قدرت أحوال الأرض في يومين من الستة قبل الولادة, ومن بدء الحمل إلى البلوغ أربعة أيام, وهو نفس التمثيل في قوله تعالى: “قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ” فصلت 9و10, فإذا كانت النشأة الحقيقية حركيا للأرض ترجع إلى حوالي 8.4 بليون سنة قبل أن تعمر بالنبات الذي بدأ يطلق أكسجين الجو منذ حوالي 0.25 بليون سنة علامة على تكامل البناء؛ وإذا كان تشكيل الأرض في أربعة أيام تمثيلا يكون الكون في ستة أيام فيكون عمره الفعلي بنفس القيمة المعروفة الآن: حوالي 12.5 10-15 بليون سنة.
وإذا كان الكون قد اكتمل منذ 0.25 بليون سنة وتطاول الزمن حتى أصبحت سنة التقويم 365.24219 يوما وبالشهور الحالية 12.368 شهرا في 8.4 بليون سنة؛ تكون السنة عند اكتمال الكون 12 شهرا مما يمنح فهما أعمق لقوله تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ” التوبة 36, ونظير الستة أيام يتأكد رياضيا أن عمر الكون بنفس القيمة المعروفة الآن: حوالي 12.5 10-15 بليون سنة.
وبعد القمر عند التماس R’ = صفر انعكاس لبعد مداره الفعلي R’=rفيكون متوسط بعده R = 2r, وتكون نسبة تغير سرعته r/R = 2 e = 1 – cos. Ø = 0.5, وهذا يعني أن مركبة سرعته في الاتجاه الأصلي بعد دورة والناجمة عن تأثير الأرض تماثل المركبة الناجمة عن الشمس cos. Ø = 0.5, وبهذا يكون قد نشأ في نقطة الاتزان بين الشمس والأرض عند الزاوية المركزية Ø = 60درجة, ومع تضاعف بعده تقل سرعته إلى النصف وتعكس مركبتها في الاتجاه الأصلي سرعة الهروب من الأرض 6.245676208 كمثانية, وبافتراض وحدة النشأة حركيا من جسم واحد متجانس؛ تتناسب سرعات الهروب مع الكتل أو أنصاف أقطارها V1/V2= r1/r2, V13/V23= M1/M2, ولذا بمعرفة كتلة الشمس حاليا 1.99×1030 kg. وكتلة القمر 7.35×1022 kg. تكون قيمة سرعة الهروب من الشمس 432.963991 km. /sec., ونصف قطرها 2888290.327 km., وسرعة الهروب من القمر 1.441882483 km. /sec., ونصف قطره 9618.756561 km., وللتأكد من دقة الحساب تكون كثافة الشمس أو القمر مماثلة تماما لكثافة الأرض.
كثافة الأرض = 3×5.9736×1024/{4×3.1415926535898×41664726.33} = 19.7170496 كجم3.
كثافة الشمس = 3×1.99×1030/{4×3.1415926535898×28882903273} = 19.7170496 كجم3.
كثافة القمر = 3×7.35×1022/{4×3.1415926535898×9618756.5613} = 19.7170496 كجم3.
ويمكن تعيين قيمة ثابت الجاذبية العام Gعند نشأة النظام بتطبيق قانون المقذوفات V² = 2MG/rحيث Vسرعة الهروب, Mالكتلة, rنصف قطر أي جرم؛ لتبين هل هو ثابت على الدوام أم هو ثابت نسبي الآن, وللتأكد من دقة الحساب نجد قيمته واحدة بتطبيق قانون المقذوفات سواء على الأرض أو على الشمس أو القمر: 1.36038342×10-19 km.3/kg./sec.2؛ وهي تتفق مع ما توقعه الفيزيائي بول ديراك Paul Dirac 1902-1983بأنها أكبر في الماضي لأنها حوالي ضعف القيمة حاليا 6.67×10-20 km.3/kg./sec.2.
ثابت الجذب العام Gعند نشأة مجرة درب التبانة بتطبيق قانون المقذوفات G = V² r/2Mعلى:
الأرض = 6.245676208² × 41664.7263/ 25.9736×1024 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
الشمس = 432.963991² × 2888290.327/ 21.99×1030 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
القمر = 1.441882483² × 9618.756561/ 27.35×1022 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
وهكذا يمكن لتلك العلاقة المفترضة في القرآن أن تجيب على بعض ما يحيرنا بخصوص بدايات التكوين, فعند النشأة مثلا تتساوى مدة دورة القمر حول نفسه مع مدة دورته حول الأرض كحالته الآن مما يقوي احتمال مواجهته للأرض بنفس الوجه منذ النشأة خاصة أنه بيضي الشكل Ovoidمع اتجاه المحور الأكبر نحو الأرض, ولم يتقرر نظام حركة الأرض حول الشمس والقمر حولها عند تكون قشرتها وإنما يمتد إلى عهد تكون المجرة, ولو تأملنا تلك العلاقة بين الأرض والقمر رياضيا يتضح أنها ليست إلا وجها مما يعرف بقانون ثبات العزم الزاوي Angular momentum conservation, وهو يعني أن قيمة الحركة حول مركز دوران في النظام المعزول لأي جسم كحصيلة لكتلته Mوسرعته Vثابتة مهما كان بعده Rمن مركز الدوران MVR= ثابت, والعلاقة المفترضة هي: R/t= ثابت, ونتيجة لوحدة القيم عند اتصال القمر بالأرض يمكن التعبير عنها كالتالي: R/t = VR= ثابت, وكتلة القمر في النظام المعزول ثابتة فتكون MVR= ثابت وهي نفس صيغة القانون, ويمكن باستخدامه تأكيد فقدان القمر أثناء تكونه لنسبة من كتلته قيمتها حوالي 16.7% من قيمة كتلته الأصلية, وهي نسبة معقولة بالنظر لتبدد كل الغلاف الغازي للقمر نتيجة لقلة كتلته مقارنة بالأرض ذات السقف المحفوظ.
ويمكن التحقق كذلك من فرضية وحدة النشأة باعتبار حركة القمر في النظام المعزول بصمة للماضي السحيق منذ تشكل المجرة ذاتها؛ لأن بعد الأرض عن الشمس باعتبار نظام حركتها معزولا ابتداءً سيظل بالمثل في علاقة ثابتة مع مدة دورة الشمس حول نفسها وفق القيمة الثابتة للسرعة الابتدائية 432.963991 km. /sec., ومدة الدورة الاستوائية للشمس حاليا تزيد قليلا عن 25 يوما, والمذهل أن القيمة 25.12694896 يوما تحقق تماما البعد الوسطي للأرض حاليا والذي يُستخدم في القياسات باسم الوحدة الفلكية: 149597870 km., وكما ترى وحدت العلاقة بين حركة القوى والأجسام وتضمنت جملة حقائق كشفتها الأيام وكأنها رسالة مشفرة لأهل عصرنا خاطبتهم بلغة المعادلات كما يجيدون وتألقت ليدركوا الغرض كما صنعت عصا موسى عليه السلام.
(11) دليل في تاريخ الوحي على وحدانية المبدع القدير:
في تاريخ الوحي ما يؤيد أن تعبير “يوما واحدا عند الرب كألف سنة” يعني: “سرعة مجيء يوم الرب” 2 بطرس 32-14, وهي أقصى سرعة في الكون كله حيث يقع الهلاك بغتة لا يسبقه نذير؛ ولذا وفق تعبير الكتاب: “سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها” 2 بطرس 32-14, والكون كله بسمواته وأرضه قائم بأمر الله كن منذ بدء الخلق: “السماوات كانت منذ القديم والأرض بكلمة الله قائمة” 2 بطرس 32-14, فيرجع الكون كله إلى نفس هيئته الأولى وإن تباينت اليوم الأشكال وبنفس مقدار مادة البناء الأساسية ذات السرعة المقدرة الواحدة التي لا تتجاوزها قوة وإن كانت هائلة لأن كل شيء وجد بأمر واحد هو كلمة الله القدير كن, ووحدة السرعة الحدية للانتقال في الكون وثباتها مظهر في الكتاب للتقدير وسرمدية الخالق ووحدانيته لذا قال: “من قبل أن توجد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله.. لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم”؛ وإن بالغ الكاتب فنقض ثبات التقدير بقوله “لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل” المزامير 902-4, وفي الكتاب أمر الله قد أتى وقوى الدمار تقترب مسرعة: “ولولوا لأن يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء” إِشَعْيَاء 136, “ليرتعد جميع سكان الأرض لأن يوم الرب قادم” يوئيل 21, “كلص في الليل هكذا يجيء لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتةً كالمخاض للحبلى فلا ينجون” 1تسالونيكي 52و3, “قريب يوم الرب العظيم قريب وسريع جدا” صفنيا 114.

(12) أصالة القرآن وتكميل ما سبق:
التعبير مما تعدون الذي تفرد به القرآن هو “مفتاح القياس”, وهو يجعل حركة القمر حول الأرض كمقياس للمسافة في نظام معزول ويقيم معادلة ثابتة تؤيد وحدة الأجرام في الأصل والنظام, وثبات التقدير في القرآن وتفرده بتكميل العلاقة يدفع شبهة النقل عما سبق, ألهذا قال النبي عيسى عليه السلام يوما ما لأتباعه: “إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل بكل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم” يوحنا 1612-15, وقال لقومه: “أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه”! متى 2142-44, ولا تبعد تلك الغلبة والتكميل وجمع ميراث النبوات في وصف النبي عيسى عليه السلامللنبوة بعده التي يكتمل بها البناء عن غلبة القرآن والتكميل وجمع ميراث النبوات في قوله تعالى: “وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ” المائدة 48.

