Thursday, August 21, 2014

شظية نقدية على القضية الفلسطينية

نشرت من طرف : Nael Khader  |  في  3:57 PM




رأي شخصي
وهو غير ملزم!

القضية اليوم، بالمؤشرات السابقة والتواريخ المتتالية منذ بدء التفكير في العدوان على غزة، لا تتعلق

بالقضاء على "المقاومة". الكفاح المسلح معترف به جمهوريا وسقفيا على الصعيد السياسي بأنه الطريق الرئيس نحو "تحرير فلسطين" ولكنه بالفعل ليس السبيل الأوحد، فهناك- على سبيل المثال- حملة BDS لمقاطعة اسرائيل بشتى النُطُق والكلمة الحادة وفضح الجرائم وتحريك الرأي العام وغيرها جنباً إلى جنب.
القضية اليوم تتعلق بانهاء ملف القضية الفلسطينية فلاحظوا مدى الفصل الجيوسياسي بين الضفة الغربية وغزة واصرار اسرائيل على ذلك!  القيادة الأمريكية من هذا المنطلق تشبك الأحداث بعضها ببعض لترضي جميع الأطراف وتنهي الصوت المزعج في المنطقة وتحفظ مصالحها وأمن اسرائيل بوضع خط نهاية للقضية الفلسطينة.
تقول النظرية السيادية أن أحد وسائل السيطرة هي تمديد أمل المُطالب حتى تسقط منه النفسية العزمية على مطالبه من خلال المد والجز الزمني على القضية. أي أن اسرائيل والسيادة الأمريكية وضعت القضية الفلسطينية على المحك حتى تعطي الأمر الحل الأخير final purgation وبالتالي تعود الصروفات السياسية إلى ما تم الاتفاق عليه في بداية الأمر ولكن بعد تطويل أمدها لصعودها على الساحة بنكهة وصوت مختلفين.
معلومة: من استطاع ادخال صواريخ "قوية" إلى غزة، بوسعه ادخال صواريخ "مدمرة" لتُقصف بها اسرائيل! فرق القوى واضح، والفكرة العالمية تجري وفق الخطة!

فائدة: قيادة الرأي العام هي دائرة منظمة ومغلقة بها قليل من الشوائب ولكنها سرعان ما تنحني على قوس الدائرة، حتى التماسات الخارجية تستمر بالطول لكنها لا تدخل الدائرة! (فن صناعة الرأي العام)

مداخلة: أنا لا أقزم من شعبنا الجبار، ولا أكبر من السياسيين الحقيرة أهدافهم. إنما هي دراسة ملحوظة لربط أحداث متراكمة ببعضها البعض.

سؤال لقارئي: لماذا تأخرت المفاوضات هذه المرة؟ ما الذي تغير؟ فكِّر بعناية، بلا تسرع.

الطقوس السياسية واحدة ولكن تطبيقها يعتمد على صناعة التطور الحركي للعوام، فترى تزامن القضية السورية بالملف المصري وصناعة الحركات الارهابية وتطويع المجريات وفق دائرة السيطرة. من منكم لديه أدنى شك بأن العراق باتت أمريكية! وغيرها وبعضها مما تتعرض للأمركة ولكن أطراف أخرى تكبحها (أظن أننا نتحدث عن روسيا هنا). وتم الاتفاق على حلها!
من المهم جداً أن نتعلم (فن صناعة التوقيت)!

إلماعة: حين تبحث في مرام السياسة، لا تعلق آمالاً كبيرة وفق رهنيات حديثة أنت لا تملك مجراها. حتى أن المغزى ليس فيمن يملك، فل فيمن يُدير.

القضية الفلسطينية هي مربط الفرس،حقاً، لأنها تتشابك بها العديد من الأطراف... لا يأتي أحدكم فيقول أن تركيا أو قطرأو شبيهاتها ومن خلفها لديهم (انسانية) وتود مساعدة الشعب المنكوب! هذا كلام "متهافت" لأن السياسة لا تعترف بالانسان! السياسة مصالح مشتركة.
القضية منذ أن صعد تطور الاعتراف بفلسطين من العديد من الدول ودخول فلسطين بصفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة والاتفاق على انهاء الزحف الاستيطاني، باتت على المحك ووصلت ذروتها. وهنا يحاول أوباما تسجيل نجاح له طوال فترة حكمه. اسرائيل تعتد بسيطرتها الاقتصادية، ولكن قرصت أذنها أمريكا بسحب الرأي العام منها وكذلك دعم حملة (المقاطعة) ضدها! في ذلك مناوشات اسرالي-أمريكية

اللاعبون معروفون والطاولة واحدة ولكن بشقين، يبقى موعد كل لاعب حسب الحركة ووقت الدور الخاص بكل واحد.



تخليص:
هذا عز الوقت للحقيقة، حقيقة ماضينا وحاضرنا، وحقيقة الحاكم فينا، والحاكم الحقيقي علينا، وما يحدث على هذه الأرض سُلالاً بحجة التقدم والإزدهار والكسب. أخلص الحب لوطنك؛ تجاوز الشوفينية وعبادة الأوثان الحزبية وصداءات الصوت لترى بوضوح النعف وبطر الحق وغمط الناس والفساد المعزز بالخوف في الحكومات الأوليغارشية. هذه الحقيقة يجب أن تكون ملك العوام، ليست حكراً على المستغلين من ذوي النخب في جموعهم السرية.
زمن السرية شارفت شمس غروبه. سيعلم العالم الحقيقة.
لا تنتظر من أي وسيلة إعلامية أن تشرح لك كيفية تفكيرك، ولا أن تغذيك بمعلومات ممهنجة كي تصل بسهولة لكل شيء- يريدونه. الحقيقة واضحة ولكن تحتاج منك أن تجتهد في النظر. ابحث في كل مكان، فالأحرار كنور الشمس مهما غابت تشرق، اقرأ عنهم في الانترنت وفي المكتبات المهجورة، في الكتب التي منع نشرها!
اقرأ وراقب أشياء لا تراقبها في العادة، ثم فكر وتدبر في كل بداية ونهاية. استخدم عقلك فذلك هبة الله إليك، لتعلم الحقيقة وتتبع الهدى. استشعر الحق بقلبك وابحث بذكاء.
ولتعلم أن ليس على الأرض عليم، لا عليم إلا الله. مهما عرف أولائك السلاطين المخفيين، فالعوام لديهم معرفة أكثر، لكن أولئك الملاعين لديهم شهوة الاستغلال والسيطرة.

وإن صدقت في بحثك وتعلمت أن الله هو الحقيقة المطلقة، ميقناً تماماً أنه وحده علاًّم الغيوب؛ فإنك لن تخاف من مكر الماكرين، وستكون أنت النور الذي يجري على الأرض. وذلك سبب وجودك. خُلٍقتَ لتعمر الأرض لذا لديك العقل.

خلاصة القول،
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

والله من وراء القصد.



المجد للشهداء، الحرية لنا، فلسطين أولاً.



شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

نرحب بتعليقاتكم

back to top