حقائق كونية: سرعة الضوء، نشأة الكون، تمدد الكون، السرعة الكونية، فيزياء الكون


سرعة الضوء في القرآن الكريم

من أروع ما قرأت، بل من أعجب ما جمعت. هذا تحديدا ما كنت اتوق لمعرفته، وما كنت اسعى لفهمه. لطالما اعتقدت ان الطبيعة الفيزيائية دليل خلص على وحدانية الله، وعام على عبودية البشر.
الحمد لله الذي علمنا هذا. نسأله التوفيق والهدى، سبحانه هو رب الشعرى.
(1) وحدة القوى والمواد في الأصل والطبيعة والحركة العاجلة:
سرعة الضوء في الفراغ هي نفس سرعة كل أشكال الطيف كالأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء وموجات الراديو والتلفزيون ومن الجائز أيضا موجات الجاذبية, ويعبر فيزيائيا عن سرعة القوى الفيزيائية بسرعة الضوء باعتباره الجزء المرئي في الطيف الكهرومغناطيسي ويستوي في ذلك ضوء شمعة أو ومضات نجم, وسرعة الضوء في جو الأرض دون الحد الأعلى قليلا أما سرعته في الفراغ فلا تتجاوزها قوة ولا تبلغها مادة, والفرضيات النظرية باختلاف سرعة الضوء عند نشأة الكون أو عند نهايته لا تنقض القياسات العملية حاليا ولا تنقضها فرضية الجسيمات الأسرع من الضوء “التاكيونات” Tachyons أو الأجسام سالبة الكتلة لو ثبت وجودها.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
ولم يقدم الدليل الأول على تحرك الضوء بسرعة غير لحظية إلا عام 1676 عندما نجح الفلكي أولاس رومر Olas Roemerللمرة الأولى في التاريخ من قياسها عن طريق ملاحظة وجود فارق زمني في تأخر ظهور أقمار كوكب المشتري عندما تكون الأرض في الجهة الأبعد منه خلال دورتها حول الشمس, وبمعرفة طول القطر الأكبر لمدار الأرض ومدة التأخر وفق الأجهزة المتاحة في القرن السابع عشر كانت النتيجة واسعة التقريب حوالي 227 ألف كم ثانية, ولكن أمكن تقديم الدليل الأول على أن سرعة الضوء محدودة وإن كانت هائلة, وبعد حوالي نصف قرن حصل برادلي عام 1728 على نتيجة مقاربة عن طريق قياس فلكي آخر, ولم تبدأ القياسات الدقيقة إلا في منتصف القرن التاسع عشر داخل المعمل, وفي القرن العشرين استخدمت في القياس تقنيات أكثر دقة ومع استخدام الليزر بلغت الدقة إلى حد أن الخطأ لا يتجاوز أجزاء قليلة من البليون, وأخيرا بعد جهود استمرت حوالي ثلاثة قرون أمكن عام 1983 في مؤتمر القياسات في باريس تعريف المتر دوليا بالزمن اللازم ليقطعه الضوء 0.000000003335640952 ثانية بناء على قيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي: 299792.458 حوالي 300 ألف كمثانية[1].
وقوله تعالى يُدَبّرُ الأمْرَ يونس 3 و31 والرعد 2 والسجدة 5؛ يرجع الكون الفيزيائي كله إلى أمر واحد هو كلمة كن التي تصور مخاطبة الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة تعبيرا عن الوحدانية والاقتدار ونفاذ الإرادة, يقول العلي القدير: (بَدِيعُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذَا قَضَىَ أَمْراً فَإِنّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) البقرة 117، والتدبير Managementيلزمه فاعل ويعوزه بالضرورة مفعولا به يتجلي فيه فعل التدبير, وورود الأمر مفعولا به يجعله مأمورا به يتجلى فيه تدبير الخالق سبحانه فيستقيم حمله على المادة الأساسية للعالم, قال الألوسي: “الأمر راجع إلى المراد لا إلى الإرادة.. أي الأشياء المرادة المكونة”[2], وقال ابن تيمية: “وفي لغة العرب التي نزل بها القرآن أن يسمى.. المخلوق خلقا لقوله تعالى هذا خلق الله.. ولهذا يسمى المأمور به أمرا”[3],”ولفظ الأمر يراد به.. المفعول.. كما قال تعالى: أتى أمر الله .. فهنا المراد به المأمور به وليس المراد به أمره الذي هو كلامه”[4], “فإذا قيل في المسيح أنه كلمة الله فالمراد به أنه خُلِقَ بكلمة.. كن.. وكذلك إذا قيل عن المخلوق أنه أمر الله فالمراد أن الله كونه بأمره”[5], “وهذا قول سلف الأمة وأئمتها وجمهورها”[6],”وبهذا التفصيل يزول الاشتباه في مسألة الأمر”[7].
وإرجاع كل شيء في الوجود إلى أمر واحد في الأساس وتكون كل شيء منه بتقدير واحد منذ بدء الخلق على مراحل متتابعة كالأيام يفيد رجوع كافة القوى الفيزيائية والمواد إلى “وَاحِدَةٌ” هي لبنة مادة البناء الأساسية Essential building Matter, وهذا الأمر عاجل الحركة أشبه ما يكون في السرعة بومضة الضوء, يقول العلي القدير: إِنّا كُلّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ. وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ القمر 49و50, واللمح وميض نجم أو برق, قال ابن فارس: “اللمح أصل يدل على لمع شيء”, وقال ابن منظور: “لَمَعَ بمعنى أَضَاءَ”[8], وفي تشبيهه بومضة الضوء قال الألوسي: “الغرض من التشبيه بيان سرعته”[9], وقال الرازي: “فاللمح بالبصر معناه ضوء البرق يخطف بالبصر أي يمر به سريعا وذلك في غاية السرعة”, وقال أبو حيان: “لما كان أسرع الأحوال والحوادث في عقولنا هو لمح البصر ذكره.. فهو تشبيه بأعجل ما يحسه الناس”[10],ووافقهم جل المفسرين.
وفي قوله تعالى: (يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْه)ِ؛ قال جوهري: “وتنزيل الأمر من السماء يقتضي النظر في منشأ هذا العالم فإن هذه العناصر لم تظهر في بادئ الأمر.. لتضمنه تنزيل الله للعوالم من حالها الأول حال البساطة والنور إلى حال الكثافة والتركيب.. ومقتضى رجوع الأمر إلى الله.. أن هذا العالم سائر من الكثافة إلى اللطافة كما أنه تنزل من اللطيف إلى الكثيف”[11], “يعني لا وجود في الأصل إلا لمادة واحدة بسيطة والقوى الطبيعية كلها صادرة بالتسلسل عن قوة أصلية واحدة وتتباين القوى إنما جوهرها في الأصل واحد وكل ما يقع أو لا يقع تحت نظرك من الوجود فهو صادر عن مادة أصلية واحدة”[12], “فهذا العالم كله أصله مادة واحدة هي الأصل لهذه الموجودات ومنها تكونت المادة والكهرباء والمغناطيسية والحرارة والضوء, فهذه كلها صفات وتنوعات في المادة الأساس.. ولا تزال المادة واحدة واختلاف المظاهر وقتي.., وقد خلق الله العالم من مادة واحدة ليستدلوا على وحدانيته وقدرته”[13], “لأنه إذا كانت هذه العوالم ناجمة عن مادة واحدة كان فاعلها واحدا.. وهذا هو برهان التوحيد لأن الآية مسوقة للوحدانية .. هذا هو بَدء الخلق وتكوين العناصر والمركبات”[14], وأضاف: “إذن الأمر إن هو إلا تجليات ومظاهر لقدرة المحيط علماً.. طُبعت في هذا الخلاء الفسيح طبعاً ظهرت لنا.. بهيئة حركات.. وتجلى لعيوننا بهيئة نبات وحيوان وشمس”[15], “فما هذا العالم كله إلا حركات”[16],”وهكذا الزرع.. والحيوان وأجسام الناس”[17], وأتساءل مأخوذا؛ أليس بهذا نفهم قول الله عز وجل “خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ” الأنبياء 37.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
(2) الكون في ارتداد:
وفي قوله تعالى: (يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ. ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرّحِيمُ) السجدة 5و6؛ التعبير إليه في حق الذات العلية لا يعني التحيز وإنما عودة الأمر كله في نهاية المطاف إلى الله تعالى وحده كما قال تعالى: وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأمْرُ كُلّهُ هود 123؛ فهو إعلان عن نهاية للكون وتأكيد لوحدانية الله تعالى وبيان على أنه لا نهاية لعلمه وقدرته ونفاذ إرادته, قال البيضاوي: “يعني يدبر الأمر إلى قيام الساعة”[18], وفي قوله تعالى: “أَتَىَ أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ” النحل 1؛ إعلان عن قدوم القوى عائدة وإن لم تصل بعد وبنفس السرعة القصوى في الخلاء المماثلة لسرعة الضوء, يقول تعالى: (وَلِلّهِ غَيْبُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَآ أَمْرُ السّاعَةِ إِلاّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) النحل 77.
(3) قيمة ثابتة للانتقال في الكون:
اعتاد العرب منذ القدم التعبير عن المسافة بزمن قطعها مع إضمار سرعة فيقال المسافة بين مكة والمدينة “نصف شهر” أي بالجمل ومع التقدم في الوسائل وتنامي سرعة الانتقال أصبحت نفس المسافة “نصف ساعة” بسرعة الطائرة ولذا تكون “الساعة كشهر”, وسرعة القوى الفيزيائية Physical forcesفي الفراغ واحدة ويعبر عنها بقيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي أعلى سرعة في الكون الفيزيائي وتعرف بالثابت الكوني للحركة Universal Constant of Motion, وفي مقابل تلك القيمة الثابتة نجد قيمة ثابتة في مقام بيان سرعة قصوى يتضمنها التعبير “فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ”, والمقام قياس لما يقطع في يوم بتلك السرعة البالغة بمقياس سير ألف سنة لأن السياق يتعلق بقطع مسافة والتعبير كَانَ مِقْدَارُهُ يعني في اللغة كان مقياسه وحده فلا يزيد المقياس عن هذا الحد في المسافة, واليوم الأرضي المعلوم للعرب المخاطبين لا يصلح أن يساوي ألف سنة من سنيهم إلا في المسافة, والمسافة التي تقطع في يوم محدودة وإن قطعت بأعلى سرعة فهي لا تزيد عن ألف سنة من سنيهم المبنية على حركة القمر حول الأرض بالنظر المجرد, والتعبير مّمّا تَعُدّونَ وصف عائد على الألف سنة المتضمنة لحركة جسم نسبية يتعدد وصفها ويعوزها التحديد فعاد سياقا على الحركة, والسياق يتعلق بقياس حركة أمر ما يملأ الكون بين الأجرام مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ وبيان أن حركته بانحناء كحركة الأعرج في مشيته وهو وصف يتفق مع المعلوم اليوم بحركة القوى الفيزيائية في الفضاء بين الأجرام بانحناء نتيجة لتأثير الأجرام.
والقياس عند ابن عباس رضي الله عنهما هو: “مقدار سير الأمر”[19], قال قتاده: “يقول مقدار مسيره في ذلك اليوم ألف سنة”[20], وقال القرطبي: “في يوم كان مقداره في المسافة ألف سنة”[21], وقال الألوسي: “في يوم مقدار مسافة السير فيه ألف سنة”, وقال الطبري: “لأن المسافة مسيرة ألف سنة”, وقال الرازي: “واليوم هنا زمان”, وقال الزمخشري: “وهو يقطع مسيرة ألف سنة في يوم واحد”, وأصاب ابن عباس بمعوله عين النبع بقوله: “لسرعة سيره يقطع مسيرة ألف سنة في يوم”, قال الألوسي مفسرا تلك العلاقة: “وإن لم تبعد هذه السرعة.. عند من وقف على سرعة حركة الأضواء وعلم أن الله جلال جلاله على كل شيء قدير”[22].. وقال: “وأي مانع أن يخلق الله تعالى.. من السرعة نحو ما خلق تعالى في ضوء الشمس.. فإن ضوءها ليصل إلى الأرض في مدة ثمان دقائق”[23],وقال حفيده: “أن من النجوم ما لا يصل نوره إلى الأرض في مائة سنة بل أكثر مع شدة سرعة الضوء”[24].
(4) نسبية حركة الأجسام:
وقوله تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللّهُ وَعْدَهُ وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ) الحج 47؛ تأكيد لمماثلة مسافة يوم لمسافة ألف سنة في مقام تصوير أمر يستعجل قوم النبي صلى الله عليه وسلم قدومه إنكارًا مما يؤكد أنه يمضي بأقصى سرعة Uppermost speed, والتعبير عِندَ رَبّكَ لا يعني في حق الذات العلية التحيز وإنما يعني وفق تدبير الله تعالى في الكون كله, ويستقيم فيزيائيا أن يحمل ذلك الأمر القادم بأقصى سرعة نحو الأرض فلا يحتاج معها مزيد استعجال على القوى المعبر عن سرعتها بسرعة الضوء, والسنة في عرف العرب منذ القدم مبنية على حركة القمر في 12 دورة حول الأرض, وإن قلت علي كالأسد فالتشبيه يعني أن علي جسور ولكنه لا يتجاوز الأسد المشبه به في وجه الشبه, وفي التعبير وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ لا تتجاوز كذلك مسافة اليوم بأقصى سرعة مقدرة مسافة ألف سنة بحركة ما تبنى على حركته السنة, ويصلح الوصف مّمّا تَعُدّونَ لتمييز حركة القمر المتضمنة سياقا والتي تبنى عليها السنة ولا يصلح أن يكون تمييزا للسنة القمرية لأنه يحدد مُختار من متعدد وهم لم يستخدموا غيرها في التقويم, وهو يعني من الذي تحسبون وتظنون وليست السنة محل ظن, وبذلك يشترط السياق لتعريف أقصى سرعة أن تكون حركة القمر وفق ما يحسبون ويظنون وإن كانت الحقيقة بخلافه, والمراقب الأرضي لا يدرك بالعين المجردة نسبة التغير Variation Ratioفي البعد أو السرعة فيظن أن مدار القمر يخلو منها كما لو كانت حركته منسوبة للنجوم في دائرة كاملة الاستدارة Perfectly circular orbitوكأنها في نظام معزول Isolated Systemخالي من تأثير الشمس لأن حركة القمر مع الأرض حول الشمس لا يعاينها إلا مراقب خارج النظام الشمسي, ولذا بنسبة الحركة للنجوم واستبعاد نسبة التغير من القيمة الوسطية يتحقق المقياس المطلوب لبيان حد السرعة في معادلة ثابتة كلا طرفيها معزول عن التأثير الخارجي.
(5) قيمة مطابقة لسرعة الضوء:
لتعيين النسبة الثابتة Basic Ratioمن السرعة الوسطية المطلوبة للقياس على المدار القمري والتي لا تخضع لتغير؛ يمكن عند أي نقطة على مدار ناقص الاستدارة Ellipseتحليل السرعة المدارية Orbital Velocityإلى مركبتين متعامدتين إحداهما عمودية على القطر وتسمى السرعة الزاوية Angular Speedوقيمتها ثابتة في كل النقاط على المدار والثانية تسمى السرعة القطرية Radial speedوتختلف قيمتها من نقطة لأخرى وهي المسئولة عن نسبة التغير Zeilik and Smith, Introductory Astronomy and Astrophysics, 1987, p17.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
والسرعة الثابتة القيمة تسمى أيضا السرعة المماسية Tangential Velocityلأنها المسئولة عن الحركة الأمامية, وفي حالة القمر تكافئ نسبتها تماما نسبة مركبة السرعة الوسطية في الاتجاه الأصلي بعد دورة: 0.8915725423 حوالي 0.89, ولذا نسبة التغير في سرعة القمر حوالي 0.11 Encyclopedia Britannica.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
ويسمى اليوم الأرضي بالنسبة للنجوم باليوم النجمي Sidereal dayوطوله 86164.09966 ثانية, ويسمى الشهر بالنسبة للنجوم بالشهر النجمي وطوله 27.32166088 يوما, وقيمة السرعة الوسطية للقمر حوالي 1.023 كمثانية Laros Astronomy, p.142, والقيمة 1.022794272 حوالي 1.023 كمثانية تجعل قيمة المسافة التي يقطعها القمر حول الأرض في دورة في النظام المعزول: 2.152612269 مليون كم, وتجعل المسافة المقطوعة في 12000 دورة: 25.831347230 بليون كم, وبالتالي تكون قيمة السرعة القصوى مسافة 12000 مداريوم: 299792.458 كمثانية, وهي نفس القيمة في الفيزياء موسوعة أكسفورد ص316.
السرعة الكونية الحدية القصوى = مسافة ألف سنة قمريةيوم في النظام الأرض قمري المعزول =25.831347230 بليون كم86164.09966 ثانية = 299792.458 كمثانية.
(6) قيم مطابقة لعناصر حركة القمر:
لم تبلغ سرعة الضوء في الفراغ تلك القيمة المتناهية الدقة إلا بعد جهود مضنية, وأما القيمة التقريبية المستخدمة عمليا في القياسات الفلكية فهي 300 ألف كمثانية, وبالمثل يكفي التقريب فلكيا لتعيين قيم مدار القمر, ورغم تفاوت درجة التقريب قليلا من مرجع إلى آخر تتحقق المماثلة في العلاقة المفترضة في القرآن الكريم, وتدفع تلك المماثلة إلى المزيد من التدقيق في تعيين مدار القمر وفق العلاقات المعلومة للشكل الناقص الاستدارة.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
Eccentricity deviation from circle e = ae/a; Variation ratio of velocity V or distanceR:
2e; Moon’s near distance perigee P = a 1 – e; Moon’s far distance apogee A = a 1+e;
Semi-major axis of the lunar orbit a = A + P/2 = 2R/ {1 + 1 – e²0.5}; Semi-minor axis b=
{a² – ae ²}0.5; Mean distance R = a + b/2; orbit length L = 2π R = V × Revolution period T’;
Mean velocity V = 2π R/T’; angle Ø = 360 T’/Y’, where Y’ is the revolution period of the earth.
وباستخدام أدق معلومات علمية متاحة كانت النتائج على الوجه التالي: قيمة الانحراف عن الدائرة e = 0.054213728855043015حوالي 0.055, ونصف المحور الأكبر = 384546.3752 كم, ومتوسط بعد القمر عن الأرض المسافة بين المركزين = 384263.6095 كم, وأقرب مسافة = 363698.6823 كم, وأبعد مسافة = 405394.0681 كم, وهذه النتائج المستمدة من تلك العلاقة في القرآن تماثل القيم التي اعتمدها مايكل زيليك وإليسك سميث في كتابهما حول الفلك والفيزياء الفلكية باعتماد القيمة التقريبية للانحراف عن الدائرة حوالي 0.055 والقيمة 384405 كم لنصف المحور الأكبر, وهي على النحو التالي: أقرب مسافة للقمر = 363263 كم, وأبعد مسافة = 405547 كم[25], وهذا التماثل يضيف مزيدا من الاحترام لتلك العلاقة العجيبة.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
(7) سرعة الضوء هي الأنسب للقياسات الفلكية:
توصل أورت Oortعام 1950 إلى أن عالمنا الكوكبي محاط بسحابة سميكة من المذنبات تسمى بسحابة أورت Oort Cloud, والجزء الداخلي مسطح بمستوى مدارات الكواكب والخارجي كروي تتحرك فيه المذنبات من كل جانب ويمكن أن ترجم أي عابر إذا تواني, وحزام المذنبات ذات المدارات قصيرة الأمد دون 200 سنة يسمى بحزام كويبر Kuiper Belt, وفي عام 2003 اكتشف كوكب عاشر على بعد 97 وحدة فلكية الوحدة الفلكية هي متوسط المسافة من الأرض للشمس وهي حوالي 150 مليون كم, ويتسع الجزء الداخلي لكوكب آخر حادي عشر يعقبه على بعد لا يزيد عن يوم ضوئي 172.7 وحدة فلكية, وبذلك يتفق اختيار مسافة يوم ضوئي مع حدود عالم المخاطبين من الكواكب في الحدود الدنيا للأجرام السماوية أو السماء الدنيا في تعبير المفسرين مصداقا لقوله تعالى: (إِنّا زَيّنّا السّمَآءَ الدّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ. وَحِفْظاً مّن كُلّ شَيْطَانٍ مّارِدٍ. لاّ يَسّمّعُونَ إِلَىَ الْمَلإِ الأعْلَىَ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلّ جَانِبٍ. دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ. إِلاّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) الصافات 6-10، قال الشوكاني: “أراد بقوله فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ المسافة التى بين الأرض وبين سماء الدنيا”[26], وقال الألوسي: “ألف سنة.. مسافة ما بين الأرض ومحدب السماء الدنيا”[27].
(8) عمر الكون وامتداده:
في سياق الإنذار بدمار الأرض وهلاك أهلها كذلك مع تقارب أطراف الكون وإن بدا حده بعيدا وردت نفس القيم في قياس أكبر يُمكن حمله على أقصى بعد؛ يقول تعالى: (سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ. لّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. مّنَ اللّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً. إِنّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَنَرَاهُ قَرِيباً. يَوْمَ تَكُونُ السّمَآءُ كَالْمُهْلِ. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ. وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيما) المعارج 1-10، والْمَعَارِجِ جمع لاسم المكان مَعْرَج كأدق وصف للآفاق الممتدة حيث تسري القوى بانحناء كمشية الأعرج, والاكتشاف بأن مسارات القوى منحنية دفع الفيزيائيين لإطلاق تعبير الكون المنحني Curved Universe, وفي اللغة: “تعارج حاكى مشية الأعرج وعرَّجه ميَّله وتعرَّج مال والتعاريج المنحنيات والعرجون العذق المعوج”[28], والملائكة والروح رسل هداية لا تنقطع عن الإبلاغ إلى أن يعود كل شيء إلى الله لا سواه بيانا لوحدانيته تعالى وتفرده, وهم حضور في قياس مسافة لا يقطعها جسم مادي محدود السرعة في كون متغير الأبعاد مما يعني أنه عامر بالساجدين, قال جوهري: “أخذ يستأنف مبينا ارتفاع تلك الدرجات.. فليس المراد المدة بل بعد المدى.. وقدم الملائكة لأنهم في عالم الأرواح.. العالم المبرأ عن المادة لأنه.. لا يُرتقى إلى تلك المعارج إلا بالكشف العلمي أو الخروج عن عالم المادة”[29], وقال البيضاوي: “استئناف لبيان ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها”[30],وقال البغوي: “المسافة من الأرض إلى منتهى السماء”[31].. يعني “إلى منتهى أمر الله تعالى”[32], وقال الألوسي: “الكلام بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها.. والمراد أنها في غاية البعد والارتفاع”[33].. و”العروج في الدنيا.. روِي هذا عن ابن إسحاق ومنذر بن سعيد ومجاهد وجماعة, وهو رواية عن ابن عباس أيضا”[34].
وتُقاس الأبعاد فلكيا بوحدة الزمن المناسبة وأقصى سرعة, فنقول يبعد القمر حوالي ثانية ضوئية وتبعد الشمس ثمان دقائق ويبعد أقرب نجم 4.3 سنة, فإذا كانت القيمة ألف سنة في يوم تعبيرًا عن أقصى سرعة تكون القيمة خَمْسِينَ في السياق تعدادا لأقصى وحدة زمن, وأكبر وحدة زمن فلكيا هي سنة الشمس وهي مدة دورتها حول مركز المجرة وقيمتها حوالي 250 مليون سنة, ولكي يقطع شعاع من الضوء المسافة إلى طرف الكون الممكن الرصد يحتاج إلى عمر الكون, والعجيب أن القيمة خَمْسِينَ في مقام بيان أكبر وحدة زمن في عالمنا لقياس أكبر مسافة ممكنة الرصد بأقصى سرعة في الكون وهي ألف سنة في يوم تحقق تماما نفس القيمة المعلومة حاليا لعمر الكون حتى الآن 50× 250 مليون وهي حوالي: 12.5 10-15 بليون سنة[35].
(9) حركة الأرض وكافة النجوم والتوابع:
التعبير مما تعدون يجعل قيم حركة المقياس أساسية فيقيم علاقة ثابتة في نظام معزول عن التأثير الخارجي مثل كافة قوانين حركة الأجسام, وهو يفيد معنى الظن غير المطابق للحقيقة فيدل بمعناه على حركة الأرض حول الشمس وحركة النجوم الثوابت بخلاف ما يعدون, قال جوهري: “أرضنا إذن دائرة غير دائرة نحن نراها ساكنة ولكنها دائرة لا تهدأ”[36], “ومن جملة سيارات شمسنا هذه الأرض التي نحن عليها والقمر ملتزم بها ويدور عليها ومعها على الشمس”[37], إذن: “دوران الأرض حول الشمس ليس غير مخالف للقرآن فحسب بل له منه دلائل”[38], وقال الألوسي: “فيه دليل على أن الشمس متحركة.. على مركز آخر كما تتحرك الأرض عليها”[39], وأن: “للثوابت حركة”[40], وفي قوله تعالى: “لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” يس 40؛ قال القاسمي: “التنوين في لفظ كُلٌّ عوض عن الإضافة للأجرام والمعنى كل واحد من أجرام السماء كالشمس والقمر في فلك خاص به يسبح بذاته”[41], وقال ابن عاشور: “المراد تعميم هذا الحكم للشمس والقمر وجميع الأجرام وهي حقيقة علمية سبق بها القرآن”[42], وكل البشر يعاينون آيات السماوات كالشمس والقمر تمر عليهم, ولكن القرآن يجعل سكون الأرض نسبي دالا على حركتيها اليومية والسنوية بتقريره أنهم هم الذين يَمُرّونَ على آيات السماوات وهم على ظهرها كما يمرون على آيات الأرض وهم على ظهر المركوبات السيارة ولا يعتبرون, يقول تعالى: “وَكَأَيّن مّن آيَةٍ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ” يوسف 105.
(10) علاقة تؤيد وحدة الأجرام في الأصل والنظام:
من المعلوم رياضيا أن السرعة في النظام المعزول لجسمين Isolated two-bodies systemثابتة القيمة, وإذا كان التعبير “مما تعدون” يجعل سرعة القمر حول الأرض في نظام معزول لقياس الثابت الكوني للحركة فمعنى ذلك أنه يقيم علاقة ثابتة بين سرعته أو بعده وبين فترة دوران الأرض حول نفسها في النظام المعزول, فهل يمكن أن نستنطق تلك العلاقة المفترضة عن مولد النظام لتعيننا على حل إشكاليات الفرضيات المتضاربة؟.
والعلاقة الأساسية هي: c = 12000 V’ T’/t’, حيث cسرعة الضوء, V’ سرعة القمر, T’ الشهر النجمي, t’ اليوم النجمي, ويمكن صياغتها كالتالي: V’T'/t’ = 24.98270483, وعندما يكون بعد القمر في النظام المعزول R’ = صفر فهذا يعني أنه على طرف الأرض الأولية وتكون T’ = t’, ولذا تكون سرعة دوران الأرض حول نفسها = 24.98270483 كمثانية, وحينئذ لا يتبقى من بعد القمر حاليا Rإلا قيمة تمثل نصف قطر الأرض الأولية r = 41664.7263كم, وبالتالي يكون زمن دورة الأرض الأولية حول نفسها = 10478.73711 ثانية, أي ما يقارب 2.5 ساعة وهي نفس القيمة المفترضة فلكيا إذا كانت النشأة بنفس الآلية.
سرعة الضوء في القرآن الكريم
والنسبة r/R) )هي نفس نسبة تغير السرعة 2e))ولذا يمكن بمعرفة البعد Rتعيين نسبة التغير في أي وقت على طول التاريخ لأن القيمة rثابتة, وعند التماس: r/R = 2 e = 1 – cos. Ø = 1ولذا تنعدم مركبة سرعة القمر في الاتجاه الأصلي بعد دورة cos. Ø= صفر, ولا يتبقى حينئذ من سرعة القمر سوى مركبة السرعة الناجمة عن الحركة حول الشمس مما يعني نشأة النظام على طرفها ولذا يكون اتجاه سرعة القمر حينئذ عموديا على الأرض مماسيا للشمس Ø = 90درجة, وعلى هذا قد نشأ القمر مع الأرض مع نشأتها نفسها على طرف الشمس, ولعل هذا يفسر خصوصياته الفريدة التي جعلته يسمى بالكوكب التوأم Twin Planet.
وعند التماس مع الشمس يمكن معرفة زمن دورة الأرض Y’ حول الشمس Y’ = T’ 360/Ø = 4t’, ومن العلاقة: سنةيوم اقتراني = سنةيوم نجمي – 1؛ يمكن حينئذ تعيين طول اليوم الاقتراني للأرض الأولية, وقيمته حوالي 4 ساعات 13971,64948 ثانية وهي نفس القيمة المفترضة جيولوجيا بإتباع أساليب أخرى.
والعلاقة الأساسية 2π R’/t’ ×c = 12000يمكن صياغتها كالتالي: t’ R’ = 3.976120966, أي أن بعد القمر مرتبط بطول اليوم في علاقة ثابتة, فإذا كان بعد القمر وطول اليوم عند النشأة أقل فلا بد أن القمر في ابتعاد واليوم في ازدياد, وهذا معلوم فلكيا حاليا ولكن العلاقة في النظام المعزول تضيف قيمة رقمية محددة.
وبمعرفة نصف قطر الأرض عند النشأة واعتماد كتلتها Mحاليا 5.9736×1024 kg. يمكن معرفة كثافة الجسم الأم للأجرام الثلاثة 3M/4π r3: 19.7170496كجم3, وهي أقل بحوالي 50 مرة من كثافة الماء 1000 kg. /meter3وأكبر بحوالي 15 مرة من كثافة الهواء عند سطح البحر 1.3 kg. /meter3وتلك سمات سديم Nebula, ولذا يمكن الافتراض بتشكل النظام الحركي Dynamicsللأرض والقمر عند تشكل سدم المجرة ذاتها منذ حوالي ضعف عمر قشرة الأرض, والقيمة 300934.1569 km. هي الزيادة في بعد القمر منذ النشأة ولذا القيمة 8.4 بليون سنة لتشكل سدم المجرة تجعل معدل تباعده: 3.6 سمسنة, وهي تماما نفس القيمة المعلومة فلكيا بالقياس بالليزر منذ رحلة أبوللو 11 عام 1969 ووضع عواكس على سطحه[43].
والكون إذن ليس أبدي وإنما تشكل في فترات مقدرة بلا توقف أو تردد كما لو كانت ستة أيام متلاحقة, وكالرضيع قدرت أيام حمله كذلك قدرت أحوال الأرض في يومين من الستة قبل الولادة, ومن بدء الحمل إلى البلوغ أربعة أيام, وهو نفس التمثيل في قوله تعالى: “قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ” فصلت 9و10, فإذا كانت النشأة الحقيقية حركيا للأرض ترجع إلى حوالي 8.4 بليون سنة قبل أن تعمر بالنبات الذي بدأ يطلق أكسجين الجو منذ حوالي 0.25 بليون سنة علامة على تكامل البناء؛ وإذا كان تشكيل الأرض في أربعة أيام تمثيلا يكون الكون في ستة أيام فيكون عمره الفعلي بنفس القيمة المعروفة الآن: حوالي 12.5 10-15 بليون سنة.
وإذا كان الكون قد اكتمل منذ 0.25 بليون سنة وتطاول الزمن حتى أصبحت سنة التقويم 365.24219 يوما وبالشهور الحالية 12.368 شهرا في 8.4 بليون سنة؛ تكون السنة عند اكتمال الكون 12 شهرا مما يمنح فهما أعمق لقوله تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ” التوبة 36, ونظير الستة أيام يتأكد رياضيا أن عمر الكون بنفس القيمة المعروفة الآن: حوالي 12.5 10-15 بليون سنة.
وبعد القمر عند التماس R’ = صفر انعكاس لبعد مداره الفعلي R’=rفيكون متوسط بعده R = 2r, وتكون نسبة تغير سرعته r/R = 2 e = 1 – cos. Ø = 0.5, وهذا يعني أن مركبة سرعته في الاتجاه الأصلي بعد دورة والناجمة عن تأثير الأرض تماثل المركبة الناجمة عن الشمس cos. Ø = 0.5, وبهذا يكون قد نشأ في نقطة الاتزان بين الشمس والأرض عند الزاوية المركزية Ø = 60درجة, ومع تضاعف بعده تقل سرعته إلى النصف وتعكس مركبتها في الاتجاه الأصلي سرعة الهروب من الأرض 6.245676208 كمثانية, وبافتراض وحدة النشأة حركيا من جسم واحد متجانس؛ تتناسب سرعات الهروب مع الكتل أو أنصاف أقطارها V1/V2= r1/r2, V13/V23= M1/M2, ولذا بمعرفة كتلة الشمس حاليا 1.99×1030 kg. وكتلة القمر 7.35×1022 kg. تكون قيمة سرعة الهروب من الشمس 432.963991 km. /sec., ونصف قطرها 2888290.327 km., وسرعة الهروب من القمر 1.441882483 km. /sec., ونصف قطره 9618.756561 km., وللتأكد من دقة الحساب تكون كثافة الشمس أو القمر مماثلة تماما لكثافة الأرض.
كثافة الأرض = 3×5.9736×1024/{4×3.1415926535898×41664726.33} = 19.7170496 كجم3.
كثافة الشمس = 3×1.99×1030/{4×3.1415926535898×28882903273} = 19.7170496 كجم3.
كثافة القمر = 3×7.35×1022/{4×3.1415926535898×9618756.5613} = 19.7170496 كجم3.
ويمكن تعيين قيمة ثابت الجاذبية العام Gعند نشأة النظام بتطبيق قانون المقذوفات V² = 2MG/rحيث Vسرعة الهروب, Mالكتلة, rنصف قطر أي جرم؛ لتبين هل هو ثابت على الدوام أم هو ثابت نسبي الآن, وللتأكد من دقة الحساب نجد قيمته واحدة بتطبيق قانون المقذوفات سواء على الأرض أو على الشمس أو القمر: 1.36038342×10-19 km.3/kg./sec.2؛ وهي تتفق مع ما توقعه الفيزيائي بول ديراك Paul Dirac 1902-1983بأنها أكبر في الماضي لأنها حوالي ضعف القيمة حاليا 6.67×10-20 km.3/kg./sec.2.
ثابت الجذب العام Gعند نشأة مجرة درب التبانة بتطبيق قانون المقذوفات G = V² r/2Mعلى:
الأرض = 6.245676208² × 41664.7263/ 25.9736×1024 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
الشمس = 432.963991² × 2888290.327/ 21.99×1030 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
القمر = 1.441882483² × 9618.756561/ 27.35×1022 = 1.36038342 × 10-19 كم3كجث2.
وهكذا يمكن لتلك العلاقة المفترضة في القرآن أن تجيب على بعض ما يحيرنا بخصوص بدايات التكوين, فعند النشأة مثلا تتساوى مدة دورة القمر حول نفسه مع مدة دورته حول الأرض كحالته الآن مما يقوي احتمال مواجهته للأرض بنفس الوجه منذ النشأة خاصة أنه بيضي الشكل Ovoidمع اتجاه المحور الأكبر نحو الأرض, ولم يتقرر نظام حركة الأرض حول الشمس والقمر حولها عند تكون قشرتها وإنما يمتد إلى عهد تكون المجرة, ولو تأملنا تلك العلاقة بين الأرض والقمر رياضيا يتضح أنها ليست إلا وجها مما يعرف بقانون ثبات العزم الزاوي Angular momentum conservation, وهو يعني أن قيمة الحركة حول مركز دوران في النظام المعزول لأي جسم كحصيلة لكتلته Mوسرعته Vثابتة مهما كان بعده Rمن مركز الدوران MVR= ثابت, والعلاقة المفترضة هي: R/t= ثابت, ونتيجة لوحدة القيم عند اتصال القمر بالأرض يمكن التعبير عنها كالتالي: R/t = VR= ثابت, وكتلة القمر في النظام المعزول ثابتة فتكون MVR= ثابت وهي نفس صيغة القانون, ويمكن باستخدامه تأكيد فقدان القمر أثناء تكونه لنسبة من كتلته قيمتها حوالي 16.7% من قيمة كتلته الأصلية, وهي نسبة معقولة بالنظر لتبدد كل الغلاف الغازي للقمر نتيجة لقلة كتلته مقارنة بالأرض ذات السقف المحفوظ.
ويمكن التحقق كذلك من فرضية وحدة النشأة باعتبار حركة القمر في النظام المعزول بصمة للماضي السحيق منذ تشكل المجرة ذاتها؛ لأن بعد الأرض عن الشمس باعتبار نظام حركتها معزولا ابتداءً سيظل بالمثل في علاقة ثابتة مع مدة دورة الشمس حول نفسها وفق القيمة الثابتة للسرعة الابتدائية 432.963991 km. /sec., ومدة الدورة الاستوائية للشمس حاليا تزيد قليلا عن 25 يوما, والمذهل أن القيمة 25.12694896 يوما تحقق تماما البعد الوسطي للأرض حاليا والذي يُستخدم في القياسات باسم الوحدة الفلكية: 149597870 km., وكما ترى وحدت العلاقة بين حركة القوى والأجسام وتضمنت جملة حقائق كشفتها الأيام وكأنها رسالة مشفرة لأهل عصرنا خاطبتهم بلغة المعادلات كما يجيدون وتألقت ليدركوا الغرض كما صنعت عصا موسى عليه السلام.
(11) دليل في تاريخ الوحي على وحدانية المبدع القدير:
في تاريخ الوحي ما يؤيد أن تعبير “يوما واحدا عند الرب كألف سنة” يعني: “سرعة مجيء يوم الرب” 2 بطرس 32-14, وهي أقصى سرعة في الكون كله حيث يقع الهلاك بغتة لا يسبقه نذير؛ ولذا وفق تعبير الكتاب: “سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها” 2 بطرس 32-14, والكون كله بسمواته وأرضه قائم بأمر الله كن منذ بدء الخلق: “السماوات كانت منذ القديم والأرض بكلمة الله قائمة” 2 بطرس 32-14, فيرجع الكون كله إلى نفس هيئته الأولى وإن تباينت اليوم الأشكال وبنفس مقدار مادة البناء الأساسية ذات السرعة المقدرة الواحدة التي لا تتجاوزها قوة وإن كانت هائلة لأن كل شيء وجد بأمر واحد هو كلمة الله القدير كن, ووحدة السرعة الحدية للانتقال في الكون وثباتها مظهر في الكتاب للتقدير وسرمدية الخالق ووحدانيته لذا قال: “من قبل أن توجد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله.. لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم”؛ وإن بالغ الكاتب فنقض ثبات التقدير بقوله “لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل” المزامير 902-4, وفي الكتاب أمر الله قد أتى وقوى الدمار تقترب مسرعة: “ولولوا لأن يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء” إِشَعْيَاء 136, “ليرتعد جميع سكان الأرض لأن يوم الرب قادم” يوئيل 21, “كلص في الليل هكذا يجيء لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتةً كالمخاض للحبلى فلا ينجون” 1تسالونيكي 52و3, “قريب يوم الرب العظيم قريب وسريع جدا” صفنيا 114.

(12) أصالة القرآن وتكميل ما سبق:
التعبير مما تعدون الذي تفرد به القرآن هو “مفتاح القياس”, وهو يجعل حركة القمر حول الأرض كمقياس للمسافة في نظام معزول ويقيم معادلة ثابتة تؤيد وحدة الأجرام في الأصل والنظام, وثبات التقدير في القرآن وتفرده بتكميل العلاقة يدفع شبهة النقل عما سبق, ألهذا قال النبي عيسى عليه السلام يوما ما لأتباعه: “إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل بكل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم” يوحنا 1612-15, وقال لقومه: “أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه”! متى 2142-44, ولا تبعد تلك الغلبة والتكميل وجمع ميراث النبوات في وصف النبي عيسى عليه السلامللنبوة بعده التي يكتمل بها البناء عن غلبة القرآن والتكميل وجمع ميراث النبوات في قوله تعالى: “وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ” المائدة 48.

نشر في : 1:07 PM |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

Monday, November 19, 2012

See how children of Gaza express themselves. Here is my little sister spontaneously answers a very gloomy questions. This child is supposed to live in peace, she is not supposed to deal with such situation.
I leave you to watch.

Menna talks about the massacre on Gaza

See how children of Gaza express themselves. Here is my little sister spontaneously answers a very gloomy questions. This child is supposed to live in peace, she is not supposed to deal with such situation.
I leave you to watch.

نشر في : 9:22 PM |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

Saturday, October 27, 2012



أعود اليكم أحبتي بعد طول غياب، والحمد لله رب العالمين جايبلكم معي برنامج خفيف نضيف وابن حلال

________________________________


Connectify Pro 3.7.0.25374
وهو برنامج يحول جهازك( المتصل بشبكة لاسلكية) الى راوتر يوزع نت وله مميزات عديدة سنراها الان باذن الله!



ببساطة!
البرنامج هو أداة لتحويل جهاز الكمبيوتر او اللاب توب الى راوتر او اكسس بوينت
بالتالي بامكانك توزع وصول للانترنت بمحيطك القريب!
من الاخر يوفر عليك شراء راوتر جديد
====
يعني بتربط عدة اجهزة ببعضها وبتمكنها من الاتصال بالانترنت من خلالك! جميييييل
يمكنك ربط أي عدد من الأجهزة إلى الشبكة بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة ، والهواتف ، ونظم الألعاب ، وأكثر
وتكون الاجهزة محمية بكلمة مرور انت تختارها و باتصال واحد و انت تتحكم بألاجهزة المتصل
ولتشغيل البرنامج لازم يكون عندك Wireless او لابتوب مدموج به ويرلس


جديد النسخة 3.7
بامكانك التخلص من الاعلانات المقرفة! في اي صفحة
تسريع التصفح خصوصا لمستخدمي نظام اندرويد ( الجولاات الحديثة)
يعمل على ويندوز8 بشكل فعال( ما في مشاكل)
بالنسبة للبرو PRO يعني احنا لانو البرنامج كامل طبعا^^
ما في اعلانات مع البرنامج وما في اي خرابيش على الشاشة
وتم اضافة شاشة لتصحيح اي خطأ يظهر ولمتابعته مع الشركة
====
تحكم كامل بالشبكة! تقدر تعرف مين متصل بالشبكة وتشبك وتفصل الاتصال عن اي شخص عالشبكة الي انتا عاملها


_
_
.
تسطيب البرنامج بسيط جدا!
////////////////////////////

اما عمل الكراك عشان النسخة تصير كاملة!

1 اخر مرحلة بالتسطيب يطلب اعادة تشغيل، لا تعيد التشغيل
2 افصل الانترنت ( ضروري)
3 شغل البرنامج
4 ادخل رمز التفعيل ( مرفق )
5 اعد تشغيل الجهاز
6 وقف التحديث ( ضروري )
-----------------------------------------------
الصفحة الرسمية للبرنامج
Your Hotspot, Your Way - Connectify
========


السيريال والكيجن مرفق بالتحميل ! دعواتكم


http://www.mediafire.com/?ce9x9bxpk5dfem1




Connectify Hotspot PRO 3.7.0.25374 لجعل جهازك يعمل كنقطة وصول للويرلس



أعود اليكم أحبتي بعد طول غياب، والحمد لله رب العالمين جايبلكم معي برنامج خفيف نضيف وابن حلال

________________________________


Connectify Pro 3.7.0.25374
وهو برنامج يحول جهازك( المتصل بشبكة لاسلكية) الى راوتر يوزع نت وله مميزات عديدة سنراها الان باذن الله!



ببساطة!
البرنامج هو أداة لتحويل جهاز الكمبيوتر او اللاب توب الى راوتر او اكسس بوينت
بالتالي بامكانك توزع وصول للانترنت بمحيطك القريب!
من الاخر يوفر عليك شراء راوتر جديد
====
يعني بتربط عدة اجهزة ببعضها وبتمكنها من الاتصال بالانترنت من خلالك! جميييييل
يمكنك ربط أي عدد من الأجهزة إلى الشبكة بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة ، والهواتف ، ونظم الألعاب ، وأكثر
وتكون الاجهزة محمية بكلمة مرور انت تختارها و باتصال واحد و انت تتحكم بألاجهزة المتصل
ولتشغيل البرنامج لازم يكون عندك Wireless او لابتوب مدموج به ويرلس


جديد النسخة 3.7
بامكانك التخلص من الاعلانات المقرفة! في اي صفحة
تسريع التصفح خصوصا لمستخدمي نظام اندرويد ( الجولاات الحديثة)
يعمل على ويندوز8 بشكل فعال( ما في مشاكل)
بالنسبة للبرو PRO يعني احنا لانو البرنامج كامل طبعا^^
ما في اعلانات مع البرنامج وما في اي خرابيش على الشاشة
وتم اضافة شاشة لتصحيح اي خطأ يظهر ولمتابعته مع الشركة
====
تحكم كامل بالشبكة! تقدر تعرف مين متصل بالشبكة وتشبك وتفصل الاتصال عن اي شخص عالشبكة الي انتا عاملها


_
_
.
تسطيب البرنامج بسيط جدا!
////////////////////////////

اما عمل الكراك عشان النسخة تصير كاملة!

1 اخر مرحلة بالتسطيب يطلب اعادة تشغيل، لا تعيد التشغيل
2 افصل الانترنت ( ضروري)
3 شغل البرنامج
4 ادخل رمز التفعيل ( مرفق )
5 اعد تشغيل الجهاز
6 وقف التحديث ( ضروري )
-----------------------------------------------
الصفحة الرسمية للبرنامج
Your Hotspot, Your Way - Connectify
========


السيريال والكيجن مرفق بالتحميل ! دعواتكم


http://www.mediafire.com/?ce9x9bxpk5dfem1




نشر في : 10:29 AM |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

Tuesday, October 23, 2012


One day, my grandfather held my hand and said:"set and let me tell you a little story". That day I was hanging out with my friends and came by my grandfather's house- where I was born. Anyhow, He told me a story I will never forget.
Once upon a time there was a young man who used to daily hangout with his friends. His father said to him that MAN is known by his friends, so be careful my son. Son didn't think of that much and just continued to bring his friends home; eating, drinking, playing and smoking.
On day, the son came to his father trembling and so yellow: "oh father I think I killed someone and I don't know what to do". His father stared in his eyes and said:"get your so-called friends to help you with this". The son's face came red and he told his father that for sure they will help him. Unfortunately, he went to all of them and they all failed him claiming that its too dangerous saying" you are on your own, we must tell the police". However, the son went home with an empty hand. His father said" I knew it, the are not a real friends". " look son, go and bring me a sheep so we slaughter it and cut into pieces then we shall put it in a bag". The son did so. After that, the father told the son to go to a so called area where a friend of the father's lives there and the son shall tell him:" My father tells you that he is in trouble, please come with me". And so the the friend got home along with the son. When they got there, the father told his friend that he had killed someone and he needs his help in burying and covering the murder. At once, the friend said:" OK. where is the body? lets do it". The father smiled to his son. And so the went to a far place where they can bury the body ( the cut sheep). They buried it and went home. Ironically, the father told his son:" that what is meant by a FRIEND."
I guess no friends still behave like this with each other. Don't you agree ?

Friendship true story


One day, my grandfather held my hand and said:"set and let me tell you a little story". That day I was hanging out with my friends and came by my grandfather's house- where I was born. Anyhow, He told me a story I will never forget.
Once upon a time there was a young man who used to daily hangout with his friends. His father said to him that MAN is known by his friends, so be careful my son. Son didn't think of that much and just continued to bring his friends home; eating, drinking, playing and smoking.
On day, the son came to his father trembling and so yellow: "oh father I think I killed someone and I don't know what to do". His father stared in his eyes and said:"get your so-called friends to help you with this". The son's face came red and he told his father that for sure they will help him. Unfortunately, he went to all of them and they all failed him claiming that its too dangerous saying" you are on your own, we must tell the police". However, the son went home with an empty hand. His father said" I knew it, the are not a real friends". " look son, go and bring me a sheep so we slaughter it and cut into pieces then we shall put it in a bag". The son did so. After that, the father told the son to go to a so called area where a friend of the father's lives there and the son shall tell him:" My father tells you that he is in trouble, please come with me". And so the the friend got home along with the son. When they got there, the father told his friend that he had killed someone and he needs his help in burying and covering the murder. At once, the friend said:" OK. where is the body? lets do it". The father smiled to his son. And so the went to a far place where they can bury the body ( the cut sheep). They buried it and went home. Ironically, the father told his son:" that what is meant by a FRIEND."
I guess no friends still behave like this with each other. Don't you agree ?

نشر في : 4:12 PM |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

Wednesday, September 26, 2012

 في خريف شتائي

في خريف شتائي سقطت بلورات الثلج من قلمي كما الأوراق الصفراء من شجر البلوط، وراحت تغازلني الخزامى، وترجو: أرجوك لا تأتي بالشتاء. لعلها ظنت ما الخريف الا أوراقي التي كُتبت بقطرات الشتاء.

نظرة على الحياة في تأملات الماء

نبحر في الدنيا كقارب صغير، يحمل بين ضلوعه براءة الحياة. ونعجب لتلك القوارب الكبيرة الجوفاء، على الرغم أن كل منّا يحمله الماء. والكل يخشى العواصف الهوجاء وبرد الشتاء وثورة الماء. وما أن تأتي تلك الليالي الظلماء حتى تنزع البراءة ويقلب القارب، وتتناثر أوراقنا المختبئة في الهواء. ونصحو على شقشقة عائدين لحطام القارب لنبني من جديد. هذه هي الحياة!

تخللتني الألحان وأنا أكتب هذا، فكان مني:

امشي على اللحن واقترب , ولست عنها بمغترب. هي الايام ذات طبع متقلب , هي دول ذات حال مضطرب. واعلم ان في اللحن انهار لو فاضت حل الدمار ولو هانت طلع النهار وترعرع الصبار . على درب غدير وهدير وحفيف وخرير وشقشقه وزقزقه ورفرفه وهرطقه، أجل وجدت المطرقة !

ان صح التعبير!

لكل أمر مراد، والمراد يجاز بفكر المريد، ويظهر بفعله، ويزداد بتركيب الفكر على الفعل. أما الإرادة فمن أرادها فعل ولم يسند للتفكير. هي ( الإرادة) ذات ارث قديم، من أخذ بها أخذ بحظ وافر، ومن تركها جاءت اليه الأفكار وهربت منه الأفعال. كإثنان أحدهما رأى نفسه متخما بالأفكار، أو انه سمين البنية، وشاء أن يجعل نفسه أكثر اتزانا، صحة، أو حتى يخلص من نظرات الاخرين، لكنما أراد. فهم بالحل وفعل. والاخر جعل يفكر بالحل ويأخذ الحسبان، ويأكل، ففكر بكل الطرق ولم يفعل أي منها. مقتضبا: وما نيل المطالب بالتمني   ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

زرقة السماء في الباحة

السماء هناك، والشمس رقيقة في بطنها، والغيوم تجيئ وتهرب ولا يهمني أمرها طالما أنها هناك وتروقني.
كنت مستلقيا في باحة خضراء، أرقب السماء بنظرة عيني التي أدخلت لقلبي صورة، ومنها بتيار كهربائي عصبي الى عقلي، فتدبرت اللحظة. لكن أذني مشغوله بضوضاء من حولي، فتركت السماء، ولقطت الأرض، فرأيت هذا يمازح وتلك تأكل، هذا يلعب، وتلك لا تنفك تتكلم بصحبتها. وغمرة من الأفكار دفعت رأسي لليمين، جعلتني أيقن مدى روعة النظر للسماء، وكم هي الأرض خفيفة. لكنما سرعان ما أردكت أن المشترك بيننا هو وقوعنا على تلك البقعة، الباحة الخضراء. أما ما يفرقنا أنني نظرت الى فوق في حين أن أنظارهم لم تفارق مدى أفق بصرهم. 

جمع

الجمع هو جلب شيئ لآخر بغرض انتاج شيئ ثالث تساوي قيمته كتله الاثنين، قد يكون كمّا وكيفا، وقد يكون كمّا دون كيفا، وذلك حسب رغبة الجامع أولا، وحسب طبيعة المجموع ثانيا. وان كان المنطق أداة الفلسفة، فإنه من الواجب جعل الجمع موجبا! لأن فيه زيادة في الشكليات. أما ان كان المجموع ذا سلب أصلا، فالناتج بقوة السلب ينتج. أي لو جمعت كمّا سالبا يكون أكبر من كم المجموع الموجب فناتجك سالب. وهذا يجري على التفكير، لك المنطق، ولك الحكم، ولك اللسان، ولك الجسد، فان جمعت ايجابا أفلحت، وان جمعت سلبا على ايجاب تلفت. عِِ أن كم التفكير أيضا نسبي بالجمع، وذلك حين " تريد" أمرا، وليكن صيدا، فتعد العدة، معتبرا كل الظروف والاحتمالات، وهنا تبدأ الجمع، وتبدأ بمعرفة هيئة اكم المجموع. ثم تنطلق " للقارب". عِ أيضا أنك مالم تتعلم الصيد فلن تفعل ما ستفعل. تصعد القارب وتبدأ بالصيد كما تعلمت، وتستلقي ناظرا الى " السماء" منتظرا فلاح حيلتك. لكن ماذا ان " ثار الماء"؟ عدتك هي النجاة، ان أعددت حقا لما هو آت نجوت وان لم تصطد شيئا، أما ان فشلت في العدة فستعزف" لحن" الندامة في لحظة الصفر. وهكذا الجمع كما أسلفت، تعد الكميات وتتوقع الناتج حسب تفكيرك ووفق المادة. ليس الخلاف على المجموع، انما الخلاف أن تعلم ما تجمع.


ما أن يأتي الشتاء، تبدأ المجاميع بالاختلاف والقوارب تتجدد والأحان تصبو والعصافير تغرد وتنهض الافكارمنتظرة الشمس كي تلمعها. وشتاء بعد شتاء، حتى نتعلم الصيد، ونتعلم الجمع، ونتعلم العزف على جميع الحان الحياة.

في خريف شتائي

 في خريف شتائي

في خريف شتائي سقطت بلورات الثلج من قلمي كما الأوراق الصفراء من شجر البلوط، وراحت تغازلني الخزامى، وترجو: أرجوك لا تأتي بالشتاء. لعلها ظنت ما الخريف الا أوراقي التي كُتبت بقطرات الشتاء.

نظرة على الحياة في تأملات الماء

نبحر في الدنيا كقارب صغير، يحمل بين ضلوعه براءة الحياة. ونعجب لتلك القوارب الكبيرة الجوفاء، على الرغم أن كل منّا يحمله الماء. والكل يخشى العواصف الهوجاء وبرد الشتاء وثورة الماء. وما أن تأتي تلك الليالي الظلماء حتى تنزع البراءة ويقلب القارب، وتتناثر أوراقنا المختبئة في الهواء. ونصحو على شقشقة عائدين لحطام القارب لنبني من جديد. هذه هي الحياة!

تخللتني الألحان وأنا أكتب هذا، فكان مني:

امشي على اللحن واقترب , ولست عنها بمغترب. هي الايام ذات طبع متقلب , هي دول ذات حال مضطرب. واعلم ان في اللحن انهار لو فاضت حل الدمار ولو هانت طلع النهار وترعرع الصبار . على درب غدير وهدير وحفيف وخرير وشقشقه وزقزقه ورفرفه وهرطقه، أجل وجدت المطرقة !

ان صح التعبير!

لكل أمر مراد، والمراد يجاز بفكر المريد، ويظهر بفعله، ويزداد بتركيب الفكر على الفعل. أما الإرادة فمن أرادها فعل ولم يسند للتفكير. هي ( الإرادة) ذات ارث قديم، من أخذ بها أخذ بحظ وافر، ومن تركها جاءت اليه الأفكار وهربت منه الأفعال. كإثنان أحدهما رأى نفسه متخما بالأفكار، أو انه سمين البنية، وشاء أن يجعل نفسه أكثر اتزانا، صحة، أو حتى يخلص من نظرات الاخرين، لكنما أراد. فهم بالحل وفعل. والاخر جعل يفكر بالحل ويأخذ الحسبان، ويأكل، ففكر بكل الطرق ولم يفعل أي منها. مقتضبا: وما نيل المطالب بالتمني   ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

زرقة السماء في الباحة

السماء هناك، والشمس رقيقة في بطنها، والغيوم تجيئ وتهرب ولا يهمني أمرها طالما أنها هناك وتروقني.
كنت مستلقيا في باحة خضراء، أرقب السماء بنظرة عيني التي أدخلت لقلبي صورة، ومنها بتيار كهربائي عصبي الى عقلي، فتدبرت اللحظة. لكن أذني مشغوله بضوضاء من حولي، فتركت السماء، ولقطت الأرض، فرأيت هذا يمازح وتلك تأكل، هذا يلعب، وتلك لا تنفك تتكلم بصحبتها. وغمرة من الأفكار دفعت رأسي لليمين، جعلتني أيقن مدى روعة النظر للسماء، وكم هي الأرض خفيفة. لكنما سرعان ما أردكت أن المشترك بيننا هو وقوعنا على تلك البقعة، الباحة الخضراء. أما ما يفرقنا أنني نظرت الى فوق في حين أن أنظارهم لم تفارق مدى أفق بصرهم. 

جمع

الجمع هو جلب شيئ لآخر بغرض انتاج شيئ ثالث تساوي قيمته كتله الاثنين، قد يكون كمّا وكيفا، وقد يكون كمّا دون كيفا، وذلك حسب رغبة الجامع أولا، وحسب طبيعة المجموع ثانيا. وان كان المنطق أداة الفلسفة، فإنه من الواجب جعل الجمع موجبا! لأن فيه زيادة في الشكليات. أما ان كان المجموع ذا سلب أصلا، فالناتج بقوة السلب ينتج. أي لو جمعت كمّا سالبا يكون أكبر من كم المجموع الموجب فناتجك سالب. وهذا يجري على التفكير، لك المنطق، ولك الحكم، ولك اللسان، ولك الجسد، فان جمعت ايجابا أفلحت، وان جمعت سلبا على ايجاب تلفت. عِِ أن كم التفكير أيضا نسبي بالجمع، وذلك حين " تريد" أمرا، وليكن صيدا، فتعد العدة، معتبرا كل الظروف والاحتمالات، وهنا تبدأ الجمع، وتبدأ بمعرفة هيئة اكم المجموع. ثم تنطلق " للقارب". عِ أيضا أنك مالم تتعلم الصيد فلن تفعل ما ستفعل. تصعد القارب وتبدأ بالصيد كما تعلمت، وتستلقي ناظرا الى " السماء" منتظرا فلاح حيلتك. لكن ماذا ان " ثار الماء"؟ عدتك هي النجاة، ان أعددت حقا لما هو آت نجوت وان لم تصطد شيئا، أما ان فشلت في العدة فستعزف" لحن" الندامة في لحظة الصفر. وهكذا الجمع كما أسلفت، تعد الكميات وتتوقع الناتج حسب تفكيرك ووفق المادة. ليس الخلاف على المجموع، انما الخلاف أن تعلم ما تجمع.


ما أن يأتي الشتاء، تبدأ المجاميع بالاختلاف والقوارب تتجدد والأحان تصبو والعصافير تغرد وتنهض الافكارمنتظرة الشمس كي تلمعها. وشتاء بعد شتاء، حتى نتعلم الصيد، ونتعلم الجمع، ونتعلم العزف على جميع الحان الحياة.

نشر في : 8:36 AM |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

بسم لله والحمد لله.

أحيانا حين أسكن لا أجد في نفسي الحاجة للكتابة، بل أجد الحاجة لسماع بعض الموسيقى التي تشعل في خلجتي أوراق الأشجار التي كتبت عليها حروفي. فصارت زركشات حرف طائر!




زركشات حرف طائر

بسم لله والحمد لله.

أحيانا حين أسكن لا أجد في نفسي الحاجة للكتابة، بل أجد الحاجة لسماع بعض الموسيقى التي تشعل في خلجتي أوراق الأشجار التي كتبت عليها حروفي. فصارت زركشات حرف طائر!




نشر في : 7:29 AM |  من طرف Unknown

2 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

Friday, August 10, 2012

 بلساني
بسم الله ، والحمد لله . وبعد:
فإن الله قد علمنا أن نعرفه ولنا في الرسل قدوة حسنة في هذا . ما كان مني خير فهو بتوفيق الله، وما افتعلت او اقترفت من خطأ فهو من نفسي الأمارة بالسوء ومن الشيطان وشركه. ونسأل الله التقوى !
قد عرفنا من علم الله نقلا عمن اجتهدوا به من كبار الأئمة والمجتهدين، ولهم من الله ما لهم. ووجدت حاجة في نفسي أن أسرد بعض الأصول في العقيدة الأسلامية، والحقيقة العقلية للمعرفة.
أما العلم فهو إدراك الشيئ، وهو العلم بعدم إدراك الإدراك، كالغيب مثلا. وما هو غيب هو ما لا يدرك، وعليه فإن ما وراء ظهرك الآن هو علم غيب. فكيف بما هو مستقبل بعيد. ليس هذا تقويضا للتفكير، فهنا التفكير شامل وواسع وله بعض الحدود كما سأوضل الآن، بإذن الله. التوقع وارد وبه من العلم ما به، لكن لا يجوز نسبته الى علم الغيب، وهذا ذكر واضح. انتهى.

مقياس الحكم في العقيدة
أقسام الحكم العقلي وهي ثلاث، الواجب والمستحيل والجائز:
أما الواجب العقلي ( الواجب الوجود) فهو ما لا يُتصور في العقل عدمه، وهو الله تعالى وصفاته.
وأما المستحيل العقلي ( المستحيل الوجود) فهو ما لا يُتصور في العقل وجوده، كوجود شريك للهو العجز و الجهل بالنسبة إلى الله، فكل ما لا يجوز على الله فهو مستحيل عقلي، و من المستحيل العقلي كوْن المخلوق خالقا.
والجائز العقلي( الممكن العقلي) فهو ما يُتصور في العقل وجوده تارة وعدمه تارة أخرى كالعالم.
                   نقدة
                       قدرة الله لا تتعلق بالواجب الوجود ولا بالمستحيل الوجود ( فقد فرغ من هذا )، انما تتعلق بالممكن العقلي.
                       مثل ذلك اذا سألك أحد الملاحدة:"هل الله قادر على أن يخلق إلاها غيره؟" لا نجيب بنعم لان فيه تجويز المستحيل العقلي، وهذا كفر. ولا نجيب بلا لأن فيه نسبة العجز لله تعالى، وهذا كفر. إنما نجيب بأن قدرة الله لا تتعلق بالمستحيل العقلي ولا بالواجب العقلي انما بالممكن العقلي. ولا نستوي الى ما هو غفير معقول.
____________________________________
قاعدة منطقية:                                                                            قاعدة عقلية:
• لكل معلول علة                                                                         • قبح العقاب بلا بيان
• لا يتخلف المعلول عن العلة                                                          • أهداف لا يمكن تحقيقها يجب التخلي عنها
• يستحيل تقدم المعلول عن العلة                                                      • أي حل أحسن من لا حل
• يستحيل تقدم الشيء على نفسه                                                      • أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا
• الضدان لا يجتمعان                                                                   • النجاح والإخفاق ليس هما مقياس الصواب والخطأ ولا الحق والباطل                                                                   • إن نجاح فكرة لا يعني دائما صوابها
• الظرف أوسع من المظروف                                                        • إن عدم العلم بالشيء لا يكون علما بعدمه ولا يكون دليلا على نفي وجوده                                                                • من علم حجة على من لا يعلم
• معلول العلة يمتنع تخلفه عنها                                                       • الإذن في الشيء إذن في لوازمه
• الكل أعظم من جزءه                                                                 • المثبت مقدم على المنفي
• النقيضان لا يجتمعان                                                                • مالا دليل عليه يجب نفيه
• الوجود موجود                                                                        ما جاء موافقا للأصل لا يسأل عنه وما جاء على خلاف الأصل يحفظ ولا يقاس عليه                                                • التابع تابع
• إذا وجدت العلة وجد معلولها                                                        • ما كان مقدمته فاسدة فالنتيجة كذلك
• إن كل ممكن لا بد له من علة في وجوده                                         • خطأ مصاديق القانون لا يفسد القانون نفسه
• استحالة وجود الممكن بلا علة                                                     • المناقشة في الأمثال ليس من دأب المحصلين
• كل معلول يجب وجوده عند وجود علته                       • النتائج ليست هي العبرة أو المعيار دائما إذا كانت التكاليف تفوق الأرباح
• استحالة تخلف المعلول عن علته
• عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود
• جمال النتيجة لا يعني صحة المقدمات
• إذا انتفى اللازم انتفى الملزوم
• انتفاء الملزوم لا يلزم منه انتفاء اللازم بجواز كونه اعم
• إن فعلية الحكم تتوقف على فعلية موضوعه


-----------------------------------------------------------------------------------
 حقائق عن الخلق:
ما معنى قوله تعالى : { ليس كمثله شيء } [سورة الشورى/11] ؟

ج : معناه أن الله لا يشبه شيئاً من اللطائف و الكثائف(*) و العلويات و السفليات(**)، قال تعالى : {و لم يكن له كُفُواً أحد} [سورة الإخلاص/4]، أي لا نظير لله بوجه من الوجوه ، قال الإمام ذو النون المصري و الإمام أحمد رحمهما الله : " مهما تصوّرت ببالك فالله بخلاف ذلك"، و قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته : "و من وصف الله بمعنىً من معاني البشر فقد كفر". انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

(*) اللطائف هي ما لا تُضبط باليد كالنور و الهواء و الملائكة و الجن، أما الكثائف فهي ما يضبط باليد كالإنسان و الشجر و الحجر.

(**) مثال العلويات ما كان في السماوات و مثال السفليات ما كان في الأرض.


اللهُ تعالى لا تُدركه الأوهام و التصوّرات فمهما فكّر الإنسان ليدرك ذات الله لا يصل إلى ذلك لأنّ ذاتَ الله لا يُشبه ذواتنا و اللهُ سبحانه لا يُشبه المخلوقات و لا يوصف الله بصفة من صفات المخلوقات لا يوصف بالهيئة و لا الصورة و لا الشكل و لا الطول و لا العرض و لا اللون لأنّ هذه صفات تتصف بها المخلوقات و الله لا يشبه المخلوقات.

كم من أُناس يظنون أنّهم مسلمون، و هم غير مسلمين، لماذا ؟ لأنّهم يعتقدون أنّ الله يسكن السماء. الله لا يمكننا أن نتصوره، عقولنا لا تستطيع، نبيُّنا صلى الله عليه و سلم قال : "لافكرة في الربّ"، إنّما نؤمن بأنّ اللهَ موجود أزلا و أبدا بلا مكان، لا يُشبه شيئا، و لا يلحقُهُ وَهمٌ، و لا يكتَنِفُهُ عقلٌ، و لا يتخصَّصَ بالذهنِ، و لا يتمثَّلُ في النفسِ، و لا يتصورُ في الوهمِ،و لا يتكيَّفُ في العقلِ، لا تلحقُهُ الأوهامُ و الأفكارُ.

لذلك قال سيدنا أبي بكر رضي الله عنه : " العجز عن دَرَكَ الإدْرَاكِ إدْرَاكُ و البَحْثُ عن ذاتِهِ كُفْرٌ و إشْرَاكُ "، المعنى أنَّ الإنسان إذا عرف الله تعالى بأنه موجود لا كالموجودات، موجودٌ بلا مكانٍ و لا كيفيةٍ، و اقتصر على هذا و لم يبحث عن ذات الله تعالى للوصول إلى حقيقة الله فهذا إيمان، هذا رشدٌ و إيمان و صواب.

الذي يكتفي بأنَّ الله تعالى موجودٌ لا يُشبه الموجودات لا يُتصور في حقِّه مكاناً و لا هيئة و لا صورة بل اكتفى بأن يعتقد أنَّ اللهَ موجودٌ لا يُشبهُ الموجودات، موجود بلا كيفية و لا مكانٍ، اقتصر على هذا، و قَنِعَ و رضِيَ بذلك هذا يقال : عرف الله.

أما الذي لا يكتفي بذلك و يريد أن يعرف حقيقته فيتصوره كإنسان أو ككُتلة نورانية أو نحو ذلك أو يتصوَّره جسماً قاعداً فوق العرش فهذا كفر بالله تبارك و تعالى. هذا معناه : و البحث عن ذاته كفر و إشراك.

وعليه من اعتقد أنّ الله تعالى يسكن السماء أو يجلس على العرش أو يتحيز في مكان أو يُشبِهُ المخلوقات أو تُشبِهُهُ المخلوقات لا يكون من المسلمين بل يجب عليه أن يعتقد أنّ الله تعالى موجود بلا مكان موصوفٌ بكل كمال يليق به مُنزَّه عن كل نقص في حقِّه و يتشهد فورا للدخول في دين الإسلام بقوله : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسولا الله. 


أما في الكيفية ان نسبت لله فنقول كما ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء : "أنّ قوْما سألوا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كيْف الله ؟ ـ و هذا سؤالٌ كُفْريٌّ ـ.و قال سيدنا علي بن أبي طالب : هو الذي كيف الكيف فلا يقال كيف".
---------------
وثبتت صحة ذلك فالله واجب موجود وكذلك صفاته فليس كمثله شيئ !
بعض الناسِ من شدة الجهل يعتقدون: أنّ قول: الله ساكن العرش أو قاعد على العرش هذا تعظيم لله. هذا ليس تعظيما لله. الفوق والتحت الله خلقهما , الفوق والتحت بالنسبة إلى الله تعالى على حد سواء. الله ما خلق شيئا لينتفع به .العرش ما خلقه الله لينتفع به كما يقول هؤلاء إنه قاعد عليه . جعلوا الله منتفعا بخلقه .الله تعالى هو الذي أمسك العرش بقدرتِه عن الهُويّ. والسموات السبع هو أمسكها بقدرته عن الهُويّ إلى تحت. وهذه الأرض هو أمسكها من الهُويّ إلى تحت .والله الذي هو حافظ العالم كله بقدرته كيف يوصف بأنه قاعد على العرش والعرش ما هو إلا سرير كبير واسع !! .القعود لا يكون إلا بجسم له نصف أعلى ونصف أسفل ينثني. هؤلاء الذين قالوا الله قاعد على العرش جعلوه جسما مؤلفا من نصفين نصف أعلى ونصف أسفل لأنّ الذي يجلس لا بد أن يكون له نصفان نصف أعلى ونصف أسفل. هؤلاء جعلوا الله كالإنسان والجن والملائكة والبهائم. هؤلاء ما مدحوا الله بل شتموا الله .إنما مدح الله أهل السنة الذين يقولون "الله موجود بلا مكان" كان قبل المكان بلا مكان والآن بعد أن خلق المكان موجود بلا مكان ,لا يجوز عليه أن يكون اتصال بينه وبين العرش وقعود عليه لا يَمسّ ولا يُمسّ .
وفيه الرد على المجسمة وعلى بعض قولهم في الله وصفاته !
_____________________________________________

هو القديم و ما سواه حادث و هو الخالق و ما سواه مخلوق.

ج : يجب الإعتقاد أنّ الله وحده القديم الذي لا ابتداء لوجوده و أنّ كل ما سواه حادث، فكل حادث دخل في الوجود من الأعيان و الأعمال من الذرّة إلى العرش و من كل حركة للعباد و سكون و النوايا و الخواطر هو بخلق الله لم يخلقه أحد سِوى الله، لا طبيعةٌ و لا علةٌ، بل دخوله في الوجود بمشيئة الله و قدرته بتقديره و علمه الأزلي لقوله تعالى : {و خلق كل شيء} [سورة الفرقان]. قال الإمام النسفي: "فإذا ضرب إنسانٌ زُجاجاً بحجَرِ فكسره فالضرب و الكسر و الإنكسار بخلْق الله تعالى". انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

اللهُ تعالى (هُوَ الْخَالِقُ) لِجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ (وَ مَا سِوَاهُ) أَيْ كُلُّ الْعَالَمِينَ (مَخْلُوقٌ) لَهُ بِدَايَةٌ فَالْعَالَمُ حَادِثٌ بِجِنْسِهِ وَ أَفْرَادِهِ، وَ خَالَفَ فِي الْقِسْمِ الأَوَّلِ ابْنُ تَيْمِيَةَ فَقَالَ كَالْفَلاسِفَةِ إِنَّ نَوْعَ الْعَالَمِ أَزَلِيٌّ لا بِدَايَةَ لِوُجُودِهِ فَكَفَّرَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ (فَكُلُّ حَادِثٍ دَخَلَ فِي الْوُجُودِ) سَوَاءٌ كَانَ (مِنَ الأَعْيَانِ) جَمْعُ عَيْنٍ وَ هُوَ كُلُّ مَا لَهُ حَجْمٌ أَمْ كَانَ مِنَ (الأَعْمَالِ) الاِخْتِيَارِيَّةِ أَوْ غَيْرِ الاِخْتِيَارِيَّةِ فَهُوَ بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، فَالأَعْيَانُ كُلُّهَا (مِنَ الذَّرَّةِ) وَ هِيَ الْهَبَاءُ الَّذِي يَظْهَرُ عِنْدَ دُخُولِ نُورِ الشَّمْسِ مِنَ الْكَوَّةِ أَوْ مَا كَانَ أَصْغَرَ مِنْهَا (إِلَى الْعَرْشِ) الَّذِي هُوَ أَكْبَرُ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ الْحَجْمُ هِيَ بِخَلْقِ اللَّهِ وَ كَذَلِكَ الأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ (مِنْ كُلِّ حَرَكَةٍ لِلْعِبَادِ وَ سُكُونٍ) وَ الأَعْمَالُ الْبَاطِنَةُ مِنَ (النَّوَايَا) جَمْعُ نِيَّةٍ (وَ الْخَوَاطِرِ) جَمْعُ خَاطِرٍ وَهُوَ مَا يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ بِلا إِرَادَةٍ (فَهُوَ) أَيِ الْحَادِثُ ـ أي المَخْلُوقُ ـ الدَّاخِلُ فِي الْوُجُودِ (بِخَلْقِ اللَّهِ لَمْ يَخْلُقهُ أَحَدٌ سِوَى اللَّهِ) (لا) خَلَقَتْهُ (طَبِيعَةٌ) وَ هِيَ الصِّفَةُ الَّتِى جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهَا الأَجْرَامَ كَالنَّارِ طَبِيعَتُهَا الإِحْرَاقُ وَ (لا) خَلَقَتْهُ (عِلَّةٌ) و هِيَ مَا يُوجَدُ الْمَعْلُولُ بِوُجُودِه وَ يُعْدَمُ بِعَدَمِه مِثْلُ حَرَكَةِ الإِصْبَعِ الَّذِي فِيهِ خَاتَمٌ عِلَّةٌ لِحَرَكَةِ الْخَاتَمِ، بَلْ دُخُولُهُ فِي الْوُجُودِ ـ أي المَخْلُوق ـ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَ قُدْرَتِهِ بِتَقْدِيرِهِ وَ عِلْمِهِ الأَزَلِيِّ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ (﴿وَ خَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ﴾)، أَيْ أَحْدَثَهُ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ فَلاَ خَلْقَ بِهَذَا الْمَعْنَى أَيِ الإِبْرَازِ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ فَاطِرٍ (﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾) أَيْ لا خَالِقَ إِلاَّ اللَّهُ وَ خَالَفَ فِي ذَلِكَ الْمُعْتَزِلَةُ فَقَالُوا الْعَبْدُ يَخْلُقُ فِعْلَهُ الاِخْتِيَارِيَّ فَكَفَّرَهُمُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ.

وَ قَدْ (قَالَ) الإِمَامُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ (النَّسَفِيُّ) رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَقِيدَةِ النَّسَفِيَّةِ مَا مَعْنَاهُ (فَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ زُجَاجًا بِحَجَرٍ فَكَسَرَهُ فَالضَّرْبُ) وَ هُوَ فِعْلُ الْعَبْدِ بِالْحَجَرِ وَ قَدْ يَحْصُلُ مِنْهُ انْكِسَارٌ وَ قَدْ لا يَحْصُلُ (وَ الْكَسْرُ) و هُوَ فِعْلُ الْعَبْدِ الَّذِي فَعَلَهُ فِي الزُّجَاجِ بِوَاسِطَةِ الرَّمْيِّ بِالْحَجَرِ (وَ الاِنْكِسَارُ) وَ هُوَ الأَثَرُ الْحَاصِلُ فِي الزُّجَاجِ مِنْ تَشَقُّقٍ وَ تَنَاثُرٍ وَ نَحْوِ ذَلِكَ (بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى) لا بِخَلْقِ الْعَبْدِ (فَلَيْسَ لِلْعَبْدِ) مِنْ فِعْلِهِ هَذَا (إِلاَّ الْكَسْبُ) وَ هُوَ تَوْجِيهُ الْعَبْدِ قَصْدَهُ وَ إِرَادَتَهُ نَحْوَ الْعَمَلِ فَيَخْلُقُهُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى) فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ (﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ﴾) أَيْ لِلنَّفْسِ جَزَاءُ مَا كَسَبَتْهُ مِنَ الْخَيْرِ أَيْ تَنْتَفِعُ بِذَلِكَ (﴿وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾) أَيْ و عَلَيْهَا أَيْضًا وَبَالُ مَا اكْتَسَبَتْهُ مِنْ عَمَلِ الشَّرِّ أَيْ يَضُرُّهَا ذَلِكَ فَالْعَبْدُ إِنَّمَا يَتَّصِفُ بِالْكَسْبِ لا بِالْخَلْقِ وَ هُوَ يُحَاسَبُ عَلَى كَسْبِهِ.
  

_______________________________________________________

عن صفة الكلام لله تعالى.



ج : قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في كتابه الفقه الأبسط : "و يَتكلّم لا كَكلامنا، نحن نتكلّم بالآلات من المخارج و الحروف و اللهُ مُتَكلِّمٌ بلا آلة و لا حرف".

فاللهُ تعالى مُتَكلِّمٌ بكلامٍ لا يُشبه كلامنا، ليس لِكلامه ابتداءٌ و ليس له انتهاءٌ لا يَطْرَأُ عليه سُكوتٌ أو تَقَطُّعٌ لأنّه ليس حرْفاً و لا صوتاً، و إنّما هو صِفةٌ له تعالى لا يُشبه كلامَ المخلوقين. قال الله تعالى : {و كَلّمَ اللهُ موسى تَكليماً} [سورة النساء/164]. انتهى


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

و لْيُعْلَمْ أنّ كَلامَهُ سُبحانهُ و تعَالى صِفةٌ مِن صِفاتهِ الثَّابِتَةِ لِذاتهِ الأزلِيِّ الأَبدِيِّ و هو أَيِ الكلامُ قَديمٌ أزلِيٌّ لا ابْتِداءَ لهُ كسائِرِ صِفاتهِ تعالى مِنَ الحياةِ و العِلْمِ و القُدْرةِ و السَّمْعِ و البصَرِ فإنّها أزليّةٌ أبديّةٌ لا تًتبدّلُ و لا تَتطوّرُ و ذلك لأنّ اللهَ تبارك و تعالى لا يُوصَفُ بِصفةٍ حَادِثَةٍ ـ أي مَخْلُوقَةٍ ـ فَيُعْلَمُ مِنْ ذلك أنّ كَلامَ اللهِ ليس حَرْفًا و لا صَوْتًا و لا لُغَةً و لا يُبْتَدَأُ و لا يُخْتَتمُ و لا يُتَقَطَّع و لا يَزيدُ و لا يًنْقُصُ و لا يَتغيَّر.
فــوائـــد :
ـ 1 :

القرآن و التوراة و الإنجيل و سائر كُتُبِ اللهِ تُطْلقُ و يُراد بِها الكلام الذاتي ـ أي الصِّفة الذاتية لله تعالى ـ و تُطلق و يُراد بها هذا اللَّفظُ المُنَزَّلُ، فإن قُصِدَ بها اللفظَ المُنزَّلَ الذي بعضُه بلغة العرب و بعضه بالعبرانيّة و بعضه بالسُريانية فهو حادِثٌ مَخلوقٌ لله و إن قُصِدَ بها الكلام الذاتي فهي أزليّةٌ ليست بحرف و لا صوت و لا لغة.

فَتبيَّنَ أنَّ القرآن له إطلاقان أي له معنيان :

ـ الأوّلُ إطلاقُه على الكلام الذاتيّ لله تعالى الذي ليس هو بحرف و لا صوت و لا لغة عربية و لا غيرها.

ـ و الثاني إطلاقُه على اللفظِ المُنزَّلِ المخلوق الذي يقرؤه المؤمنون.

ـ 2 :

كذلك كلمةُ كلامُ الله لها إطلاقان إذا أُطلِقت على الصفة الذاتية فهو أزليٌّ أبديٌّ ليس بحرف و لا صوت و لا لغة و إذا أُطلِقت على الحروف المُنزَّلَةِ و المكتوبة في المصاحف و المقروءة من القُرّاء فهذه لا شكَّ أنّها مخلوقة و هذه المخلوقة هي عِباراتٌ عن الكلام الذاتيّ الذي ليس حرفا و لا صوتا و لا لغة.

ما معنى عِبارات ؟ : يعني لغةٌ و حرفٌ و صوتٌ تُعَبِّرُ عن الكلامِ الذي ليس حرفًا و لا صوتًا و لا لغةً.

و تقريب ذلك أنّ لفظ الجلالَة الله عِبارةٌ عن ذاتٍ أزليٍّ نعبدُه، فإذا قُلنا نَعبدُ الله فذلك الذاتُ هو المقصودُ، فإذا كُتِبَ هذا اللّفظُ فَقِيلَ ما هذا ؟ فيُقال : الله، فليس معناه أنّ هذه الحروف هي الذاتُ الذي نعبدُهُ بل المقصود أنها تَدُلُّ على الذات الأبديّ الأزليّ.

ـ 3 :

الأصلُ أنّ القرآن مَكتُوبٌ على اللوح المحفوظ، اللهُ تعالى خَلَقَ صوتًا من غيرِ مُتَكَلِّمٍ بِنُظم ِالقُرآنِ فَسَمِعَهُ سيدنا جبريل عليه السلام، ثم سيدنا جبريل و هو رسولُ اللهِ إلى الرُّسُلِ سَمِعَ كلامََ اللهِ الذي ليس حرفًا و لا صوتًا و لا لُغةً فَفَهِمَ مِنهُ الأمْرَ بأن يَنْزِلَ بذلك القرآن المكتوب على اللوح المحفوظ على سيّدنا محمّد صلى اللهُ عليه و سلَّم. و بهذا ارتفع الإلتباس.

نفسُ الشئ في حُكْمِ التوْراةِ و الإنْجيل و غير ذلك، و لكن سيدنا موسى عليه السلام خَصَّهُ اللهُ تبارك و تعالى أن يكون كليم الله أي من يسمع كلامَ اللهِ في الدنيا كما جبريل يسمع كلام الله فيفهم منه الأمْرَ و يفهم منه النَهْيَ و يفهم منه ما شاءَ اللهُ له أن يفهم. هذا و الله أعلم و أحكم.
 

 ============================================
معنى : لا حول و لا قوّة إلاّ بالله ؟

ج : معنى لا حول و لا قوّة إلاّ بالله : لا حول عن معصية الله إلاّ بعصمة الله و لا قوّة على طاعة الله إلاّ بعون الله، جاء تفسيرها في حديث رواه أبو يعلى بإسناد حسن عن ابن مسعود عن رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم، و قد ثبت أنّه صلَّى الله عليه و سلَّم رغَّب فيه.
 

===========================================

الله تعالى موصوف بكلّ كمال يليق به، لماذا قُيِّدت كلمة "كمال" بعبارة يليق به ؟

ج : إنّما قُيِّدت هذه العبارة بلفظ يليق به لأنّ الكمال إمّا أن يكون كمالاً في حقّ الله و في حقّ غيره كالعلم، و إمّا أن يكون كمالاً في حقّ غيره و ليس كمالاً في حقّه كالوصف برجاحة العقل، و قد يكون الوصف مدحاً لله تعالى و ذماً في حقّ الإنسان و ذلك كالوصف بالجبّار هو مدح في حقّ الله و ذمٌّ في حقّ الإنسان، و معنى الجبّار إذا أُطلق على الله الذي لا تناله الأيدي و لا يقع في ملكه غير ما أراد .انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

قاعدة : "ما يليق بالخالق لا يليق بالمخلوق، و ما يليق بالمخلوق لا يليق بالخالق"، و أمّا قولنا انّ الكمال منه ما هو كمال في حقّ الله و في حقّ غيره كالعلم فليس بتشبيهٍ، لأنّ هذا "اتِّفاقٌ في اللفظ و اختلافٌ في المعنى" لأنّ علمَ اللهِ ذاتيٌّ ـ أي استحَقَّه بذاته لا يوجد من أوْجب عليه هذا العلم ـ، و علمه تعالى أزليٌّ أبديٌّ أي لا بداية له و لا نهاية له، لا يزداد و لا ينقص، و لا يَتغيَّر و لا يتجدّد و لا يتطوَّر، أمّا علم غيره فهو محدودٌ و مُتغيِّّرٌ و مُكتسَب.

إذًا يجب علينا أن نعتقدَ أنَ الله موصوفٌ بِكُلِّ كَمَالٍ يَلِيقُ بِهِ، مُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ فِى حَقّـِهِ. و معنى ذلك أنه يجب علينا أن نعتقد أنّ اللهَ تبارك و تعالى مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ اللاَّئِقَةِ بِهِ سُبْحَانَهُ. وَ إِنَّمَا قُلْنَا "اللاَّئِقَةِ بِهِ" لأَنَّ مِنْ صِفَاتِ الْكَمَالِ مَا يَلِيقُ بِالْمَخْلُوقِ وَ لاَ يَلِيقُ بِالْخَالِقِ، وَ ذَلِكَ كَشِدَّةِ الذَّكَاءِ، وَ قُوَّةِ العَقْلِ، وَ قُوَّةِ البَدَنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. فَهَذِهِ صِفَاتٌ هِىَ فِى حَقِّ الْمَخْلُوقِ صِفَاتُ كَمَالٍ وَ لاَ يَلِيقُ أَنْ يُوصَفَ الْخَالِقُ بِها، بَلْ يَكْفُر مَن وََصَفَ اللهََ بها، و قد ذكر الإمامُ السَّلَفِي أبو جعفر الطحاوي في عقيدته التى بَيَّنَ أنّها بيانٌ لعقيدةِ أهلِ السنَّةِ و الجماعةِ أنّ "مَن وصفَ الله بمعنىً من مَعاني البشرِ فقَد كفرَ".

لذا نجد علماء أهل السنة لا يقولون الله موصوف بكل كمال، إنما يقيدون العبارة فيقولون الله موصوف بكل كمال يليق به. هذا و الله أعلم و أحكم.
 

--------------------------------------------------------------

هذا ونسأل الله التوفيق.
لقد أكرمني الله ونقلت كما وصلني ولم أجعل رؤيتي مخالفة لان ما نقل ثقة وما هو عن العقل بغائب.
ولا نغفل عن بعض الحقائق المتعلقة ببعض عقائد المعتزلة والخوارج وغيرهم، ودعونا لا نأخذ بما وصلنا دون تحقيق. فجمي السابقين بشر ونحن بشر ((( والبخاي ومسلم بشر ))) فنحكم بالعقل والله تعالى أعلم!
ولنتق الله في أنفسنا لانه تعالى " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور"
والحمد لله!
انتهى. 


في الأصول

 بلساني
بسم الله ، والحمد لله . وبعد:
فإن الله قد علمنا أن نعرفه ولنا في الرسل قدوة حسنة في هذا . ما كان مني خير فهو بتوفيق الله، وما افتعلت او اقترفت من خطأ فهو من نفسي الأمارة بالسوء ومن الشيطان وشركه. ونسأل الله التقوى !
قد عرفنا من علم الله نقلا عمن اجتهدوا به من كبار الأئمة والمجتهدين، ولهم من الله ما لهم. ووجدت حاجة في نفسي أن أسرد بعض الأصول في العقيدة الأسلامية، والحقيقة العقلية للمعرفة.
أما العلم فهو إدراك الشيئ، وهو العلم بعدم إدراك الإدراك، كالغيب مثلا. وما هو غيب هو ما لا يدرك، وعليه فإن ما وراء ظهرك الآن هو علم غيب. فكيف بما هو مستقبل بعيد. ليس هذا تقويضا للتفكير، فهنا التفكير شامل وواسع وله بعض الحدود كما سأوضل الآن، بإذن الله. التوقع وارد وبه من العلم ما به، لكن لا يجوز نسبته الى علم الغيب، وهذا ذكر واضح. انتهى.

مقياس الحكم في العقيدة
أقسام الحكم العقلي وهي ثلاث، الواجب والمستحيل والجائز:
أما الواجب العقلي ( الواجب الوجود) فهو ما لا يُتصور في العقل عدمه، وهو الله تعالى وصفاته.
وأما المستحيل العقلي ( المستحيل الوجود) فهو ما لا يُتصور في العقل وجوده، كوجود شريك للهو العجز و الجهل بالنسبة إلى الله، فكل ما لا يجوز على الله فهو مستحيل عقلي، و من المستحيل العقلي كوْن المخلوق خالقا.
والجائز العقلي( الممكن العقلي) فهو ما يُتصور في العقل وجوده تارة وعدمه تارة أخرى كالعالم.
                   نقدة
                       قدرة الله لا تتعلق بالواجب الوجود ولا بالمستحيل الوجود ( فقد فرغ من هذا )، انما تتعلق بالممكن العقلي.
                       مثل ذلك اذا سألك أحد الملاحدة:"هل الله قادر على أن يخلق إلاها غيره؟" لا نجيب بنعم لان فيه تجويز المستحيل العقلي، وهذا كفر. ولا نجيب بلا لأن فيه نسبة العجز لله تعالى، وهذا كفر. إنما نجيب بأن قدرة الله لا تتعلق بالمستحيل العقلي ولا بالواجب العقلي انما بالممكن العقلي. ولا نستوي الى ما هو غفير معقول.
____________________________________
قاعدة منطقية:                                                                            قاعدة عقلية:
• لكل معلول علة                                                                         • قبح العقاب بلا بيان
• لا يتخلف المعلول عن العلة                                                          • أهداف لا يمكن تحقيقها يجب التخلي عنها
• يستحيل تقدم المعلول عن العلة                                                      • أي حل أحسن من لا حل
• يستحيل تقدم الشيء على نفسه                                                      • أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا
• الضدان لا يجتمعان                                                                   • النجاح والإخفاق ليس هما مقياس الصواب والخطأ ولا الحق والباطل                                                                   • إن نجاح فكرة لا يعني دائما صوابها
• الظرف أوسع من المظروف                                                        • إن عدم العلم بالشيء لا يكون علما بعدمه ولا يكون دليلا على نفي وجوده                                                                • من علم حجة على من لا يعلم
• معلول العلة يمتنع تخلفه عنها                                                       • الإذن في الشيء إذن في لوازمه
• الكل أعظم من جزءه                                                                 • المثبت مقدم على المنفي
• النقيضان لا يجتمعان                                                                • مالا دليل عليه يجب نفيه
• الوجود موجود                                                                        ما جاء موافقا للأصل لا يسأل عنه وما جاء على خلاف الأصل يحفظ ولا يقاس عليه                                                • التابع تابع
• إذا وجدت العلة وجد معلولها                                                        • ما كان مقدمته فاسدة فالنتيجة كذلك
• إن كل ممكن لا بد له من علة في وجوده                                         • خطأ مصاديق القانون لا يفسد القانون نفسه
• استحالة وجود الممكن بلا علة                                                     • المناقشة في الأمثال ليس من دأب المحصلين
• كل معلول يجب وجوده عند وجود علته                       • النتائج ليست هي العبرة أو المعيار دائما إذا كانت التكاليف تفوق الأرباح
• استحالة تخلف المعلول عن علته
• عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود
• جمال النتيجة لا يعني صحة المقدمات
• إذا انتفى اللازم انتفى الملزوم
• انتفاء الملزوم لا يلزم منه انتفاء اللازم بجواز كونه اعم
• إن فعلية الحكم تتوقف على فعلية موضوعه


-----------------------------------------------------------------------------------
 حقائق عن الخلق:
ما معنى قوله تعالى : { ليس كمثله شيء } [سورة الشورى/11] ؟

ج : معناه أن الله لا يشبه شيئاً من اللطائف و الكثائف(*) و العلويات و السفليات(**)، قال تعالى : {و لم يكن له كُفُواً أحد} [سورة الإخلاص/4]، أي لا نظير لله بوجه من الوجوه ، قال الإمام ذو النون المصري و الإمام أحمد رحمهما الله : " مهما تصوّرت ببالك فالله بخلاف ذلك"، و قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته : "و من وصف الله بمعنىً من معاني البشر فقد كفر". انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

(*) اللطائف هي ما لا تُضبط باليد كالنور و الهواء و الملائكة و الجن، أما الكثائف فهي ما يضبط باليد كالإنسان و الشجر و الحجر.

(**) مثال العلويات ما كان في السماوات و مثال السفليات ما كان في الأرض.


اللهُ تعالى لا تُدركه الأوهام و التصوّرات فمهما فكّر الإنسان ليدرك ذات الله لا يصل إلى ذلك لأنّ ذاتَ الله لا يُشبه ذواتنا و اللهُ سبحانه لا يُشبه المخلوقات و لا يوصف الله بصفة من صفات المخلوقات لا يوصف بالهيئة و لا الصورة و لا الشكل و لا الطول و لا العرض و لا اللون لأنّ هذه صفات تتصف بها المخلوقات و الله لا يشبه المخلوقات.

كم من أُناس يظنون أنّهم مسلمون، و هم غير مسلمين، لماذا ؟ لأنّهم يعتقدون أنّ الله يسكن السماء. الله لا يمكننا أن نتصوره، عقولنا لا تستطيع، نبيُّنا صلى الله عليه و سلم قال : "لافكرة في الربّ"، إنّما نؤمن بأنّ اللهَ موجود أزلا و أبدا بلا مكان، لا يُشبه شيئا، و لا يلحقُهُ وَهمٌ، و لا يكتَنِفُهُ عقلٌ، و لا يتخصَّصَ بالذهنِ، و لا يتمثَّلُ في النفسِ، و لا يتصورُ في الوهمِ،و لا يتكيَّفُ في العقلِ، لا تلحقُهُ الأوهامُ و الأفكارُ.

لذلك قال سيدنا أبي بكر رضي الله عنه : " العجز عن دَرَكَ الإدْرَاكِ إدْرَاكُ و البَحْثُ عن ذاتِهِ كُفْرٌ و إشْرَاكُ "، المعنى أنَّ الإنسان إذا عرف الله تعالى بأنه موجود لا كالموجودات، موجودٌ بلا مكانٍ و لا كيفيةٍ، و اقتصر على هذا و لم يبحث عن ذات الله تعالى للوصول إلى حقيقة الله فهذا إيمان، هذا رشدٌ و إيمان و صواب.

الذي يكتفي بأنَّ الله تعالى موجودٌ لا يُشبه الموجودات لا يُتصور في حقِّه مكاناً و لا هيئة و لا صورة بل اكتفى بأن يعتقد أنَّ اللهَ موجودٌ لا يُشبهُ الموجودات، موجود بلا كيفية و لا مكانٍ، اقتصر على هذا، و قَنِعَ و رضِيَ بذلك هذا يقال : عرف الله.

أما الذي لا يكتفي بذلك و يريد أن يعرف حقيقته فيتصوره كإنسان أو ككُتلة نورانية أو نحو ذلك أو يتصوَّره جسماً قاعداً فوق العرش فهذا كفر بالله تبارك و تعالى. هذا معناه : و البحث عن ذاته كفر و إشراك.

وعليه من اعتقد أنّ الله تعالى يسكن السماء أو يجلس على العرش أو يتحيز في مكان أو يُشبِهُ المخلوقات أو تُشبِهُهُ المخلوقات لا يكون من المسلمين بل يجب عليه أن يعتقد أنّ الله تعالى موجود بلا مكان موصوفٌ بكل كمال يليق به مُنزَّه عن كل نقص في حقِّه و يتشهد فورا للدخول في دين الإسلام بقوله : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسولا الله. 


أما في الكيفية ان نسبت لله فنقول كما ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء : "أنّ قوْما سألوا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كيْف الله ؟ ـ و هذا سؤالٌ كُفْريٌّ ـ.و قال سيدنا علي بن أبي طالب : هو الذي كيف الكيف فلا يقال كيف".
---------------
وثبتت صحة ذلك فالله واجب موجود وكذلك صفاته فليس كمثله شيئ !
بعض الناسِ من شدة الجهل يعتقدون: أنّ قول: الله ساكن العرش أو قاعد على العرش هذا تعظيم لله. هذا ليس تعظيما لله. الفوق والتحت الله خلقهما , الفوق والتحت بالنسبة إلى الله تعالى على حد سواء. الله ما خلق شيئا لينتفع به .العرش ما خلقه الله لينتفع به كما يقول هؤلاء إنه قاعد عليه . جعلوا الله منتفعا بخلقه .الله تعالى هو الذي أمسك العرش بقدرتِه عن الهُويّ. والسموات السبع هو أمسكها بقدرته عن الهُويّ إلى تحت. وهذه الأرض هو أمسكها من الهُويّ إلى تحت .والله الذي هو حافظ العالم كله بقدرته كيف يوصف بأنه قاعد على العرش والعرش ما هو إلا سرير كبير واسع !! .القعود لا يكون إلا بجسم له نصف أعلى ونصف أسفل ينثني. هؤلاء الذين قالوا الله قاعد على العرش جعلوه جسما مؤلفا من نصفين نصف أعلى ونصف أسفل لأنّ الذي يجلس لا بد أن يكون له نصفان نصف أعلى ونصف أسفل. هؤلاء جعلوا الله كالإنسان والجن والملائكة والبهائم. هؤلاء ما مدحوا الله بل شتموا الله .إنما مدح الله أهل السنة الذين يقولون "الله موجود بلا مكان" كان قبل المكان بلا مكان والآن بعد أن خلق المكان موجود بلا مكان ,لا يجوز عليه أن يكون اتصال بينه وبين العرش وقعود عليه لا يَمسّ ولا يُمسّ .
وفيه الرد على المجسمة وعلى بعض قولهم في الله وصفاته !
_____________________________________________

هو القديم و ما سواه حادث و هو الخالق و ما سواه مخلوق.

ج : يجب الإعتقاد أنّ الله وحده القديم الذي لا ابتداء لوجوده و أنّ كل ما سواه حادث، فكل حادث دخل في الوجود من الأعيان و الأعمال من الذرّة إلى العرش و من كل حركة للعباد و سكون و النوايا و الخواطر هو بخلق الله لم يخلقه أحد سِوى الله، لا طبيعةٌ و لا علةٌ، بل دخوله في الوجود بمشيئة الله و قدرته بتقديره و علمه الأزلي لقوله تعالى : {و خلق كل شيء} [سورة الفرقان]. قال الإمام النسفي: "فإذا ضرب إنسانٌ زُجاجاً بحجَرِ فكسره فالضرب و الكسر و الإنكسار بخلْق الله تعالى". انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

اللهُ تعالى (هُوَ الْخَالِقُ) لِجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ (وَ مَا سِوَاهُ) أَيْ كُلُّ الْعَالَمِينَ (مَخْلُوقٌ) لَهُ بِدَايَةٌ فَالْعَالَمُ حَادِثٌ بِجِنْسِهِ وَ أَفْرَادِهِ، وَ خَالَفَ فِي الْقِسْمِ الأَوَّلِ ابْنُ تَيْمِيَةَ فَقَالَ كَالْفَلاسِفَةِ إِنَّ نَوْعَ الْعَالَمِ أَزَلِيٌّ لا بِدَايَةَ لِوُجُودِهِ فَكَفَّرَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ (فَكُلُّ حَادِثٍ دَخَلَ فِي الْوُجُودِ) سَوَاءٌ كَانَ (مِنَ الأَعْيَانِ) جَمْعُ عَيْنٍ وَ هُوَ كُلُّ مَا لَهُ حَجْمٌ أَمْ كَانَ مِنَ (الأَعْمَالِ) الاِخْتِيَارِيَّةِ أَوْ غَيْرِ الاِخْتِيَارِيَّةِ فَهُوَ بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، فَالأَعْيَانُ كُلُّهَا (مِنَ الذَّرَّةِ) وَ هِيَ الْهَبَاءُ الَّذِي يَظْهَرُ عِنْدَ دُخُولِ نُورِ الشَّمْسِ مِنَ الْكَوَّةِ أَوْ مَا كَانَ أَصْغَرَ مِنْهَا (إِلَى الْعَرْشِ) الَّذِي هُوَ أَكْبَرُ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ الْحَجْمُ هِيَ بِخَلْقِ اللَّهِ وَ كَذَلِكَ الأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ (مِنْ كُلِّ حَرَكَةٍ لِلْعِبَادِ وَ سُكُونٍ) وَ الأَعْمَالُ الْبَاطِنَةُ مِنَ (النَّوَايَا) جَمْعُ نِيَّةٍ (وَ الْخَوَاطِرِ) جَمْعُ خَاطِرٍ وَهُوَ مَا يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ بِلا إِرَادَةٍ (فَهُوَ) أَيِ الْحَادِثُ ـ أي المَخْلُوقُ ـ الدَّاخِلُ فِي الْوُجُودِ (بِخَلْقِ اللَّهِ لَمْ يَخْلُقهُ أَحَدٌ سِوَى اللَّهِ) (لا) خَلَقَتْهُ (طَبِيعَةٌ) وَ هِيَ الصِّفَةُ الَّتِى جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهَا الأَجْرَامَ كَالنَّارِ طَبِيعَتُهَا الإِحْرَاقُ وَ (لا) خَلَقَتْهُ (عِلَّةٌ) و هِيَ مَا يُوجَدُ الْمَعْلُولُ بِوُجُودِه وَ يُعْدَمُ بِعَدَمِه مِثْلُ حَرَكَةِ الإِصْبَعِ الَّذِي فِيهِ خَاتَمٌ عِلَّةٌ لِحَرَكَةِ الْخَاتَمِ، بَلْ دُخُولُهُ فِي الْوُجُودِ ـ أي المَخْلُوق ـ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَ قُدْرَتِهِ بِتَقْدِيرِهِ وَ عِلْمِهِ الأَزَلِيِّ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ (﴿وَ خَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ﴾)، أَيْ أَحْدَثَهُ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ فَلاَ خَلْقَ بِهَذَا الْمَعْنَى أَيِ الإِبْرَازِ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ فَاطِرٍ (﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾) أَيْ لا خَالِقَ إِلاَّ اللَّهُ وَ خَالَفَ فِي ذَلِكَ الْمُعْتَزِلَةُ فَقَالُوا الْعَبْدُ يَخْلُقُ فِعْلَهُ الاِخْتِيَارِيَّ فَكَفَّرَهُمُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ.

وَ قَدْ (قَالَ) الإِمَامُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ (النَّسَفِيُّ) رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَقِيدَةِ النَّسَفِيَّةِ مَا مَعْنَاهُ (فَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ زُجَاجًا بِحَجَرٍ فَكَسَرَهُ فَالضَّرْبُ) وَ هُوَ فِعْلُ الْعَبْدِ بِالْحَجَرِ وَ قَدْ يَحْصُلُ مِنْهُ انْكِسَارٌ وَ قَدْ لا يَحْصُلُ (وَ الْكَسْرُ) و هُوَ فِعْلُ الْعَبْدِ الَّذِي فَعَلَهُ فِي الزُّجَاجِ بِوَاسِطَةِ الرَّمْيِّ بِالْحَجَرِ (وَ الاِنْكِسَارُ) وَ هُوَ الأَثَرُ الْحَاصِلُ فِي الزُّجَاجِ مِنْ تَشَقُّقٍ وَ تَنَاثُرٍ وَ نَحْوِ ذَلِكَ (بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى) لا بِخَلْقِ الْعَبْدِ (فَلَيْسَ لِلْعَبْدِ) مِنْ فِعْلِهِ هَذَا (إِلاَّ الْكَسْبُ) وَ هُوَ تَوْجِيهُ الْعَبْدِ قَصْدَهُ وَ إِرَادَتَهُ نَحْوَ الْعَمَلِ فَيَخْلُقُهُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى) فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ (﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ﴾) أَيْ لِلنَّفْسِ جَزَاءُ مَا كَسَبَتْهُ مِنَ الْخَيْرِ أَيْ تَنْتَفِعُ بِذَلِكَ (﴿وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾) أَيْ و عَلَيْهَا أَيْضًا وَبَالُ مَا اكْتَسَبَتْهُ مِنْ عَمَلِ الشَّرِّ أَيْ يَضُرُّهَا ذَلِكَ فَالْعَبْدُ إِنَّمَا يَتَّصِفُ بِالْكَسْبِ لا بِالْخَلْقِ وَ هُوَ يُحَاسَبُ عَلَى كَسْبِهِ.
  

_______________________________________________________

عن صفة الكلام لله تعالى.



ج : قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في كتابه الفقه الأبسط : "و يَتكلّم لا كَكلامنا، نحن نتكلّم بالآلات من المخارج و الحروف و اللهُ مُتَكلِّمٌ بلا آلة و لا حرف".

فاللهُ تعالى مُتَكلِّمٌ بكلامٍ لا يُشبه كلامنا، ليس لِكلامه ابتداءٌ و ليس له انتهاءٌ لا يَطْرَأُ عليه سُكوتٌ أو تَقَطُّعٌ لأنّه ليس حرْفاً و لا صوتاً، و إنّما هو صِفةٌ له تعالى لا يُشبه كلامَ المخلوقين. قال الله تعالى : {و كَلّمَ اللهُ موسى تَكليماً} [سورة النساء/164]. انتهى


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

و لْيُعْلَمْ أنّ كَلامَهُ سُبحانهُ و تعَالى صِفةٌ مِن صِفاتهِ الثَّابِتَةِ لِذاتهِ الأزلِيِّ الأَبدِيِّ و هو أَيِ الكلامُ قَديمٌ أزلِيٌّ لا ابْتِداءَ لهُ كسائِرِ صِفاتهِ تعالى مِنَ الحياةِ و العِلْمِ و القُدْرةِ و السَّمْعِ و البصَرِ فإنّها أزليّةٌ أبديّةٌ لا تًتبدّلُ و لا تَتطوّرُ و ذلك لأنّ اللهَ تبارك و تعالى لا يُوصَفُ بِصفةٍ حَادِثَةٍ ـ أي مَخْلُوقَةٍ ـ فَيُعْلَمُ مِنْ ذلك أنّ كَلامَ اللهِ ليس حَرْفًا و لا صَوْتًا و لا لُغَةً و لا يُبْتَدَأُ و لا يُخْتَتمُ و لا يُتَقَطَّع و لا يَزيدُ و لا يًنْقُصُ و لا يَتغيَّر.
فــوائـــد :
ـ 1 :

القرآن و التوراة و الإنجيل و سائر كُتُبِ اللهِ تُطْلقُ و يُراد بِها الكلام الذاتي ـ أي الصِّفة الذاتية لله تعالى ـ و تُطلق و يُراد بها هذا اللَّفظُ المُنَزَّلُ، فإن قُصِدَ بها اللفظَ المُنزَّلَ الذي بعضُه بلغة العرب و بعضه بالعبرانيّة و بعضه بالسُريانية فهو حادِثٌ مَخلوقٌ لله و إن قُصِدَ بها الكلام الذاتي فهي أزليّةٌ ليست بحرف و لا صوت و لا لغة.

فَتبيَّنَ أنَّ القرآن له إطلاقان أي له معنيان :

ـ الأوّلُ إطلاقُه على الكلام الذاتيّ لله تعالى الذي ليس هو بحرف و لا صوت و لا لغة عربية و لا غيرها.

ـ و الثاني إطلاقُه على اللفظِ المُنزَّلِ المخلوق الذي يقرؤه المؤمنون.

ـ 2 :

كذلك كلمةُ كلامُ الله لها إطلاقان إذا أُطلِقت على الصفة الذاتية فهو أزليٌّ أبديٌّ ليس بحرف و لا صوت و لا لغة و إذا أُطلِقت على الحروف المُنزَّلَةِ و المكتوبة في المصاحف و المقروءة من القُرّاء فهذه لا شكَّ أنّها مخلوقة و هذه المخلوقة هي عِباراتٌ عن الكلام الذاتيّ الذي ليس حرفا و لا صوتا و لا لغة.

ما معنى عِبارات ؟ : يعني لغةٌ و حرفٌ و صوتٌ تُعَبِّرُ عن الكلامِ الذي ليس حرفًا و لا صوتًا و لا لغةً.

و تقريب ذلك أنّ لفظ الجلالَة الله عِبارةٌ عن ذاتٍ أزليٍّ نعبدُه، فإذا قُلنا نَعبدُ الله فذلك الذاتُ هو المقصودُ، فإذا كُتِبَ هذا اللّفظُ فَقِيلَ ما هذا ؟ فيُقال : الله، فليس معناه أنّ هذه الحروف هي الذاتُ الذي نعبدُهُ بل المقصود أنها تَدُلُّ على الذات الأبديّ الأزليّ.

ـ 3 :

الأصلُ أنّ القرآن مَكتُوبٌ على اللوح المحفوظ، اللهُ تعالى خَلَقَ صوتًا من غيرِ مُتَكَلِّمٍ بِنُظم ِالقُرآنِ فَسَمِعَهُ سيدنا جبريل عليه السلام، ثم سيدنا جبريل و هو رسولُ اللهِ إلى الرُّسُلِ سَمِعَ كلامََ اللهِ الذي ليس حرفًا و لا صوتًا و لا لُغةً فَفَهِمَ مِنهُ الأمْرَ بأن يَنْزِلَ بذلك القرآن المكتوب على اللوح المحفوظ على سيّدنا محمّد صلى اللهُ عليه و سلَّم. و بهذا ارتفع الإلتباس.

نفسُ الشئ في حُكْمِ التوْراةِ و الإنْجيل و غير ذلك، و لكن سيدنا موسى عليه السلام خَصَّهُ اللهُ تبارك و تعالى أن يكون كليم الله أي من يسمع كلامَ اللهِ في الدنيا كما جبريل يسمع كلام الله فيفهم منه الأمْرَ و يفهم منه النَهْيَ و يفهم منه ما شاءَ اللهُ له أن يفهم. هذا و الله أعلم و أحكم.
 

 ============================================
معنى : لا حول و لا قوّة إلاّ بالله ؟

ج : معنى لا حول و لا قوّة إلاّ بالله : لا حول عن معصية الله إلاّ بعصمة الله و لا قوّة على طاعة الله إلاّ بعون الله، جاء تفسيرها في حديث رواه أبو يعلى بإسناد حسن عن ابن مسعود عن رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم، و قد ثبت أنّه صلَّى الله عليه و سلَّم رغَّب فيه.
 

===========================================

الله تعالى موصوف بكلّ كمال يليق به، لماذا قُيِّدت كلمة "كمال" بعبارة يليق به ؟

ج : إنّما قُيِّدت هذه العبارة بلفظ يليق به لأنّ الكمال إمّا أن يكون كمالاً في حقّ الله و في حقّ غيره كالعلم، و إمّا أن يكون كمالاً في حقّ غيره و ليس كمالاً في حقّه كالوصف برجاحة العقل، و قد يكون الوصف مدحاً لله تعالى و ذماً في حقّ الإنسان و ذلك كالوصف بالجبّار هو مدح في حقّ الله و ذمٌّ في حقّ الإنسان، و معنى الجبّار إذا أُطلق على الله الذي لا تناله الأيدي و لا يقع في ملكه غير ما أراد .انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

قاعدة : "ما يليق بالخالق لا يليق بالمخلوق، و ما يليق بالمخلوق لا يليق بالخالق"، و أمّا قولنا انّ الكمال منه ما هو كمال في حقّ الله و في حقّ غيره كالعلم فليس بتشبيهٍ، لأنّ هذا "اتِّفاقٌ في اللفظ و اختلافٌ في المعنى" لأنّ علمَ اللهِ ذاتيٌّ ـ أي استحَقَّه بذاته لا يوجد من أوْجب عليه هذا العلم ـ، و علمه تعالى أزليٌّ أبديٌّ أي لا بداية له و لا نهاية له، لا يزداد و لا ينقص، و لا يَتغيَّر و لا يتجدّد و لا يتطوَّر، أمّا علم غيره فهو محدودٌ و مُتغيِّّرٌ و مُكتسَب.

إذًا يجب علينا أن نعتقدَ أنَ الله موصوفٌ بِكُلِّ كَمَالٍ يَلِيقُ بِهِ، مُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ فِى حَقّـِهِ. و معنى ذلك أنه يجب علينا أن نعتقد أنّ اللهَ تبارك و تعالى مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ اللاَّئِقَةِ بِهِ سُبْحَانَهُ. وَ إِنَّمَا قُلْنَا "اللاَّئِقَةِ بِهِ" لأَنَّ مِنْ صِفَاتِ الْكَمَالِ مَا يَلِيقُ بِالْمَخْلُوقِ وَ لاَ يَلِيقُ بِالْخَالِقِ، وَ ذَلِكَ كَشِدَّةِ الذَّكَاءِ، وَ قُوَّةِ العَقْلِ، وَ قُوَّةِ البَدَنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. فَهَذِهِ صِفَاتٌ هِىَ فِى حَقِّ الْمَخْلُوقِ صِفَاتُ كَمَالٍ وَ لاَ يَلِيقُ أَنْ يُوصَفَ الْخَالِقُ بِها، بَلْ يَكْفُر مَن وََصَفَ اللهََ بها، و قد ذكر الإمامُ السَّلَفِي أبو جعفر الطحاوي في عقيدته التى بَيَّنَ أنّها بيانٌ لعقيدةِ أهلِ السنَّةِ و الجماعةِ أنّ "مَن وصفَ الله بمعنىً من مَعاني البشرِ فقَد كفرَ".

لذا نجد علماء أهل السنة لا يقولون الله موصوف بكل كمال، إنما يقيدون العبارة فيقولون الله موصوف بكل كمال يليق به. هذا و الله أعلم و أحكم.
 

--------------------------------------------------------------

هذا ونسأل الله التوفيق.
لقد أكرمني الله ونقلت كما وصلني ولم أجعل رؤيتي مخالفة لان ما نقل ثقة وما هو عن العقل بغائب.
ولا نغفل عن بعض الحقائق المتعلقة ببعض عقائد المعتزلة والخوارج وغيرهم، ودعونا لا نأخذ بما وصلنا دون تحقيق. فجمي السابقين بشر ونحن بشر ((( والبخاي ومسلم بشر ))) فنحكم بالعقل والله تعالى أعلم!
ولنتق الله في أنفسنا لانه تعالى " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور"
والحمد لله!
انتهى. 


نشر في : 2:58 PM |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

Tuesday, August 7, 2012

لم أعد أعجب لاي حال يضرب هذه الأمة ، فوالذي نفسي بيده هي سوء ادارة مع تبعية مضافا اليها القليل من استغلال الدين في السلطه التسلقية.
لم أعد أعجب حين هزني خبر موت " مسلمين " مصريين في رفح !
أخذني التفكير في جدية الأمر الى محاور لا أكاد أنفك أفكر فيها !
أولها لعل الادارة المصرية الجديدة تشاء احكام السيطرة على سيناء بعد ضاعت بين أيادي المهربين ! بعد أن منعت اتفاقية كامب ديفيد المصريين من ادخال وحدات عسركية الى المنطقة .
وما شاهدناه أمس من تحليق للطيران المصري على أرض سيناء يدل على كسر كامب ديفيد من أجل الامن المصري العام.


ورفضت هذا لحين . علما بأني ميقن بأنه يمكن أن تكون خدعه " العدو " , أي أن تطرح خطتك الرذيلة بصورة ايجابية , كفتح المعبر بين مصر وغزة مثلا , ثم يغلقه العدو , فأنت بهذا ضمنت تعاطف العوام ونفذت الاستراتيجية التي تريد! يجوز!

أم لعل عناصر فلسطينيين أراد بذاك جهادا ! واتخذوا مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة" فاستحلوا دم المسلم من أجل دم الكافر ! محتمل أيضا .
لكن أيعقل أن لا تكون الحكومة على دراية بمثل هذا التخطيط؟ سواء كانت حكومة فلسطينية أم مصرية أم احتلالية!
مع العلم أن الاحتلال لم يتضرر شيئا اثر العملية غريبة التوقيت !

أم هي محاولة لمصرنة غزة والتخلص من فلسطينييتها ! علها كذلك.

أم لعل الوضع السناوي المتفاقم من تهميش حكومي، وسوء ادارة, واستثارة ثورات بعيدة عن المنطق البدوي السيناوي، ما جعل أهل المنطقة ينتفضون على الوضع المزدرئ ويلحقون الاذى الحاصل باخرين . أو أنهم شعروا بالظلم لنقص الحاجات الاساسية في منقطتهم، في حين أن غزة" المحاصرة"  تغرق بها. ممكن!


الأمر العجيب هو التوقيت ! هل هي محاولة لغلق الانفاق " مصدر الغنى الغزي" ، أم محاولة لمنع استراتيجية سياسية مصرية لحل مثل هذه الأزمة الدولية. رغم أن غزة تستطيع اغلاقها وكذلك المصريين ! بدون مثل هذه الشناعة.

لمن المصلحة في هذا الدم؟ ولمن المصلحة في مثل هذا الموقف؟ وما الهدف منه ؟ الله أعلم 
والزمن القريب أولى بكشف ذلك ، ولن نترك الحقيقة بدون تحليل ومرجعية صادقة !

المصريين غير راضين عن هذا ولا الفلسطينيين ! هذا ينفي وهذا يثبت ، هذا يجرح وهذا يدين ، هناك يثور ، وهناك يعقل !
بلبلة وهرطقة , والكل يفتي . لم أعجب اذا !

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"


لم أعد أعجب

لم أعد أعجب لاي حال يضرب هذه الأمة ، فوالذي نفسي بيده هي سوء ادارة مع تبعية مضافا اليها القليل من استغلال الدين في السلطه التسلقية.
لم أعد أعجب حين هزني خبر موت " مسلمين " مصريين في رفح !
أخذني التفكير في جدية الأمر الى محاور لا أكاد أنفك أفكر فيها !
أولها لعل الادارة المصرية الجديدة تشاء احكام السيطرة على سيناء بعد ضاعت بين أيادي المهربين ! بعد أن منعت اتفاقية كامب ديفيد المصريين من ادخال وحدات عسركية الى المنطقة .
وما شاهدناه أمس من تحليق للطيران المصري على أرض سيناء يدل على كسر كامب ديفيد من أجل الامن المصري العام.


ورفضت هذا لحين . علما بأني ميقن بأنه يمكن أن تكون خدعه " العدو " , أي أن تطرح خطتك الرذيلة بصورة ايجابية , كفتح المعبر بين مصر وغزة مثلا , ثم يغلقه العدو , فأنت بهذا ضمنت تعاطف العوام ونفذت الاستراتيجية التي تريد! يجوز!

أم لعل عناصر فلسطينيين أراد بذاك جهادا ! واتخذوا مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة" فاستحلوا دم المسلم من أجل دم الكافر ! محتمل أيضا .
لكن أيعقل أن لا تكون الحكومة على دراية بمثل هذا التخطيط؟ سواء كانت حكومة فلسطينية أم مصرية أم احتلالية!
مع العلم أن الاحتلال لم يتضرر شيئا اثر العملية غريبة التوقيت !

أم هي محاولة لمصرنة غزة والتخلص من فلسطينييتها ! علها كذلك.

أم لعل الوضع السناوي المتفاقم من تهميش حكومي، وسوء ادارة, واستثارة ثورات بعيدة عن المنطق البدوي السيناوي، ما جعل أهل المنطقة ينتفضون على الوضع المزدرئ ويلحقون الاذى الحاصل باخرين . أو أنهم شعروا بالظلم لنقص الحاجات الاساسية في منقطتهم، في حين أن غزة" المحاصرة"  تغرق بها. ممكن!


الأمر العجيب هو التوقيت ! هل هي محاولة لغلق الانفاق " مصدر الغنى الغزي" ، أم محاولة لمنع استراتيجية سياسية مصرية لحل مثل هذه الأزمة الدولية. رغم أن غزة تستطيع اغلاقها وكذلك المصريين ! بدون مثل هذه الشناعة.

لمن المصلحة في هذا الدم؟ ولمن المصلحة في مثل هذا الموقف؟ وما الهدف منه ؟ الله أعلم 
والزمن القريب أولى بكشف ذلك ، ولن نترك الحقيقة بدون تحليل ومرجعية صادقة !

المصريين غير راضين عن هذا ولا الفلسطينيين ! هذا ينفي وهذا يثبت ، هذا يجرح وهذا يدين ، هناك يثور ، وهناك يعقل !
بلبلة وهرطقة , والكل يفتي . لم أعجب اذا !

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"


نشر في : 3:06 AM |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

Sunday, August 5, 2012

 
أسفي على حال أمة أصابها ما أصابها !
أسفي على استغلال شهر رمضان بالمهنة " الرفيعة "" التسول".

 ما وجهي امام جدي " عمر بن الخطاب " ؟
أسفي على حال نخبة واهية لا ترى الا خزائن الارض الفانية, ويالهم من عيون يرون بها ما حل من ظلام. أم لهم عيون فصلت بالعصب عن العقل ! أيعقل أنهم لا يرون اين نحن ؟!
وأسفي على شهر رمضان الذي صار موسما, شأنه شأن يوم شم النسيم! أين تراه رمضان ؟
بين يدي ذئب ينهش جاره , أم على عتبة رجل فقير وهنت عظامه , أم تراه على حلل رجال الدولة على " الطاولة المستديرة" ؟
يا تراه بين يدي أمي تعد طعاما " لرمضان" ؟
بهذا تقاس يا رمضان ! ويلي ! ظلموك بل جهلوك يا رمضان .
ماذا أقول لرسولنا الكريم ؟ ماذا أخبره عن أمة القران ؟
نطير فرحا بالطعام , وجارنا ينام جائع ؟
أم نمشي شوارع المدن لنرى الظالم والفائع؟

وهل لك يا رسول الله بنظرة على الشباب !
يا خجلي ويا لهول أمري حين تمتلئ المساجد في رمضان, وفي غيره تمتلئ كراسي العجزة! وحلقات " الذكر" أم هي حلقات الدنيا!
ماذا أقول لصلاح الدين ؟

أأقول له ان القدس لا تبالي بنا ؟ لانها تنتظرك أيها الميت !
أرجوك انتظر ولا تقم من الممات ففينا من هو ندك ههههه والله حق لي ان اضحك هنا!
اصرخي يا قدس اصرخي اكثر !
فالامة تترنم على انغام موسيقى وتلهو على " مسلسلات رمضان "
والله ليس العجب على المسلسلات , انما هي أعمال لجلب المال ! أما العجب فعلى من يديرها ! ويرى رمضان كما أسلفت مجرد موسم للترويج والاعلان ورفع الاموال!

يا حسرة على العباد !
يا قدس كم كتب فيكي الشعراء, ولقي حتفه على ابوابك من النبلاء ! 

هم الان نبلاء بالفظاظه, والتبعية الفضفاضة!
يا ويحي ما أخبر جدي المتوفي منذ عام !
أأقول له أن الارض سترجع بايدي الشباب ؟ أم أروي بعض المواويل ؟
يا جدي أرجوك لا أجد مكاني هنا !

أنا لست بثائر ولست عز الدين . أرجوك يا جدي خذ بيدي عندك , والله لا أطيق ان ارى أسفي .
 أأنشر أسفي على حبال غسيل جارتنا ,تريد ان تستغل الكهرباء ؟ أم على جارنا يريد ان يشحن بطارية اللاب توب لحين انقطاع التيار والماء.
أم أنشره على أقدام أبي في اواخر الليل يترقب مجيئ الماء ليملأ الخزان ؟
أم أراه يتقد جمرا حين يأتي الماء وتنقطع الكهرباء !؟

يا رمضان ارحل عن بلادي ! فهي ليست بلادك 
يا رمضان ان شئت ان تجيئ هنا فاشترط وجود الرجال
وان شئت ان تذهب فلا تأخذ معك الا العظام الشداد
يا رمضان لا تأسف ودع لنا الاسف
يا رمضان اعلم اني أجيد اللغة واجيد القران
ولكن ان صنعتهما في قولي , استخفت بي الاقوام !
يا رمضان ان استشهدت اليوم باية من القران صرت متطرفا منحرفا ارهابيا , وان تكلمت العربية لغة القران صرت معقدا رجعيا.

يا رمضان حين تقول لاحدهم أين انتم يا عرب؟ يقول " انا لست سلفيا"
يا رمضان لو ان البشر اختاروك لطردوك وعلقوك منسيا
يا رمضان كثرهم يظنون بك السوء ويرون فيك حارمهم طعامهم وشرابهم الذي خلق الله لهم!
يا رمضان ليس هذا ذنبهم، فعلى الحاكم المعول !

يا رمضان اضرب بعصاك الحجر لعلها تنفجر نفوس الصائمين القائمين !
كثر قولي وحفي لساني وكاد الدمع يسيل مني في ذكرك يا غالي
وذكر الحبيب صلوات ربي عليه !
والله لا أدري بأي حال اشكي!

ولا أعلم أأبكي أم أحكي!
امش معي يا رمضان ! في كل حدب ترى نقصا , وفي أي مكان ترى عجزا!
امش معي ولا تأسف فلعل هلالك القادم به شيئ من التغيير !

مدونتي لست أطيق التعبير ! ارحميني وثوري أنت بدلا مني !

أسفي

 
أسفي على حال أمة أصابها ما أصابها !
أسفي على استغلال شهر رمضان بالمهنة " الرفيعة "" التسول".

 ما وجهي امام جدي " عمر بن الخطاب " ؟
أسفي على حال نخبة واهية لا ترى الا خزائن الارض الفانية, ويالهم من عيون يرون بها ما حل من ظلام. أم لهم عيون فصلت بالعصب عن العقل ! أيعقل أنهم لا يرون اين نحن ؟!
وأسفي على شهر رمضان الذي صار موسما, شأنه شأن يوم شم النسيم! أين تراه رمضان ؟
بين يدي ذئب ينهش جاره , أم على عتبة رجل فقير وهنت عظامه , أم تراه على حلل رجال الدولة على " الطاولة المستديرة" ؟
يا تراه بين يدي أمي تعد طعاما " لرمضان" ؟
بهذا تقاس يا رمضان ! ويلي ! ظلموك بل جهلوك يا رمضان .
ماذا أقول لرسولنا الكريم ؟ ماذا أخبره عن أمة القران ؟
نطير فرحا بالطعام , وجارنا ينام جائع ؟
أم نمشي شوارع المدن لنرى الظالم والفائع؟

وهل لك يا رسول الله بنظرة على الشباب !
يا خجلي ويا لهول أمري حين تمتلئ المساجد في رمضان, وفي غيره تمتلئ كراسي العجزة! وحلقات " الذكر" أم هي حلقات الدنيا!
ماذا أقول لصلاح الدين ؟

أأقول له ان القدس لا تبالي بنا ؟ لانها تنتظرك أيها الميت !
أرجوك انتظر ولا تقم من الممات ففينا من هو ندك ههههه والله حق لي ان اضحك هنا!
اصرخي يا قدس اصرخي اكثر !
فالامة تترنم على انغام موسيقى وتلهو على " مسلسلات رمضان "
والله ليس العجب على المسلسلات , انما هي أعمال لجلب المال ! أما العجب فعلى من يديرها ! ويرى رمضان كما أسلفت مجرد موسم للترويج والاعلان ورفع الاموال!

يا حسرة على العباد !
يا قدس كم كتب فيكي الشعراء, ولقي حتفه على ابوابك من النبلاء ! 

هم الان نبلاء بالفظاظه, والتبعية الفضفاضة!
يا ويحي ما أخبر جدي المتوفي منذ عام !
أأقول له أن الارض سترجع بايدي الشباب ؟ أم أروي بعض المواويل ؟
يا جدي أرجوك لا أجد مكاني هنا !

أنا لست بثائر ولست عز الدين . أرجوك يا جدي خذ بيدي عندك , والله لا أطيق ان ارى أسفي .
 أأنشر أسفي على حبال غسيل جارتنا ,تريد ان تستغل الكهرباء ؟ أم على جارنا يريد ان يشحن بطارية اللاب توب لحين انقطاع التيار والماء.
أم أنشره على أقدام أبي في اواخر الليل يترقب مجيئ الماء ليملأ الخزان ؟
أم أراه يتقد جمرا حين يأتي الماء وتنقطع الكهرباء !؟

يا رمضان ارحل عن بلادي ! فهي ليست بلادك 
يا رمضان ان شئت ان تجيئ هنا فاشترط وجود الرجال
وان شئت ان تذهب فلا تأخذ معك الا العظام الشداد
يا رمضان لا تأسف ودع لنا الاسف
يا رمضان اعلم اني أجيد اللغة واجيد القران
ولكن ان صنعتهما في قولي , استخفت بي الاقوام !
يا رمضان ان استشهدت اليوم باية من القران صرت متطرفا منحرفا ارهابيا , وان تكلمت العربية لغة القران صرت معقدا رجعيا.

يا رمضان حين تقول لاحدهم أين انتم يا عرب؟ يقول " انا لست سلفيا"
يا رمضان لو ان البشر اختاروك لطردوك وعلقوك منسيا
يا رمضان كثرهم يظنون بك السوء ويرون فيك حارمهم طعامهم وشرابهم الذي خلق الله لهم!
يا رمضان ليس هذا ذنبهم، فعلى الحاكم المعول !

يا رمضان اضرب بعصاك الحجر لعلها تنفجر نفوس الصائمين القائمين !
كثر قولي وحفي لساني وكاد الدمع يسيل مني في ذكرك يا غالي
وذكر الحبيب صلوات ربي عليه !
والله لا أدري بأي حال اشكي!

ولا أعلم أأبكي أم أحكي!
امش معي يا رمضان ! في كل حدب ترى نقصا , وفي أي مكان ترى عجزا!
امش معي ولا تأسف فلعل هلالك القادم به شيئ من التغيير !

مدونتي لست أطيق التعبير ! ارحميني وثوري أنت بدلا مني !

نشر في : 11:36 PM |  من طرف Unknown

1 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

back to top